تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:41 ص]ـ

الحلقة الثالثة عشر:

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مشاهديِّ الكرام ما زلنا في سورة النِّساء نتحدّث عن آياتها ونقبِسُ من أنوارها. وقد وصلنا إلى آية المحرّمات من النّساء (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ) إلى آخر الآية، وبقي علينا من المحرّمات ما ورد في الآية التي تليها وهي قولُ الله عزّ وجل (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ).سيكون حديثنا إن شاء الله في هذه الحلقة المباركة حول هذه الآية وما يليها من آيات، قبل أن نُفيض فيها، وأن نتحدّث عنها نحب نحن وإيّاكم أن نشترك في الاستماع إلى تلاوتها فإلى هناك:

تلاوة للشيخ/ محمد صِدِّيق المنشاوي – رحمه الله تعالى – من الآية (24 - 25) من سورة النِّساء

وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)

بعد أن استمعنا إلى هذه التلاوة العطرة لهذه الآيات الكريمة، ندخل الآن إلى معالم هذه الآية ونحاول أن نُقرِّب معانيها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفتح لنا من أبواب رحمته، ومن فُيوض رحمته جلّ وعلا ما يعينُنَا على فهم كلامه. يقول الله عزّ وجل: (والمحصنات من النّساء)، أبا عبد الله هلاّ بيّنت لنا معنى المحصنات؟

د. الشِّهري: بسم الله الرَّحمن الرّحيم، الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً. طبعاً هذه الآيات في سورة النِّساء جمع الله فيها سبحانه وتعالى المحرَّمات من النِّساء، وسَردها في ثلاث آيات متوالية، فبدأ بتحريم زوجةِ الأب أيّ منكوحة الأب، ثمّ ثنّى بالأمّهات والبنات والعمّات والخالات، إلى أن وصل إلى هذه الآية التي ابتدأ بها الجزء الخامس من القرآن الكريم في قوله (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) والمقصود بالمحصنات من النِّساء هنا هم النّساء المتزوّجات، المرأة المتزوجة يحرم نكاحُها ما دامت في عِصمة زوجها، ولا يحل نكاحها إلا إذا طلَّقها زوجها ثمَّ اعتدت عِدَّة المطلّقة أو تُوفِّي عنها زوجها ثمّ يحِلُّ نكاحها بعد ذلك، فقال (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) أي حُرِّمت عليكم أيضاً المُحصنات من النِّساء إلاّ ما ملكت أيمانكم. ومُلك اليمين سَبق أن تحدّثنا عنه أيضاً وهو أنّ النِّساء المسبيات، فالمرأة المتزوجة إذا كانت من الكُفّار فوقعت في الأَسر في حربٍ مشروعة بين المسلمين وغير المسلمين ولو كانت متزوجة ووقعت في السّبي فإنّها تحِلُّ بذلك أن تتزوج بعد استبراء رحِمها فهذه تُستثنى من المتزّوجات.

د. الخضيري: الاستبراء ما معناه دكتور عبدالرّحمن؟.

د. الشَّهري: استبراء الرحم معناه أن تنتظر حتى تحيض.

د. الخضيري: فيُعرف أنّها ليست حاملاً من زوجها، لأنّه لا يحل للإنسان أن يسقي بمائه زرع غيره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير