تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: (وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ) لعلنا فقط نذكر هنا تفصيلًا في هذا المعنى إذا كان في حق الزوج فإن بعض الأزواج إذا لم يرضَ المرأة لكونه ما أعجبته في جمالها أو في حالها لشيء من هذه الأشياء ليس لسوء العشرة، يحاول أن يمنع المرأة كثير من حقوقها مثل حقها في العِشرة حقها في النفقة ونحو ذلك أو حسن الخلق والمعاشرة ليضطرها من أجل أن ترد له المهر الذي دفعه لها وهذا في قمة الدناءة و الظلم لهذه المرأة المسكينة، فأنت الآن قد عاشرتها وأخذت مقابل المهر الذي دفعته لها، إستحللت بُضعها وفرجها فكأنك أخذت ما يقابل ما دفعت من مال، فبأي حق يحق لك أن تعضل هذه المرأة وتكرهها على أن تفتدي منك فترد لك المال الذي دفعته؟! هذا لا يليق بمروءة الرجل ولا يليق أصلاً بالمسلم والمؤمن ولذلك جاءت مضمومة إلى مسألة نودي فيها المؤمن بوصف الإيمان.

د. الشهري: كأن هذه الأوصاف لا تليق بمن اتصف بصفة الإيمان.

د. الخضيري: (وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ) استنبط منها بعض العلماء إنه ينبغي أن يكون الخلع الذي يكون بين الرجل و المرأة أنه لا يكون بكامل ما أعطاه الرجل للمرأة، بل ينبغي أن ينقص وهذا معنى جميل الحقيقة، لأنك أنت قد أخذت من المرأة شيئاً فلا ينبغي بأن تعود بكامل ما أعطيتها من مهر وإنما قال (بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ). في قوله (إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) الفاحشة المبينة ما هي؟

د. الطيار: قالوا إنها الزنا وبعضهم قال الفاحشة المبيّنة التي هي سوء الخلق، وهذا لا شك أعم سوء الخلق.

د. الخضيري: كأني رأيت الطبري رحمه الله يميل إلى هذا.

د. الطيار: وهذا الحقيقة أقرب لأن وقوع الفاحشة المبيّنة من المرأة في الزنا في مواطن ليس دائماً، لكن سوء الخلق قد يكون سبباً في هذا.

د. الخضيري: طبعاً لا يُقصد بسوء الخلق شيء خارج عن المألوف، كونها تتمنع منه، كونها لا تحسن إلى أهله، كونها تستطيل بلسانها، كونها لا تؤدي حقه على وجه التحبب وإنما بكثير من ما يسمى"النرفزة" هذا يدخل في هذا، ويحق له بهذا أن يلجئها إلى أن تفتدي نفسها لأنه مسكين كأنه خُدِع فهو يريد إمرأة يسكن إليها ويطمئن إليها وفي النهاية وجد إمرأة ما تعطيه شيئًا من هذه الأشياء إلا بإكراه وعدم طواعية وهذا لا شك يؤلم نفس الزوج وخصوصاً في أمر العشرة الزوجية فكلما أرادها وإذا بها تتمنع وتتأذى منه وتتأفف ولا شك أن الزوج يأنف من هذا كثيراً.

د. الطيار: قال (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) طبعاً يُلاحظ في القرآن الوصية بالمعاشرة بالمعروف بين الأزواج في كثير من المواطن، وكثير من الناس يغفل عن هذا المعنى وهو معنى المعاشرة بالمعروف، كيف تكون المعاشرة بالمعروف؟ عندما تتأمل سبحان الله، فإن المرأة تخرج من بيت أبيها بطباعها وأخلاقها إلى رجل أيضاً خرج من بيت أبيه بطبعه وأخلاقه، فلا يمكن أن تتلاقى هذه الطبائع والأخلاق تلاقياً تاماً، فسيكون هناك نوع من المنافرة والإختلاف، فهنا يأتي دور المعروف ومحاولة أن كل واحد من الطرفين يتنازل عن بعض الأمور لكي تسير الحياة وإلا لا يمكن أن يوجد مطابقة مهما وقع، لا يوجد مطابقة بين اثنين، فالوصول إلى درجة تعتبر مثالية وكمال مطلق هذا لا يمكن أن يوجد، ولهذا يجب أن يتنبه المسلم دائماً لقوله سبحانه وتعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وهو يتعامل مع أهله في كل شيء وخصوصاً في الأقوال، قد تسمع مثلاً من ضرب الزوجات وشتم الزوجات وإهانة الزوجات وعدم تلبية الطلبات المقدور عليها للزوجات، كل هذا مخالِف للمعاشرة بالمعروف وأنت لا ترضى أن يقع هذا لإبنتك فكيف رضيته لابنة الناس؟! ولهذا أنت إصنع مع زوجتك ما تحب أن يصنعه الناس مع ابنتك، وهذا لا شك أنا أقول إنه الشعار الذي يجب أن يكون مرفوعاً في البيوت: المعاشرة بالمعروف والتغافل، إذا وقع التغافل بين الزوجين تسير الحياة.

د. الخضيري: التغافل ما هو؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير