تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Oct 2010, 08:35 ص]ـ

والحلقة العاشرة من تنقيح أختي الكريمة يسرا بارك الله فيها

الحلقة العاشرة

د. الشِّهري: بسم الله الرّحمن الرَّحيم، الحمدلله ربِّ العالمين وصّلى الله وسلّم وبارك على سيِّدنا ونبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وقفنا في اللقاء الماضي مع المشايخ الفُضلاء الدكتور مساعد الطيّار والدّكتور محمد الخضيري حول الحديث عن التَّوبة بعد أن تحدّثنا في الآيات التي تتحدّث عن حَدِّ الزِّنا ومَا ورد فيه في سورة النّساء وكذلك الآيات في سورة النّور في نفس حدِّ الزنا، وتوقّفنا عند الحديث عن التَّوبة وما ورد فيها في هذه السُّورة العظيمة في قوله تعالى (فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما) والآيات التي بعدها، لعلَّنا نتحدّث عن هذه الآيات في هذا المجلس بإذن الله تعالى في هذا الجوِّ الصيفي الجميل المفتوح، ولكن دعُونا نستمع للآيات قبل أن ندخل في الحديث عنها ثمّ نعود إليكم فنتحدّث عن هذه الآيات بإذن الله تعالى.

الآيات من سورة النِّساء (17 - 19):

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)).

بعد أن استمعنا إلى هذه الآيات الكريمة أيّها الإخوة، ننقل الحديث إلى المشايخ الفُضلاء هنا في هذا المجلس، الله سبحانه وتعالى يا مَشايخ يقول في الآية الثَّانية من الآيات التي وردت في الحدّ هنا (وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)) وأشَار في هذه الآية إلى التَّوبة مرَّتين في قوله (فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا) ثمّ قال (إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، ثمَّ جاءت الآيات التي بعدها (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ)، كُنَّا تحدَّثنا في الآيات السَّابقة أيُّها الإخوة عن حرص الإسلام على السَّتر وعلى حِفظ المجتمع المسلم، و أيضاً على عَدم شُيُوع خَبر الفاحشة والفَحشاء وحديث الفاحشة والفحشاء في المجتمع في عِدَّة جوانب منها: عندما قال فَأمسكوهُنَّ في البيوت، من حِكم إمساكها في المنزل هو كَفُّ ألسنة النَّاس عن الخوض في هذه الفَاحشة، أيضاً هذا من حِكم التغريب الذِّي يكون حدَّاً على الزَّاني البِّكر وعلى الزَّانية البِّكر أيضا، فإنَّ التَّغريب مِن فَوائده ومن حِكمَه كفُّ ألسنة المجتمع عن الحديث والخَوض في هذه الفاحشة.

د. الخضيري: ومن ذلك أيضاً طَلب شهود أربعة من النَّاس.

د. الشِّهري: نعم، ثمّ يأتي الحديث عن التَّوبة يعني ما أجمل الحديث عن التَّوبة الذِّي جاء في هذه الآيات بعد هذا الحدَّ، فلعلّك يا دكتور محمّد تُشير إلى شيء من هذا.

د. الخضيري: في الآيات الماضية قال الله عزَّ وجل (فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، انتهت الجَلسة الماضية وكُنّا نريد أن نذكُر معنىً جميلاً في قول الله عزَّ وجل: (تَوَّابًا رَّحِيمًا)، وهو أنَّه لم يذكر الرَّحمة إلاّ بعد ما ذكر التَّوبة وفي كَثير من موارد القرآن لا تَكاد تُذكَر رحمة إلا بعد المغفرة (اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) كأنَّ الإنسان لا يستحق رَحمة الله عزَّ وجل إلاَّ بعد أن يَتطَّهَرَ من ذُنُوبه، فكأنَّ الذُّنوب هي أعظم ما يُعيق وصول الرَّحمة إليك أيُّها العبد، فإذا طلبتَ لنفسك أن تُرحَم فأكثر من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير