تأخير لهذا الجزاء لكن من رحمة الله بمجرد طاعة الله يدخله فالله سبحانه وتعالى أسرع بثوابه منك بالعمل.
الثانية قال (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ثم فتح المجال حتى لا يقنط الإنسان المعصية لا يكاد يسلم منها أحد فأنا أرى أن هاتين الآيتين في صياغتها تتناسب مع حلم الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده
د. محمد: كأني أشعر من كلامك يا دكتور عبد الرحمن أن هناك من المعاصي ما لا يبلغ به الإنسان أن يتعدى الحدود مثل اللمم يقع من كل إنسان النظرة واللفظة والخطوة والخطيئة وهي أشياء لا يكاد يسلم منها أحد في يومه وليلته لكن احذر أيها المسلم أن تتجاوز هذا إلى تعدي الحدود كأن تصر على هذه المعاصي أو أن ترتكب الكبائر وأنت تعلم ما وضع الله فيها ما شرع من عقوبة سواء عاجلة أو آجلة.
في قوله (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) أود تنبيه إخواننا إلى أن أمر قسمة المواريث خطير جدًا وأن التزام شرع الله فيها ليس أمرًا يتساهل فيه فأنا أرى التساهل فيه الآن في عدد من الجهات:
الجهة الأولى أن يضطر بعض الورثة إلى المطالبة والشكوى ولا يستطيع الوصول إلى حقه إلا بعد عنت ومشقة نقول اتقوا الله ما دام قال تعالى ولكم ولهنّ انتهى الموضوع، هذا حقهم، قابلت أحد الناس الذين تأخروا في قسمة الميراث 25 سنة فأقول له يا فلان لماذا لا تقسمون؟ قال ولماذا نستعجل؟ قلت الناس لهم حاجاتهم قال ما هي؟ قلت البيت الذي كانت قيمته عالية ربما اليوم لا يساوي شيئًا وأنت حرمت هؤلاء شيء من حقهم وهذا له حق وأنت إبكاءك في إيصال حقه ظلم وبعض الناس يستحي أن يطالب رحمه، هؤلاء يحتجون ويقولون ربما في يوم من الأيام ترتفع أسعار هذه الأراضي، فقلت له فرصتك أن تنفرد بها أعطِ الناس حقوقهم وخذ أنت حقك، الآن مات اثنان منهم وما عندهم استعداد أن يقسموا التركة. .
ثانيًا: يظلم بعض الورثة ولا يعطى حقه كما يعطي البقية وهذا يحصل الآن وخصوصًا في جانب النساء فترضى بما تعطى. فنقول ليحذر من يقسم أيا كان أن يعطي الورثة شيئًا ليس من حقه أو يؤخر في إعطاء الحق فإن هذا من الظلم ومن تعدي حدود الله عز وجل.
د. مساعد: هناك مسألة وقعت وما عرفت الحكم فيها، إذا رضيت الزوجة بشيء قليل وقالت أنا أخرج من التركة إذا أرضوها بشيء من التركة، هل يجوز للزوجة أن يقدم لها مبلغ من المال وتخرج من التركة؟
د. محمد: هل هم اضطرّوها وألجؤوها إليه؟ إن كان عن غير طيب نفس منها فلا يحل لهم منه شيء لقوله صلى الله عليه وسلم ((لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه)) وإن كان عن طواعية فلا باس لأنها رضيت.
د. مساعد: أحيانا طواعية مشبوهة بإكراه وكيف الإكراه؟ أنها متى ستأخذ حقها؟ قد يماطلون في حقها، فقد تنتظر حقها وقد لا تحصل عليه. وخاصة إذا كانت الزوجة هي ليست من البلاد كما يقع من بعض الخادمات. واذكر بعض الصلحاء كبر في سنه وأبناؤه أيضًا كبار وعنده شركات ومحتاج من يعينه على قضاء حاجته فاضطروا إلى أن يزوجوه خادمة كي يفكوا الحرج الشرعي من جهة ولكي يعينوا أباهم من جهة لكن لما قضى الله عليه الموت هذه زوجته الآن وإن كانت تأخذ الثمن ستحصل على ملايين فالبعض ترضى بالعشرة والعشرين وتخرج.
د. عبد الرحمن: الحق واضح فيها، يعني إعطاؤها هذا الجزاء من باب الصلح والترضية اعتقد هنا حرام لا يجوز لأن هذا استكثار لحق أعطاه الله إياه وكأنه أعلم بالمصلحة من الله وهنا الحقيقة يقع التحذير الذي في آخر الآيات لأنه قال (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) لأن هذا عصيان لله ورسوله رفض بأن تعطيها يا رب الربع لا، الربع كثير نعطيها العشر كما يقع من الكثير الذي يدفع الزكاة يأتي ويقول نسبة 2.5%كثيرة أنا سأخرج 1% ويعتبر لا مشكلة فيها وهذا تعدي لحدود الله الله سبحانه وتعالى حدّ حدودًا الربع الثمن الثلث السدس فيأتي أحدهم ويقول هذا كثير! ثم تأملوا في ختام الآيتين قال (تلك حدود الله) والحدود واضحة دقيقة المعالم وإلا ما سميت حدودًا وإنما سميت حدودًا لأنها واضحة ومن تعريف الحد أن يكون واضحًا.
¥