د. الشِّهري: والله، ما أدري الحقيقة أرى أنّها واضح فيها حكم النَّسخ، يعني خُذها بكلِّ بساطة.
الحكم الأوّل: أنَّهم يُحبَسون حتى الموت
الحُكم الثّاني: أنَّه يُجلد أو يُرجَم.
فلم يَعُد يُحبس لأنَّ هذا ليس شَرطاً في النَّسخ أيضاً، أن يكون في المنسوخ إشارة إلى أنَّه سيُرفع.
د. الخِضيري: بلى، هو الآن لمَّا نقول رفع حكم خطاب متقدِّم بخطاب متأخِّر. الآن هذه الآية ما رُفعت، لأنّك ممكن تقول: (أو يجعل الله لهُنَّ سبيلاً) والسَّبيل رجم المحصن وجلد البِّكر.
د. الشِّهري: لكنّه كان متراخيًا!
د. الطيَّار: لا، الذِّي ذَكَره أبُو عبدالله شيخ عبدالرّحمن، أنَّ قوله سبحانه وتعالى (فأمسِّكوهُنَّ في البُيوت) هذا المقدار رُفع، وهذا واضح أنَّه رُفِع، ورُفِع بالبَّديل بقوله (أو يجعل الله لهُنَّ سبيلاً).
د. الشِّهري: ولكن هُوَ ما رُفِعَ بها، ولكنَّه رُفِعَ بالسَّبيل الذي جاء فيما بعد.
د. الطَيَّار: إيِّ نعم بالسَّبيل الذي جاء فيما بعد.
د. الشِّهري: يعني لو كان جاء مُتَّصِلاً به في الآية التي بعدها مباشرة، ولكنَّه جاء في سورة متأخِّرة، و متى جاءت سورة النّور، في السَّنة التَّاسعة تقريباً.
د. الطيَّار: هذا مِنَ الآيات التِّي تحتاج إلى النَّظر إلى التَّاريخ لمَّا تَكَلَّمنا عن قضية ترتيب النُّزول وغيره، أنّه الآن هذه الآية قطعاً ويُجزم به أنّها نزلت قبل سورة النُّور، أنَّ هذه الآية نزلت قبل قوله (الزَّانية والزّاني) هذا بلا ريب. لأنّ واضح أنَّه سبحانه وتعالى قال (أو يجعلَ الله لهُنَّ سبيلاً) وكان السَّبيل مثل ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
د. الشِّهري: مَعناه هذا أنَّ الرَّجم لم يَرِد في القرآن.
د. الخِضيري: لم يَرِد فيما بين يَدَينا وإلا هُو قد نَزَل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عمر.
د. الشِّهري: يعني معناه أنَّ الرَّجم قد ثبت في القرآن، ولكنّه أيضاً نُسِخ لفظه وبَقي معناه، وهنا نشير إلى أنّ النّسخ في القرآن الكريم إلى أنَّه من حيث الرَّفع ومن حيث الثُّبوت ثلاث أنواع:
* ما نُسِخ حُكمُه وتِلاوَتُه. يعني كان هُناكَ آية قرآنية فيها حُكُم فرُفِعت الآية ورُفِعَ الحُكُم والخبر. فالخبر يدخُله النَّسخ إذا كان محتملاً على الأمر
د. الطيّار: لا لا،إذا كان خبر مطلقاً.
د. الشِّهري: عجيب! مثل ماذا يا دكتور كيف يدخل عليه النَّسخ؟
د. الخِضيري: إذا كان الخبر المطلق يَدُخُله النَّسخ فقد احتمل التَّكذيب
د. الطيّار: لا، هُنا ليس النَّسخ بمعنى إبدال، بل نسخ أي رفعٌ بالكليِّة أي يُنسى.
د. الشِّهري: يعني تَقُول نسخ الحكم والتلاوة ونسخ التلاوة وبقاء الحُكم، ونسخ الحكم وبقاء التلاوة، باعتبارات ماذا هذا؟
د. الطيَّار: جميل، النَّسخ الأوّل الآن هذا الذي فيه رفع الآية لفظاً ومعنى، دعنا من لفظ حكم حتى لا تُقِّيدنا بالأحكام العملية، هل وقع أم لم يقع؟
د. الخضيري: وقع.
د. الطيَّار: خلاص يدخل.
د. الشِّهري: طيب هل هناك مثال؟
د. الطيَّار: ما أصبح عندنا لفظاً ومعنى، أصبح مجهولًا.
د. الطيّار: مثال رفع اللّفظ والمعنى: حديث أبُيّ كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة، ويأتي رفع المعنى وبقاء اللفظ مثل آية المناجاة ومجموعة من الأخبار والأحكام. ويأتي رفع الحكم وبقاء اللَّفظ مثل هذه الآية (فأمسكوهنّ في البيوت).
د. الشِّهري: فأمسكوهُنَّ في البيوت الآن اللَّفظ موجود ولكن الحكم مرفوع، لم يَعُد أحد إن وقعت موليِّته في الزِّنا فإنه يحبسها وإنّما هناك تطبيق للحد وهو الجَلَد أو الرَّجم.
د. الخضيري: لاحظ قول الله عزّ وجل: (إنَّ الله يأمُر بالعَدل والإِحسان وإيتاء ذي القُربي وينهى عن الفَحشَاءِ والمُنكر والبَّغي)، فَذكَر الفحشاء والمنكر والبغي، قال العُلماء إنّ الفحشاء ما عُرِف قُبحُه حتى بالعقل مثل – أكرمكم الله – إتيان الرَّجل للرَّجل، ولذلك يُسَّميه الله عزَّ وجل في القرآن في كل الموارد يسميّه " الفاحشة" بالألف واللام لاستبشاعه وشدة نكارته، المنكر ما يُعرف نُكرانه بالشّرع يعني الغَالب أنَّ النُّكر فيه يكون من جهة الشَّرع، قد لا يهتدي العقل إلى أنّه منكر، مثل كَون الإنسان يُفطر في نهار رمضان، هذا لا يمكن أن يهتدي العاقل إلى أنّه منكر إلا بدلالة الشَّرع نفسه. أمَّا مثلاً إتيان الرَّجل لإمرأة لم يعقد
¥