تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الطيار: مثل قوله سبحانه وتعالى في آلهة الكفار {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (سورة الأنعام 108) مع أن سب آلهة المشركين جائز لكنه نهي عنه هنا للمآل وهذا كله من باب الأدب مع الله سبحانه وتعالى و رعاية ما يخرج من الألفاظ المسيئة لله سبحانه وتعالى فنهاهم عن أن يفعلوا هذا. وهنا أيضاً وفي حق رسول الله صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا} (سورة البقرة 104) وهنا عندنا أمثلة كثيرة جداً من القرآن في هذا الجانب وهو رعاية الأدب في الألفاظ

د. الخضيري: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} (سورة البقرة 187)

د. الشهري: جميل جداً لاحظوا أن هذه الآيات تتلى و لله الحمد في المساجد وفي الجوامع وفي كل يقرؤها الرجال والنساء والصغار والكبار والبنات ولا تلاحظ فيها لا سوء عبارة ولا نبوء عبارة ولا تجد فيها حرجاً وأنت تدرسها وأنت تعلمها للناس وهذا من سمو العبارة وأدبها والكناية وهذا من الإسلوب الراقي جداً في أنك ممكن أن تدرس الآداب والتعاملات بين الزوج و الزوجة وبين الرجل والمرأة وأنت في نفس الوقت لا تجرح الحياء ولا تخدش الحياء وهذا رائع جداً. تعالَ وأنت تقرأ الآن في كتب أهل الكتاب المحرفة طبعاً تجد فيها من العبارات ومن القصص التي يندى لها الجبين! لذلك أذكر أحد القساوسة يقول (نبغي أن يحذف هذا الجزء جزء كبير من الكتاب المقدس لأن فيه ألفاظ صارخة تخدش الحياء وتسيئ إلى الأخلاق) في حين أن القرآن الكريم من أوله إلى آخره لا تجد فيه شيء من هذا مع أنه تعرض إلى مثل هذه القضايا مثل قوله (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) إشارة إلى ما يقع بين الزوج وزوجته ولاحظ أنه هنا إستنكر على من يأخذ من مال زوجته شيئاً حتى إذا طلقها لسببين: السبب الأول أنه قد أفضى بعضكم إلى بعض وحصل بينكم من المخالطة ومن المكاشفة ما لا يليق بك أن تطالب بعده بهذا المال. والأمر الثاني الإشارة إلى غلظ وإلى عظمة الرباط بين الزوج و الزوجة فقال (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) وهو ما وقع في عقد الزواج والنكاح من أنه قد رضيها زوجة له وهي قد قبلته زوجاً لها بحضور وليها وشهود الشاهدين وما في هذا العقد من الغِلَظ ومن التعظيم وما يترتب عليه من الحقوق بين الزوج وزوجته ما لا ينبغي معه أن يطالب بعده بشيء من المهر الذي دفعه لها وهذا غلظ ميثاق الزواج.

د. الخضيري: في غلظ ميثاق الزواج دعونا نتأمل كيف جاء غليظًا؟ لاحظ الآن المرأة لو كانت تملك عمارة بمائة مليون من حقها شرعاً أن تبيع هذه العمارة دون أن ترجع إلى أحد من أوليائها أليس كذلك؟

د. الشهري: بلى صحيح،

د. الخضيري: ولكن لو أرادت أن تزوج نفسها ما حل لها ذلك إلا أن يشهد أن يكون ذلك بإذن وليها وشهود الشاهدين لماذا؟ كما ذكر الدكتور عبد الرحمن ماذا يترتب على هذا العقد؟ الحياة حياة كاملة ترتب عليه أن هذا الزواج سيلحق به نسب، ستكون به قرابة، سيلحق به ميراث، سيكون به سمعة، ستقوم به تواصل بين أسر، ستقوم به حياتهما يعني المرأة الآن تتصرف بمئات الملايين لكن هذا الأمرما تتصرف به وحدها بل لابد لغلظ هذا الميثاق أن يدخل معها آخرون لأن العاقبة فيه واضحة في الدنيا قبل الآخرة ولذلك نحن نقول أيها الناس إتقوا الله في أمر هذا الميثاق، واليوم نحن نشاهد يا أبا عبد الله نشاهد تساهلاً كبيراً في أمر أن يتزوج إنسان إمرأة فيقول والله إني أتزوج وأرى ونيتي أني أطلق، يا أخي هذا ميثاق غليظ! وفيه معنى عظيم جداً هل ترضي هذا لإبنتك أن يأتي إنسان قد نوى أن يستمتع منها ليلة أو ليلتين أو إسبوعًا أو إسبوعين ولو كانت الصورة الظاهرة شرعية ولي وشهود وحفلة زواج وغير ذلك ثم في النهاية تذهب وتلقي كلمة الطلاق على المرأة من خلال رسالة جوال أو مكالمة هاتفية وتجعلها بعد هذا الميثاق الغليظ أسيرة الأحزان والطلاق والسمعة السيئة والكلام والقيل والقالة بين الناس. والله إني أظن والله أعلم أن أيَّ إنسان منا تدبر قوله (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) أن يحترم هذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير