تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: وبنات الأخت، الأخت الشقيقة والأخت لأب و الأخت لأم والبنات مقصود بها أيضاً بناتها وبنات إلي آخره. وأمهاتكم اللآتي أرضعنكم جاء الآن إلى سبب آخر من أسباب التحريم و هو الرضاع، الأول كان النسب والآن جاء إلى الرضاعة. أمك التي أرضعتك {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ}

د. الشهري: لاحظ هنا أنه وصفعها بأنها أم ..

د. الخضيري: وذكر الرضاع والرضاع طبعاً لا يحل إلا ما كان في حولين وبلغ خمس رضعات {وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ} أيضاً نفس العملية {وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ} أم الزوجة، والزوجة المقصود بها من عقدت عليها أيَّ إمرأة عقدت عليها حرمت عليك أمهاتها من هم أمهاتها؟ أمها وأم أمها وأم أبيها وأم أم أمها وأم أبي أمها وإن علت كل هؤلاء يحرمن بالعقد. {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} الربيبة من هي يا دكتور عبد الرحمن؟

د. الشهري: هي بنت الزوجة من غير الزوج أن يتزوج الرجل إمرأة وعندها بنت من غيره فهذه البنت تحرم على الزوج لا يجوز له أن يتزوجها. لكن لاحظ أنها في الآية هنا فيها قيد غير مقصود {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم} أولاً أن تكون تربت في حجرك في بيتك يعني فهل معنى هذه الآية أنه لا يجوز لك أن تتزوج بنت زوجتك التي تربت معك في البيت فيجوز لك أن تتزوج إبنتها التي تربت عند غيرك؟

د. الطيار: الجواب لا ..

د. الشهري: لا يحل لك أن تتزوج إبنه زوجتك مهما كانت هل تربت عندك في البيت أو تربت عند غيرك ..

د. الطيار: ذكر هذا القيد لماذا؟

د. الشهري: يبدو لأنه قيد الغالب من جهة وأيضاً من جهة أخرى يبدو أنه قيد أخلاقي أنه ينبغي على الرجل أن يكرم زوجته التي يتزوجها إذا كان عندها بنت أن يقيمها مقام ابنته يربيها ويكرمها إكراماً لزوجته وكأن هذا نوع من أنواع حث الأزواج على إكرام بنات زوجاتهم وإقامتها مقام بنته.

د. الخضيري: لو قال قائل أنتم الآن إدعيتم دعوة وهي أنكم تقولون إن الربيبة إذا كانت في غير الحجر فهي مثل الربيبة إذا كانت في حجر الإنسان يعني في بيته والآية قيدت فيها قيد فمن أين لكم أنكم أخرجتم هذا القيد؟ أنا ذكرت في مرة ماضية أقول سبحان الله طبعاً هنا جماهير العلماء سلفاً وخلفاً على ما ذكرتم أن هذا القيد غير معتبر من أين ذلك؟ الحقيقة ما وجدت جواباً إلا عند شيخنا العلامة ابن عثيمين وكان هذا الأمر أشكل علي كثيراً قديماً فالشيخ أجاب عنه بإجابة بسيطة جداً مع إني سألت هذا السؤال بعض طلاب العلم فما عرفوا الجواب إلا أنهم قالوا هذا خرج مخرج الغالب وأن هذا هو الواقع ولذلك لا يعتبر هذا الشرط. قال لأنه لما أراد أن يستثني قال {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ} ولم يقل فإن لم يكن في حجوركم،. لما أهمل هذا دل على أنه إنما جاء وصفاً وبياناً للواقع، دل على أن هذا الشرط غير معتبر لأنه لما جاء إلى قوله {فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ} ولم يذكر قوله فإن لم يكن في حجوركم فدل على أن هذا القيد الذي ذكر لا مفهوم له ..

د. الشهري: استنباط جميل!

د. الخضيري: طبعاً هنا لاحظوا حكمة عجيبة جداً وهي قوله {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم) ثم قال (مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} ولم يقل نكحتموهن لو قال نكحتموهن لكانت الربيبة تحرم بمجرد العقد ولكن لما قال – دخلتم بهن – الربيبة لا تحرم إلا بالدخول فلو عقد على أمها ثم طلق الأم قبل أن يدخل بها فالربيبة حلال له يعني التي هي بنت زوجته فهي حلال له. هنا يمكن أن يأتي السؤال يا دكتور مساعد الأم تحرم بمجرد العقد على البنت، والبنت لا تحرم إلا إذا دخل على أمها فما هي الحكمة في ذلك؟؟ أو لماذا فرق بين الصورتين؟ يقولون أن الأم ما تغار من إبنتها بينما البنت قد تغار من أمها ..

د. الطيار: عجيب

د. الخضيري: نعم، يعني لو جاء رجل إلى إمرأة خطبها و عقد عليها ثم لما رأى البنت عجبته فطلق الأم و طلب البنت الأم مهما كانت لعظم شفقتها ورحمتها لن يبقى في صدرها على ابنتها شيء.

د. الشهري: لأنها هي التي أخذت الزوج من الأم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير