الميثاق وأنه ما يدخل فيه إلا وهو صادق النية. د. الشهري: وهو خطاب للرجال
د. الخضيري: نعم خطاب للرجال صادق النية أن يحسن إلى هذه المرأة، وأنه صادق في رغبته فيها، وأنا هنا أحذر ويا ليتكم يا مشايخ تشاركوني في هذا الأمر الآن شاع بين الشباب وخصوصاً في الصيف يذهبون إلى بعض الدول الإسلامية المبتلية بالفقر بما آتاهم الله من الغنى ولما يتطلع فيه أولئك أن يعيشوا عيشة كريمة يرضون إرتباط بشباب يأتي الواحد وفي نيته أن يتزوج هذه الفتاة لمدة شهر أو إسبوع أو إسبوعين هذا عبث!.
د. الشهري: عبث صدقت وإن كانت صورته الظاهرة صورة مشروعة. لكن لاحظ الآن عندما يؤكد الله سبحانه وتعالى على هذه المعاني العميقة في العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته وهو الإشارة إلى قضية الميثاق الغليظ في قوله هنا (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ) لاحظ الآن عندما يستنكر على الزوج الذي يريد أن يأخذ من مال زوجته يستنكر عليه بهذه المعاني الأخلاقية معاني أخلاقية أليس كذلك؟! وكيف تأخذونه ولم يقل وهو حرام عليكم لا قال (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) يخاطب في الإنسان أخلاقه، ويخاطب فيه عاطفته، ويخاطب فيه إيمانه مما يشير أيها الأخوة إلى أن المؤمن الحقيقي لا يتهاون في مثل هذه القضايا قضية الطلاق، قضية إهانة المرأة، قضية عضلها ظلمها خاصةً إذا كان ليس لها من يدافع عنها يتيمة مثلاً ليس لها من يدافع عنها من أب أو من أخ أومن قريب فيتفرد هذا الزوج الظالم بهذه المرأة المسكينة فيظلمها ويتعسف في التعامل معها.
د. الخضيري: العجيب يا أبا عبد الله في قضية التبشيع، طريقة التبشيع القرآنى تبشيع وتنفير النفس من فعل هذا الأمر يقول (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) يعني يذكر شيئاً يستبشع الإنسان بعد ما يسمعه أن يرجع فيما أعطاه المرأة حتى إن كان على وجه الهبة ليس من المهر ولا من تكاليف الزواج، يقول (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) يعني وصلت إلى شيء لم يصل إليه أحد غيرك حتى أبوها وأمها ما وصلوا إلي ذلك الشيء وهم أقرب الناس إليها أنت وصلت إليه بعد ذلك تذهب وترجع؟! مثل ما قال النبي صلي الله عليه وسلم (العائد في هبته كالكلب يقيئ ثم يعود في قيئه) يعني خلاص النفس ما عاد يمكن أن تعود، مثل ما قال الله عز وجل {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} (سورة الحجرات 12) تبشيع تنفر بعده النفس نفوراً تاماً.
د. الطيار: قوله هنا (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ) أيضاً هذا مرتبط بعادة جاهلية سبقت الإشارة إليها في الآية التي قبل هذه في قوله سبحانه وتعالى (لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا (19)) فقد ينكح الرجل زوجة أبيه في أنكحة الجاهلية يلاحظ هنا إنه قد يقع هذا دون أن يكون هناك نوع من الميراث قد يكون طلقها فهذه أعم من الآية الأولى بمعنى أنه قد تكون مطلقة فيتزوجها الإبن
د. الخضيري: أو يموت الأب عنها ثم يأتي الإبن فيتزوجها كما يتزوجها سائر الرجال
د. الطيار: نعم، بأي صورة من الصور أنه لا يجوز للرجل أن يتزوج زوجة أبيه وهذا من إحترام الأب لأنه الآن حتى لما أنت تتخيل هذا الأمر تستكرهه
د. الشهري: هذا من المحرمات تحريم تأبيدي زوجة الأب إنها تحرم على الولد نعم تحريماً أبدياً.
د. الخضيري: تعالى ننظر إلى قضية التخلّص يا أبا عبد الملك كيف أنه جاء إلى هذا الحكم بعد ما ذكر المقدمة في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا) فأشار إلى عادة الجاهلية في إرث النساء بعد موت الآباء يرث الأبناء زوجات أبائهم ثم جاء هنا ليذكر مسألة أخرى وهي نكاح منكوحة الأب أو الزواج على منكوحة الأب وأن هذا أيضاً محرم فخرج من ذاك إلى هذا بهذه الصورة الجميلة.
د. الشهري: لكنه صرّح في هذه الآية بالزواج نفسه فقال (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ) ما معنى إلا ما قد سلف يا شيخ؟
د. الخضيري: يعني إلا شيئاً قد مضى في الجاهلية
¥