تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا) في قوله (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا) تكلم الناس عن قضية تحديد المهور، هل هذه الآية تدل على جواز أن يغالي الناس في المهور!؟

د. الشهري: هذه وقعت لعمر رضي الله عنه، أراد عمر بن الخطاب أن يحدد المهور إنه رأى الناس يغالون فيها وطبعاً المهور كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة الكرام ميسورة وأن أكثر النساء بركه أيسرهن مهراً وهذا هو السنة وأن المبالغة في المهور ليست من السنة في شيء، هذه واحدة. لكن إن حدث أن دفع رجلاً لزوجته مهراً غالياً حتى وإن كان مبالغاً فيه فليس في ذلك شيء ليس هذا محرّماً في ذاته. ثم تأتي هذه الآية فالله سبحانه وتعالى يعتبرها على افتراض، على افتراض أنك كنت أعطيت زوجتك التي كرهتَ البقاء معها أنك كنت قد أعطيتها مالاً كثيراً فإنه لا يحل لك أن تأخذ منه شيئا، وأن المروءة تأبى، وأن الدين والشرع هنا يذم ذلك. قال (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا) والقنطار هنا كما تفضلت هو المال الكثير كما قال الله سبحانه وتعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) (آل عمران 14) يعني الأموال الكثيرة فلا تأخذوا منه شيئاً أدنى شيء يعني شيء نكرة في سياق النهي فلا تأخذوا منه شيئاً البتة. ثم يقول (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) هذا إستفهام إستنكاري إنه لا ينبغي للرجل المسلم المؤمن الذي جاء النداء له (يا أيها الذين آمنوا) في الآية السابقة أن يفعل مثل هذا الفعل المشين.

د. الخضيري: في قصة عمر رضي الله عنه حقيقة نريد أن نبحثها لكن إن شاء الله لعلنا نرجئ هذا البحث إلى الجلسة القادمة. فلما قال [ألا لا تغالوا في مهور النساء] فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر شيئاً من ذلك والحديث طبعاً رواه أهل السنن لكن الزيادة عليه هي محل الإشكال لما قامت إمرأة وقالت له ماذا تقول في قول الله عز وجل (وآتيتم إحداهن قنطارا) فسكت عمر ثم قال [أخطأ عمر وأصابت إمرأة] هذه الزيادة هي محل الإشكال لأن الذين رووه من أهل السنن رووهم دون هذه الزيادة. هي رويت عند بعض أهل السنن والمسانيد لكن ليست في السنن الأربعة الترمذي و غيرها. ومن هنا يقال أنه هل يحتج بهذا الحديث الذي فعله عمر رضي الله تعالى عنه على جواز تحديد المهور؟ الذي يظهر والله أعلم أنه يجوز لولي الأمر أن يحدد مهراً خصوصاً إذا رأى الناس قد بدأوا يبالغون فيشق عليهم ذلك، ولكن لو أن إنسانًا أعطى امرأة مالًا كثيرًا فإن ذلك الذي أعطاها إياه حل لها ويصبح مالاً لها لا يجوز للزوج أن يتراجع عن شيء منه أو يضطرها إلى أن ترد إليه شيئاً من هذا المال. انظر كلمة (شيئاً) قلنا إنها نكرة في سياق النهي لتدل على أنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ من ذلك المهر أي شيء.

على كل لعلنا إن شاء الله أن نعيد كل هذا البحث في حلقة قادمة. مشاهدي الكرام إلى هنا انتهى الوقت المقرر لهذه الحلقة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لي ولكم في القرآن العظيم، وإلى لقاء آخر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بُثّت الحلقة بتاريخ 11 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Oct 2010, 07:44 م]ـ

الحلقة 12

تأملات في سورة النساء – الآيات (20 – 23)

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والآه

مشاهديَّ الكرام مازلنا نتحدث في آيات سورة النساء هذه الآيات العظيمة التي فيها من التوجيهات والآداب والإرشادات الكريمة التي لا تسلم و لا تسعد الحياة إلا بإتباعها والأخذ بها. والحقيقة في كل مرة نظن أننا نستطيع أن نتجاوز قدراً كبيراً من الآيات إلا إننا نجد أن المعاني تكثر والآداب والإستنباطات تتوفر ولا نريد أن نحرم أنفسنا ولا نحرم إخواننا المشاهدين. مشاهدي الكرام وصلنا إلى قول الله عز وجل (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير