تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: في قوله (وَعَاشِرُوهُنَّ) فهذا في الزّوجة ولا إشكال فيه، ولكن في قوله (وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ) أنَّها نزلت في هؤلاء الذين يَعضِلون نساء آباءهم أو من ورثوه من النِّساء من النّكاح حتى يدفعن لهم كذا وكذا، يطلب منها شيئا.

د. الشِّهري: طبعا هذا واضح فيها العضل الحبس.

د. الطيّار: يعني منع الحق أيّ ولا تعضِلُوا زوجاتكم أي لا تمنعوهُنّ حقّاً لهنَّ، يعني حقّاً من حُقوقهنَّ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن فأنت تمنع شيئاً من حقوقها من أجل أن تسترد. فيُخالِف ما ورد في الآية الأولى.

د. الشِّهري: طبعاً هنا في التَّفسير هم يؤيدون هذا المعنى يَفصُلون بين الضَّمائر، يجعلون أوّل الآية في زوجات الآباء ويجعلون بقيتها في النِّساء في الزّوجات.

د. الطيَّار: وهذا أقرب من جهة المعاني، لأنّه قال (آتَيْتُمُوهُنَّ) (وَعَاشِرُوهُنَّ) (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ) لأنّه هذا لا يقع على زوجة الأب وإنّما يقع على الزَّوجة.

د. الخضيري: اسمع يا أبا عبدالله، يا أبا عبدالملك، يقول: وقال زيد ابن أسلم في الآية: كان أهل يثرب إذا مات الرَّجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله، وكان يعضلها حتى يرِثها أو يُزّوجها من أراد، وكان أهل تِهامة يُسيء الرَّجل صحبة المرأة حتى يُطَّلقها، ويشترط عليها أن لا تنكح إلا من أراد حتى تَفتدي منه ببعض ما أعطاها، فنهى الله المؤمنين عن ذلك، كأنّ زيد جمع المعنيين، وأمّا ابن عبّاس يقول: كان الرَّجل إذا مات وترك جارية ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها من النّاس، فإن كانت جميلة تزّوجها، وإن كانت دميمة حبسها حتى تموت فيرثها فصار هذا عضلاً.

د. الطيار: لكن (بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ) هذا سيكون ليس هناك إيتاء.

د. الشِّهري: الوقت أدركنا الحقيقة في هذا المجلس، لعلَّنا نستكمل هذه المعاني، وهذه النُّقطة بالذّات في اللِّقاء القادم بإذن الله تعالى، أيُّها الإخوة المشاهدون الكرام انتهى وقت هذا اللِّقاء، لعلنا نلقاكم في اللقاء القادم وأنتم على خير، نستودعكم الله، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بُثّت الحلقة بتاريخ 10 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Oct 2010, 08:15 ص]ـ

الحلقة الحادية عشرة:

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أحبائي الكرام ما زلنا نتحدث في سورة النساء ونسأل الله سبحانه وتعالى بمنّه وكرمه، وأن ينفعنا بهذه السورة العظيمة وصلنا فيما وصلنا إليه من هذه السورة إلى قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) النساء)، قبل أن ندخل في معاني هذه الآية والآيات التي تليها، نحب أن ننصت لسماع تلاوتها خاشعين، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بكتابه العظيم.

تلاوة الآيات 19 – 20 من سورة النساء:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (20)).

وبعد أن استمعنا إلى تلاوة هذه الآيات الكريمة نحاول أن نقف وقفات يمكن أن تكون عاجلة مع معاني هذه الآيات العظيمة، ومعي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور مساعد الطيار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير