تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الشهري: لاحظوا أيضاً يا أخوان مصداقًا لما ذكرتم أن الله لم يوجه من يكره زوجته لسبب من الأسباب الدنيوية التي يمكن أن يصبر عليها لم يوجهه للطلاق ولم يوجهه إلى الزواج من الزوجة الثانية كما وجهه في الآية الأولى في قصة اليتامى عندما قال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) هنا لم يقل فإن كرهتموهن فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، مع أن هذا مظنة التوسيع أي أنك إذا كنت قد كرهت من زوجتك خلقاً فليكن لك فرصة تزوج ثانية وثالثة ورابعة واترك هذه الزوجة التي تكره منها هذه الأخلاق، وإنما وجّهك إلى الصبر وكأنه يقول فإن كرهتموهن فأصبروا عليهن (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)

د. الخضيري: عسى هنا بالمناسبة يا دكتور مساعد يقولون دائماً أن عسى من الله واجبة، فهنا ما دلالة عسى؟

د. الطيار: هنا الأغلب في عسى من الله أنها واجبة، إذن هذا وعد كأنه وعد أنها وعد من الله سبحانه وتعالى من تأول هذه الآية مع زوجته أو تأولت الزوجة مع زوجها فلا شك أنه سيأتيها بالخير الكثير، يوصف بأنه خيراً كثيراً وليس فقط خيراً مطلقاً مما يدل على أن من آثار الصبر على هذه الأمور هذا الخير الكثير فسبحان الله وهذا لا شك أنه نوع من أنواع الوعد ووعد الله سبحانه وتعالى لا يتخلف، وفي مقابل الإنسان تطبيق المسلم له لأنه لم يأت بالأمر على الوجه الذي شرعه الله.

د. الخضيري: في قوله (خيراً) يا دكتور عبد الرحمن أترى أنها نكرة أصلاً؟ هي في النكرة تدل على التعظيم فكيف إذا وصفت بأنها خيراً كثيراً؟!

د. الشهري: لا إله إلا الله، الحقيقة سبحان الله العظيم أن هذه الآية فيها فتح لباب الصبر للمسلم ولكن من يوفق للصبر إلا من وفقه الله؟! لذلك ما أعطي عبد عطاء أوسع خيراً من الصبر لأن كثيرًا من الناس يتذمر ويتخذ قرارًا مستعجلًا في هذه القضايا، يكره من زوجته خُلُقاً قد يكون مثلاً تافهاً لذلك أنت تلاحظ وأنا ألاحظ الآن في كثير من الاستشارات الزوجية التي نقرأها في المجلات أو نسمعها في البرامج أنها مسائل تافهة وتؤدي هذه المسائل التافهة إما اختلاف على لون كنب مثلاً أو اختلاف على شيء من المال أو اختلاف على راتب الزوجة أوعلى جزء من راتب الزوجة أو ملابس الزوجة أو السكن أو حفلة مثلاً يحلف الزوج أن الزوجة لا تحضر هذه الحفلة وهي تقسم أن تحضرها فتؤدي مثل هذه الأسباب التافهة إلى الطلاق. وهنا الله سبحانه وتعالى يفتح باب الصبر للزوجين وهذا فيه الحقيقة إشارة إلى أن الزوج ينبغي أن يتحلى بالصبر أليس كذلك؟ وأن يتحلى بسعة الصدر والاحتمال وهذا من معاني القوامة ومن معاني جعل العصمة في يد الزوج أن يكون صبوراً. الأمر الثاني الذي أعجبني حقيقة في قولكم (وعاشروهن بالمعروف) وأن الكثير من المعاشرة بالمعروف تتجلى في التغافل واحتمال الأذى وكأنك لم تسمع وتذكرت بعض الأبيات الشعرية مثل قول بشار بن برد في قصيدة مشهورة فيها معاني رائعة جداً لكن يقول من ضمن أبياتها

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمِئتَ و أيُّ الناس تصفو مشاربهم

فأنت لا تتوقع أن حياتك مع زوجتك ستكون كلها عسل كما يقولون ويصورون بعض الناس وللأسف أنه الآن في أفلام ومسلسلات وروايات يصورون الحياة الزوجية على أنها حياة رومانسية مليئة بالغرام و ليس فيها ما يعكر فلما تأتي البنات إلى الحياة الزوجية والحياة البشرية مليئة بالمرض ومليئة بالظروف ومليئة بالكدر، انظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

د. الخضيري: لذلك الآن مثلاً دعونا نتكلم عن المسلسلات التركية التي صار فيها اعطاء صورة غير حقيقية للحياة الزوجية وخدع بها أناس بل حصلت حوادث طلاق بين أزواج وزوجات لهم سنين متزوجين يعني الزوجة تذمرت من واقعها لما رأت هذا المسلسل، ظنت أن هذا المسلسل هو الذي يصور الحياة الحقيقية هذا غير صحيح! هذا كله مفتعل! والله لو تزوج هذا الرجل الموجود في المسلسل على تلك المرأة زواجاً حقيقياً لبان منه ومنها الشيء الكثير. حتى قال لي مرة أذكر الشيخ جعفر شيخ إدريس كلمة عجيبة قال انظر إلى تعامل الأخت مع أخيها خصوصاً إذا تزوج كل واحد منهم وصار له بيت من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير