تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الشهري: والحقيقة أن إرتفاع المهور يكاد يكون يمثل أكثر من 85% من مشكلات العنوسة و تأخر سن الزواج لأن الحياة الإقتصادية أصبحت الآن مكلفة جداً و أصبح الذي يستطيع أن يحصّل المهر ويقوم بأعباء الزواج قليل جداً حتى أنه أصبح الآن الموظف البسيط أو العادي لا يستطيع أن يدفع مثل هذه المهور الغالية فيتأخر سنة وسنتين وثلاث وأربعة وربما أكثر من ذلك حتى يستطيع أن يحصل على ما يستطيع به أن يتزوج. ولو كان الناس كما تفضلت رجعوا إلى السنة ويسّروا أمور الزواج والمهر لتزوج الفتيات وتزوج الشباب في سن مبكرة ولإنعكس هذا على المجتمع بصفة عامة في عفافه وفي أخلاقه وفي قوته وفي تماسكه كما كان الحال في عهد السلف الأول. وأنا أقول عندنا نحن هنا الآن في المناص هنا كثير من القبائل تصنع هذا فتتفق على أن يكون المهر لا يتجاوز مثلاً عشرة آلاف ريال

د. الخضيري: غير تكاليف الزواج

د. الشهري: عشرة آلاف ريال يدفعها الزوج ويدخل فيها ما يدخل فيها الزوج و تمشي الأمور بهذه الطريقة وتزوج البنات وأصبحت العنوسة في بعض القبائل غير موجودة بنسبة صفر ..

د. الخضيري: عجيب ..

د. الشهري: نعم،و أصبح الشاب من هذه القبيلة يتزوج وهو في سن مبكرة ويبني بيته والحياة ماشية، وهذه هي السنة أصلاً لكن تجد المغالآة في المهور وقصص المغالآة في المهور سببًا من أسباب عزوف كثيراً من الشباب عن الزواج سواء في مجتمعنا هنا في العالم الإسلامي أو في غيره حتى!

د. الخضيري: خصوصاً مع وجود البطالة الآن وقلة الوظائف وأيضاً ضعف الشباب في العزيمة والإصرار على الكدح

د. الشهري: والحقيقة أن هذه من الأشياء التي لم يتنبه لها المصلحون في المجتمعات الإسلامية الآن يعني الآن هذه البطالة الموجودة وهذا الغلاء في المعيشة ألا يجب أن يتوافق معه تخفيف المهور؟ بلى فلماذا نصر ونقول أن المهر مثلاً يبقي أربعين ألف سواء إرتفعت المعيشة أو لم ترتفع، هذا غير مقبول صحيح. صحيح أن ممكن أن أربعين ألف أو خمسين ألف أو ستين ألف تكون مناسبة في مرحلة معينة الآن أصبحت غير مناسبة لأن المبلغ هذا لا يستطيع أن يحصل الشاب للتو تخرج وتوظف.

د. الخضيري: استدراك الآن يا أبا عبد الله على موضوع أن تكون 85% .. أنا أقول ليس المهر هو محل الإشكال قد يكون في غالب الأحيان تكاليف الزواج ليلة العرس والأبهة التي تكون فيها أحياناً المهر الناس يتراضون على ألف ريال وعلى خمسة آلاف ريال وعشرة آلاف ريال لكن لما تأتي ليلة العرس وإذا به في قصر أو في فندق من أفخم الفنادق و يأتى بمطرب أو مطربة أو شيئ من هذا المنكرات بأربعين ألف يستلمها للذة ساعة أو ساعتين وليتها لذة ويسمونها إحياء! وفي النهاية على رأس هذا المسكين!. طيب أنا أقول المهر يحل لهذا لأنه يذهب ليد الزوجة يمكن أن تحفظه تستفيد منه تشتري به بعض حاجياتها يعني تنتفع منه بوجه من أوجه الإنتفاع المشكلة في نظري هذه التكاليف التي هي محل المباهاة الحقيقية كان الناس ولا زالوا جزء منهم يتباهون في كمية المهر فلانة أعطيت مائة وعشرين بينما فلانة لايمكن أن تعطي أربعين إذن فلازم ترفع إلى مائة وعشرين فهي ليست أقل منها والدها في المكانة الفلانية أهلها من الأسرة الفلانية! ونحن نقول لا إنتبهوا أيها الأخوة ليست القصة أيضاً هي قصة المهر. المهر ينبغي أن يراعى قدراً القدر اللطيف الخفيف على الزوج فيه وأيضاً تكاليف الزواج ولذلك في الحقيقة عنها أهنئ المؤسسات الخيرية التي قامت بما يسمي الزواج الجماعي وقبل أيام شهدنا زواجًا في جدة وآخر في المدينة فيه خمسمائة زوج على خمسمائة فتاة يعني ألف إنسان تزوجوا في ليلة واحدة بتكلفة واحدة يدفع كل شخص ما يقارب ألف ريال أو شيء من هذا القبيل و ينهي مراسم ليلة الزواج هذا لا شك أنه يوفر مبلغًا كبيرًا من المبالغ عليهم.

د. الطيار: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)

د. الخضيري: طبعاً قبلها ماذا قال؟ قال (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) وهاتان دالتان على حرمة أخذ الزوج لشيء من المهر الذي تقدم به للزوجة وأن ذلك لا يحل له إلا أن ترضاه الزوجة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير