تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحسن ما يكون من العشرة أو المعاملة ما بين الأخت وأخيها هي تحترمه وتكرمه وإذا جاء إليها جعلته بين عينيها، يقول لو أحلّ الله لنا أن نتزوج أخواتنا لرأينا منهن ما نرى من سائر النساء!. في قوله (وعاشروهن بالمعروف) أنا الحقيقة يا أبو عبد الله لاحظ الجانب الأخلاقي في قوله (وعاشروهن بالمعروف) يجب أيضاً أن نلاحظ جانبًا آخر الآية تحتمله أيضاً وهو الجانب الفقهي (عاشروهن بالمعروف) أي إعطوهن من الحقوق ما تعارف الناس عليه فما تأتي وتقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصرف على عائشة درهماً في اليوم وأنا سأصرف عليك ولست بخير من عائشة سأصرف عليك كما صرف النبي على عائشة! كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر به الشهر والشهرين والثلاثة لا يوقد في بيته نار وأنت ما شاء الله كل أسبوع توقدين النار. كل يوم، لا، لا كل أسبوع على أساس أنه مقتِّر عليها، يعني أنا أعطيك أكثر مما أعطي النبي صلى الله عليه و سلم عائشة (وعاشروهن بالمعروف) أي بما عرف من حالك وحالها وحال الناس التي تعيش فيه، و أيضاً أنت أيتها المرأة (عاشري زوجك بالمعروف) أي تقدمي لزوجك ما تقدمه النساء لأزواجهم يعني لو جائت المرأة وقالت ما عندي استعداد أخدم. وكلمة (وعاشروهن بالمعروف) جاءت على وجه المفاعلة فيها نوع من التبادل بين الرجل وإمرأته.

في قوله (وإن كرهتموهن) الحقيقة في ملحوظة أنه يمكن للمؤمن أن يكره مؤمناً أو لا؟! وهذه الكراهة طبعاً إن كانت كراهة شرعية مثل ما أسلف الدكتور عبد الرحمن ينبغي أن تزال أسبابها بالنصيحة والأسباب التي ذكر الله عز وجل في كيف تزال هذه الكراهة الشرعية. وإن كانت كراهة طبيعية بمعنى أنه سبحان الله وجد في قلبه إنفاً لها ووجد في قلبه شيئاً من هذه الكراهة لها فعليه أن يسعى لإزالة الأسباب قدر ما يستطيع ثم لا يكلفه الله شيئًا فوق ذلك لأنه يمكن أن يقع ذلك ولا يؤثر في أصل إيمانه لأنه من المعلوم أن المؤمن مطلوب منه الحب في الله

د. الشهري: خاصة بين الرجل وامرأته لابد أن يكون هذا متوفر صحيح. مما يشير أيضاً أن الآية تدل على أن الحياة الزوجية الأصل فيها المحبة والحب أليس كذلك!! بلى وأن خلاف الأصل هو (إن كرهتموهن) أن يطرأ كره لخلق من أخلاق الزوجة يستدعي الصبر ويستدعي البذل ويستدعي النصيحة وربما يؤدي إلى الطلاق ولا شك أن من المعاشرة بالمعروف إذا لم يكن هناك قدرة على الاستمرار في الحياة الزوجية أن يكون هناك فراق بالمعروف وبالتي أحسن أليس كذلك؟.

د. الخضيري: قال تعالى (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) قوله (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ) الآيه طبعاً مفهومها العام

د. الطيار: لما ذكر الكراهة في الآية السابقة قد يكون بعض الأزواج ليس عنده من الصبر والتحمل ما يبقي زوجته معه فيريد أن يطلقها ويتزوج بأخرى. فإن كان قد أراد زوجة أخرى وكان قد أعطى الأولى قنطارًا والقنطار طبعاً مال ضخم المقصود به مال كثير ولنفترض مثلاً أنه مليون على سبيل الافتراض إنه أعطى هذه الزوجة مهراً مليون على سبيل الافتراض فهو لما أراد يطلق استكثر هذا المال فأراد أن يأخذ منه

د. الشهري: وكأن هذا به ربط بالعضل الذي تحدثنا به قبل قليل!

د. الطيار: أي نعم.يضايقها حتي يسترجع مرتبطة بالآية السابقة. فلا يجوز له أن يأخذ من هذا المال ويسمي الله سبحانه وتعالى أخذه إن أخذ (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) والبهتان يجب أن نعرف إنه أشد من الكذب.

د. الخضيري: لكن في قوله (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ) يظهر مثل ما ذكرت يا أبا عبد الملك إنه هو طمح عن الأولى خلاص انتهى منها ويريد أن يطلقها ليأتي بأخرى مكانها، طبعاً هنا يحتاج إلى مهر للثانية! فلاحظ! هنا إنه كيف يحصل على المهر؟ المتوقع إنه يحصل على المهر إنه يأخذ المهر من الأولى ويعطيه للثانية فالله يحذر في هذه اللحظة التي تريد أن تستبدل زوج مكان زوج أن تظلم من أعطيتها مهراً فتريد أن تأخذه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير