تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: نعم، لكن إعكس المسألة لو أنه عقد على البنت ثم أعجبته الأم فطلق البنت وأراد أن يعقد على الأم البنت في هذه الأحوال قد تغار من أمها تشعر أن أمها قطعت الطريق عليها ولا تملك من الحنان مثل ما تملكه الأم .. الأم قد تفدي إبنتها بنفسها

د. الطيار: جميل

د. الخضيري: نعم، وهذه حكمة عظيمة جداً. قال {وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ} يا أبا عبد الملك الحلائل من هن؟؟

د. الطيار: زوجات الأبناء، زوجات الأبناء من أبناء الصلب من أبنائكم أنتم ..

د. الشهري: هل هناك ولد إبن من غير الصلب (الذين من أصلابكم)؟

د. الخضيري: نعم، هنا قد يقال التبني. والعجيب أن التبني كان أصيلاً في الجاهلية فالقرآن إستعمل أساليب كثير جداً لنزع هذا التبني حتى إن هذا النزع وصلت آثارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمره الله أن ينكح زوجة متبناه وهو زيد بن حارثة زينب بنت جحش رضيَّ الله تعالى عنها وأرضاها وكان هذا شديداً على النبي صلى الله عليه وسلم لما قال الله عز وجل {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} (سورة الأحزاب 37) فجعل إزالة ونزع هذه القضية عادة التبني في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فزالت إلى اليوم ولا يعرف لها أثر بين المسلمين و لله الحمد ..

د. الطيار: سبحان الله ..

د. الشهري: هذا يدلك على أن القدوة ينبغي أن يصبر في مثل هذه المواقف لأنه ينبغي أن يكون هو العبرة ويكون هو المثال وهو النموذج يحتذي، ولذلك فعلاً القدوة تذكرهم في الإمام أحمد رضيَّ الله عنه عندما صبر في محنة خلق القرآن ولم يترخص كما ترخص غيره وفعلاً كان في صبره خير كثير

د. الخضيري: قالوا لا تقية لقدوة

د. الشهري: لذلك القدوة ينبغي أن يتحمل ويصبر على ما لا يصبر عليه غيره من الناس.

د. الخضيري: {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} هذه آخر واحدة من المحرمات في هذه الآية معناها يا أبا عبد الملك؟

د. الطيار: يكون الجمع الآن هنا قيد الجمع أن يجمع بين أختين يتزوج أختين في وقت واحد أن يعقد على هذه وهذه أو يعقد على واحدة ثم يدخل الأخرى هذا لا يحل حتى يتخلص من إحداهما

د. الشهري: سواء كان أختين شقيقتين أو أختين لأب أو أختين لأم. ويقاس على الجمع بين الأختين، الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها لأنه ثبت في السنة النهي عن ذلك لأن المفسدة التي تترتب على الجمع بين الأختين هي المفسدة أيضاً على الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها لأن المرأة في الغالب أو دائماً تكره ضرّتها فلو كانت أختها فهذه ستصبح قطيعة رحم

د. الخضيري: ستفضي إلى قطيعة رحم والإسلام حريص جداً على أن الأرحام هذه ما يصلها شيء من القطيعة. قال {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} يعني إلا ما قد سبق في الجاهلية.

د. الشهري: لكن هل معنى (ما قد سلف) أيضاً كما إنه إذا قد تزوج رجل أختين قبل نزول هذه الآية فهل معنى الآية أنه قد يبقي على ما تزوج؟ لا، ما دامت نزلت هذه الآية ينبغي أن يطلق واحدة منهما

د. الخضيري: مثل أيضاً من كان عنده أكثر من أربع ونزلت آيات التحديد بأربع نساء فإنه أُمر أن يستبقي أربعًا ويفارق سائرهن. قال {إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} طبعاً هذه مناسبة يظهر والله لبعض لما حدث من أنكحة مخالفة لأمر الله عز وجل في الجاهلية يقول (كان الله غفوراً رحيماً) إذا أقلعتم وإستقمتم على أمر الله عز وجل. كلمة (كان) يا أبا عبد الملك ما هي دلالتها في هذه الآية؟

د. الطيار: طبعاً سبق أن نبهنا عليها أنها كان هذه بمعنى كان ولم يزل وأنها للدلالة على تأصل وثبوت إسمها لخبرها لثبوت إسمها لفظ الجلالة لخبرها (كان الله غفوراً رحيماً) وطبعاً يلاحظ أن المغفرة فيها جانب ما يسمى بالتخلية الإزالة والرحمة فيها جانب التحلية. وكما ذكرت أنه هناك بعض الأنكحة التي ذُكرت قد يكون وقع فيها بعض من نزل عليهم الخطاب فأشار الله إلى أن ما سلف لا حرج عليكم فيه وعفى الله عنكم وأزاله عنكم.

د. الخضيري: ألا تلاحظون يا إخواني إهتمام الإسلام بالأنساب من خلال هذه الآيات؟ وهو أن الإنسان يضبط نسبه من هم أخواله وأعمامه وإخوانه لئلا يقع منه شيء من هذا الأمر المحرّم. حتى الرضاع ينبغي أن يضبط لأنه قد يخطب الإنسان إمرأة و يتبين أنه قد صار أخاً لها في الرضاعة

د. الطيار: والناس يتهاونون في تقيده وضبطه.

د. الشهري: وكم سمعنا مثل هذه الحوادث يتزوج الرجل المرأة يبقى معها ربما حتى ينجب أطفال عشرة ستة سبعة ثم يكتشف أنها أخته من الرضاعة لشهادة إمرأة عابرة فيترتب على ذلك الفراق

د. الخضيري: وهنا نقول الحقيقة قول النبي صلى الله عليه وسلم [تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم] فالأنساب مذكورة في القرآن الأم والأخت والخالة و بنت الأخت والعمة وغير ذلك وهذا يجعل الإنسان دائماً حريصًا على معرفة هذه الأشياء وضبطها وتوريثها لأبنائه

د. الشهري: لأنه لا يمكن أن تضبط الأرحام إلا بصلتها لأنه إذا أحييت في أبنائك وفي بناتك معرفة أرحامك هذه خالتك هذه عمتك

د. الخضيري: هذه خالة أمك هذه خالة جدتك، والله أنا أزور مع أبنائي خالات والدي، تصور! هي تصير خالة جدهم لاحظ، يقولون من هذه؟ أقول هذه أبي هذه أخت أمه فطبعاً هذه خالة جدهم فيبقى في نفوسهم أن هذا أمر يجب أن يراعى وأن يحفظ

د. الشهري: وسبحان الله هي مسألة مترابطة فالأمر بصلة الرحم يترتب عليه معرفة هذه الأرحام وإتقاء هذه الشبهات.

د. الخضيري: الحديث مع هذه الآيات التي هي من آيات الأحكام حديث ماتع ونحن نوصي إخواننا بأن يتفقهوا فيها نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا ولهم في القرآن العظيم ونستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بُثّت الحلقة بتاريخ 12 رمضان 1431 هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير