تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لها دورات ودورات تسهل للأزواج - وخاصة إلى حديثي الزواج أو غيرهم – أن تنزل إليهم برامج إذاعية وبرامج تليفزيونية أو كتابات أو مقالات في الصحف مرة بعد مرة، وتكون متجددة فتحل مشكلات كثيرة، نحن نشهد هذا كثيراً كم من فائدة استفدتها من كلمة عابرة من رجل أو من كلمة قرأتها في صحيفة أو من مشهد شاهدته في تلفاز أو غيره فهي تؤثر في حياتك تأثيراً إيجابياً. ولهذا نقول أنه يجب علينا أن ننتبه إلى هذا، ولكن لا نقول للإنسان أنه يلزمك، ولكن نقول تأمل أنه هناك شيء من القدر مآلاته ليست كما تظن.

د. الخضيري: والأمثلة على ذلك كثير خصوصاً إذا اتقى الله سبحانه وتعالى في أن يصبر وأن لا يتعدى حدود الله ولا يظلم الآخرين فيجد في ذلك الخير.

د. الشهري: الحقيقة هذه الآية فيها من تربية الأخلاقيات في الأسرة المسلمة الشيء الكثير، استوقفتني بعض المعاني فيها، في قوله سبحانه وتعالى هنا (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وأن الأصل في الحياة الزوجية هو المعاشرة بالأخلاق العالية المعروفة بين الناس بحسنها وجمالها بالتعامل بين الناس وأنه إذا كان المطلوب من المسلم أنه يتعامل مع المسلمين وغير المسلمين بحسن الخلق فهو مع زوجته مطالب بشكل أكبر أليس كذلك؟ (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، أيضاً من الفوائد التي تظهر لي في هذه الآية قوله سبحانه وتعالى (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) كيف أن الله سبحانه وتعالى طلب من النفوس الصبر والاحتمال في أمر مستمر، فالآن نحن نقول إذا كان الله سبحانه وتعالى طلب من الزوج مع زوجته أو من الزوجة مع زوجها أنه إذا كان أحدهما يكره الآخر لسبب دنيوي، طبعاً إذا كانت الزوجة مثلًا لا تصلي أو مضيّعة لدينها فهذا لا يستحب للزوج بأن يصبر عليها أليس كذلك؟ ولكن المقصود هنا (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ) لسبب من أسباب الدنيا لخُلُق تكرهونه مثلاً كالشح مثلاً أو خِلقة مثلاً أو بذاءة لسان أو شيء من هذا القبيل (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) فسبحان الله! الله يوجه الزوج والزوجة مع أن حياتهم مستمرة أنت لا تدري متى تنتهي حياتك الزوجية معها قد تستمر 20 سنة أو 30 أو 40 سنة مرتبطة بالموت أليس كذلك؟ ويطلب منك الصبر ويقول اصبر فعسى أن تكره شيئاً فيجعل الله فيه خيراً كثيراً. فكيف تقول في صحبة المسلم لأخيه المسلم؟! أو المسلمة لأختها المسلمة وهي لا تعيش معها طول الوقت كما يصنع الزوج مع زوجته؟! لا شك أن الصبر مطلوب معهم من باب أولى أليس كذلك؟ لأن العيشة ليست دائمة فأنت ترى الآن بعض الزملاء يضيق بزميله لأخلاق بسيطة ليست كبيرة ويضيق به ويأنف منه ويتبرم ولا يصبر بل يهجره وقد نُهيَّ المسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث، وذكر المفسرون أوجهًا من أوجه الخير التي ذكرها الله هنا عندما قال (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) مثل ماذا؟ قالوا مثل أن يصلحها الله سبحانه وتعالى فتنقلب فإذا هي خير مما كانت عليه، أو أن يرزقك الله منها بذريّة صالحة وهذا يحصل كثيراً فعلاً.

د. الخضيري: حتى قالوا في أمثال العرب (كل فروط منجبة) الفروط طبعاً هي المبغضة للزوج التي لا تتحبب إليه بخلاف العروب فسبحان الله! منجِبة تنجب الأولاد الذين يكونون هم أنجب ما يكون من الأولاد وهذا لا شك أنه خير لهذا الرجل خصوصاً إذا ما صبر واتقى الله سبحانه وتعالى. وتصديقاً لكلامك أبا عبد الله منذ قليل في كلامك أنه يصبر الإنسان في مثل هذه المواقف فعسى الله أن يجعل فيها خيراً فيصلح الله له هذه الزوجة، في هذه الأيام بلغتني قصة عن رجل من الصالحين كانت له زوجة سليطة اللسان وكان الناس يعجبون من صبره عليها وكونه يتجلد في تحملها فكانت حتى تدير البيت وتأمر وتنهى ولا يستطيع أحد في البيت أن يخالف رأيها وكان هو صابرًا على هذا الأمر، العجيب أنه لما أصابه شيء من الفالج في كبر سنه نفر منه كل أحد إلا هي، ذلّلها الله سبحانه وتعالى له وسخرها له فما بقي من يخدمه حتى أنها كانت تأخذ الأذى من تحته إلا هي، وهذا سبحان الله مثل ما ذكرت مثل ما يصلحها الله هي في نفسها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير