تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد: بعد هذه الآيات قال (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) يشير إلى أن نلاحظ حليم جاءت في موطن التهديد فجاء بعدها قوله (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) ثم قال (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ) كأنه قسّم في التركات جاء في التركات أن هناك قوم يطيعون الله وقوم يعصون الله هذا التقسيم كأنه مبني على ما سبق. ولو رجعنا إلى قول (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) سنجد أن حدود الله وردت في أكثر من آية وهي حدود حدّها سبحانه وتعالى.

د. عبد الرحمن: من أول السورة تقريبًا تحدث عن حقوق اليتامى، أموال اليتامى، تحدث عن النساء، تحدث عن الصدقات، تحدث عن أكل مال اليتيم، تحدث عن حقوق اليتامى، تحدث عن الصدقات،تحدث عن أكل مال اليتيم وتحدث عن المواريث والذي يقصرها على بعضها بدون دليل فهذا تحكم منه أليس كذلك؟ فالذي يأتي ويقول (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) إشارة إلى المواريث فقط هذا قصرها على بعض المقصود ما دام عامًا.

د. مساعد: وقال: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا) الأولى قال خالدين فيها. فرّق في مقام الطاعة جاء بالجمع خالدين وفي مقام المعصية جاء خالدًا فيها. أولًا سنن العرب في (من) وأمثالها أن من لفظها لفظ المفرد ومعناها معنى الجمع تصلح للجمع والمفرد، قال (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) إلى هنا على المفرد ولما قال (خَالِدِينَ فِيهَا) على الجمع فالابتداء على المفرد وختم بالجمع هذا هو سنن الكلام.وفي الآية لما قال (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا) جعلها كلها على المفرد.الثانية أي إعادة على اللفظ ولم يعده على المعنى والعلماء وقفوا عند هاتين اللفظتين وأطالوا الحديث عنها طبعا فيها نكت وفوائد منها:

قوله سبحانه وتعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) إعادة للجمع للاشتراك في الخير مثل قوله (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) اجتماع على الخير فلما كان خيرًا أشرك إخوانه معه فقال (خَالِدِينَ فِيهَا) يعني هو ومن أطاع مثله. وأما في المعاصي فكل إنسان يحاسب لوحده بذنبه (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) مناسب أن يكون خالدًا فيها لأن المسيء يعذَّب بإساءته ولا يلحق غيره شيئًا من إساءته.

د. محمد: وفيها معنى آخر وهو (خَالِدِينَ فِيهَا) من جزاء هؤلاء الذين أطاعوا الله ورسوله بأن الله سبحانه وتعالى يمتعهم بالجنة بالاجتماع بأن يكونوا مجتمعين في الجنة لأنه لو كنت في نعيم من أروع ما يكون وكنت فيه وحدك قلت دعوني فيما كنت فيه واجمعوني بأهلي وأقاربي وأصدقائي وأحبائي أما في النار فيرى أنه يعذب ولو كان في ضحضاح منها وأنه ليس هناك أحد يعذب في العالم مثل عذابه فيكون اجتمع عليه العذابين عذاب الوحدة وعذاب النار نسأل الله العافية والسلامة.

د. عبد الرحمن:إشارة إلى أن معاني الآخرة فيها من معاني الدنيا يعني الإنسان في الدنيا حتى لو كان في نعيم فإن الوحدة بالنسبة له نوع من أنواع العذاب أنت في نعيم أو قصر واسع أو في حدائق وأنت وحدك لا تستمتع، حتى الكرماء من العرب مثل حاتم الطائي ما كان يأنس إلا إذا كان معه ضيوفه ناس يشاركونه أكله. وكذلك العذاب والسجن في الدنيا إذا أريد للشخص أن يعاقب عقابًا شديدًا يسجن سجنًا انفراديًا ويحبس عن الناس ويغرب وكذلك عقوبة الزاني أنه يغرَّب هذا تعذيب له لأنه يبعد عن أحبابه وأصدقائه. وفي معنى آخر في قوله تعالى عن أهل الجنة (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) قال (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ) وفي الآية بعدها قال (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ) (ويتعد حدوده) فزاد هذه الصفة وهي في الحقيقة دلالة على رحمة الله وحلمه الذي ذكره في الآية قبلها يقول (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) قال فيمن يطيعه يدخله فمن كرم الله قال ومن يطع الله ورسوله يدخله ولم يقل ومن يطع الله ورسوله ويلتزم الحدود ويحرص عليها يدخله جنات كأن فيها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير