د. الطيار: فالتغافل هو بالعبارة العامية أن الواحد ما يدقّق، يتغاضى، فمثلا قد يأتي الزوج مرة متعصباً ويتكلم بكلام كذا، فالمرأة إن ردت عليه صارت المشكلة واشتعلت النار، لمَ لا تتحمل هذا إلى أن يهدأ طبعه وتسير الحياة، والمرأة كذلك قد يقع منها شيء من هذا فالزوج لا يجب أن يقعد عند كل قضية يفتح لها ملف أنت قلت كذا فلماذا قلت كذا.
د. الخضيري: بعضهم يحصي ذلك إحصاءاً في ورقة أو في كمبيوتر، في اليوم الفلاني حصل كذا وتركتك وفي اليوم الفلاني قلتِ كذا وفي اليوم الفلاني طلبتِ كذا وفي اليوم الفلاني فعلتِ كذا وتكلمتِ كذا، وهذا لا شك أنه من أسوء ما يكون، ليس من العِشرة بالمعروف وفيه ضرر على الزوج و على إمرأته، طبعاً المرأة حصل منها هذا لكن حتى الزوج لما يحصي هذه الأمور سيضر حتى بنفسيته ويصبح دائماً يقع على هذه الأمور.
د. الطيار: ويبحث عن الأخطاء.
د. الخضيري: وقولك التغافل فيه كلمة للإمام أحمد لما قيل له يقولون إن تسعة أعشار الخلق في التغافل قال بل الخلق كله في التغافل، هذه الكلمة رائعة جداً ننبه إخواننا إلى أن الإنسان حتى في صحبته مع إخوانه ما يمسك كل كلمة ويحللها ماذا قصد بها فلان؟ ولماذا قالها في هذا الموقع؟ ولماذا يهينني بها؟ حساسية مفرطة.
د. الطيار: هذه مزعجة جداً ولا تريح في الصُحبة.
د. الخضيري: وإن كان إنسان مبتلى بشيء من ذلك فما ينجيه في نظري إلا الدعاء أي ادعو الله أن ينجيك من هذا البلاء فإنه إذا وقع في إنسان أضر به اضرارًا بالغاً فلا ينسجم مع إنسان ولا يمكن أن يصاحب أحداً ولا يمكن لأحد أن يألفه، والمؤمن كريم يألف ويُؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
د. الطيار: لما قال (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ) هذه تعطينا واقعية الحياة الزوجية، فالزواج الأصل أنه مبني على المحبة والمودة (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً (21) الروم) لكن قد يأتي بين شخصين أو قد يفقد شخص منهما هذا الأمر فيقع فيه كره لأي سبب من الأسباب، ويزداد هذا الكره، هذا الكره يجب أيضًا أن يكون مضبوطاً بالمعاشرة بالمعروف، لأنه من المعاشرة بالمعروف أن هذا الكره لا يوصلك إلى أن تسيء للمرأة أو أن تسيء المرأة للزوج.
د. الخضيري: أو ألا تؤدي إليه حقوقه.
د. الطيار: أي أن الحقوق الآن معتبرة ولكن كيف تتعامل ولهذا سبحانه وتعالى نبّه فقال (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) كأنه يقول تمهّل، هذا الكره الذي تجده الآن لا تستعجل في إتخاذ قرار بسبب هذا الكره لأنه قد يكون هناك مآلات أنت لم تنتبه لها، حتى يتحقق عندك تماماً أنك لا تستطيع أنه أُغلِقت جميع الأبواب فإذا أُغلِقت جميع الأبواب فهناك الطرق الأخرى.
د. الخضيري: مخارج.
د. الطيار: نعم، مخارج. لكن في الحقيقة عندما تتأمل أنه سبحان الله كيف أن الله سبحانه وتعالى يربي هذه الأسرة المسلمة كيف تتعامل مع هذه الأحداث. و أنا الحقيقة أتعجب من أننا بالفعل نجهل هذه القضايا ونحتاج إلى أن نتعلم هذه القضايا في المجتمع الأسري فلما تسمع بعض المشكلات الأسرية تلاحظ أنها جاءت من مثل هذه الأمور. أنا أذكر كاتبة نصرانية أسلمت سمّت نفسها نعيمة روبرت كتبت كتاباً إسمه "نساء يعتنقن الإسلام"، ذكرت هذه المشاكل الزوجية ولكنها كانت تنطلق من القرآن، وكانت تناقش القضايا بواقعية، أنه كيف تتعامل مع هذه القضايا مثل ما أرشدها القرآن، فسبحان الله تحس بأن هؤلاء الذين أسلموا من جديد وأرادوا أن يطبقوا الإسلام كما ورد بالقرآن والسنة فسبحان الله كيف يفهمون هذه الأمور بيسر وسهولة وليس عندهم فيها مشكلة. كيف يكون الطلاق بين المسلمين الجدد؟ كيف يكون الزواج بين المسلمين الجدد؟ كيف تتعامل المرأة الجديدة مع زوجها؟ لأنهم كلهم الآن في دائرة الإسلام جدد يحاولون ويبحثون عن ماذا يريد الله؟ ماذا يريد الرسول صلى الله عليه وسلم فيطبقونه، ستجد أنها كتبت كتابة واقعية كيف تعيش الأسرة المسلمة، وسبحان الله وأنا أقرأ هذا الكتاب وأتأمل وهي تذكرها أنهم لم يستطيعوا أن يحلوها وأنا أتعجب الحقيقة وأنا أقرأ هذا الكتاب كيف سبحان الله أن هؤلاء يحرصون على تطبيق هذه الشعائر حتى في التعاملات العادية، ونحن نغفل عنها وهي بين أيدينا؟! ولذلك أنا أدعو إلى أن هذه الأمور تقام
¥