ذلك إلاّ عندما تكون هناك مفسدة أعظم وهي خشيته من العَنت، وعدم قدرته على طَول الحُرّة. قال الله جلّ وعلا (والله أعلم بإيمانكم بعضُكم من بعض فانكحوهُنّ بإذن أهلهنّ وآتُوهُنّ أجورهُنّ بالمعروف) طبعاً اشترط أن لا تُنكح الأَمة إلا بإذن سيِّدها لأنَّه قد يكون هو يستمتع بها ويطؤها، ولا يحل أن يجتمع رجلان على امرأة واحدة، فإذا كان السّيد يطؤها لم تحل لغيره، فلا بد من استبراء الرَّحم، فتُستبرأ ثمّ بعد ذلك تُزّوَج لهذا الرَّجل، وإذا تزّوجت لم يحل للسيّد أن يطأها
د. الطيّار: لكن هل تبقى سيادته عليها؟
د. الخضيري: نعم يبقى سيِّداً لها وأبناؤُها يكونون أرّقاء عنده.
د. الشِّهري: هذا سبب والله للمنع من الزَّواج.
د. الخضيري: إي نعم، ولذلك حرّمه الله عز ّوجل على عباده إلاّ بهذين الشَّرطين. قال تعالى (فانكحوهُنّ بإذن أهلهنّ وآتُوهُنّ أجورّهُن بالمعروف) سمّى المهر أجراً. (بالمعروف) يعني كما تعارف النّاس عليه. (محصناتٍ غَير مُسافحات) اشترط في الأَمة أن تكون طاهرة وعفيفة، وفسَّر المحصنة هنا تفسيراً واضحاً فقال: (غير مسافحات)، (ولا مُتّخِذّات أخدان) ما الفرق بين السِّفاح واتخاذ الأخدان؟
د. الشِّهري: السِّفاح مجاهرة بالمعصية، ومتخذِّات أخدان يعني بالسِّر
د. الخضيري: الَخدين هو الصَّاحِب المُسَار الذي لا يجهر أيّ العشيق. قال الله تعالى (فإذا أحصِنَّ) أيّ هؤلاء الإماء تزوجن. (فإذا أتين بفاحشة فعليهِنّ نصف ما على المحصنات من العذاب) معنى هذه الآية دكتور عبد الرَّحمن؟
د. الشِّهري: يعني إذا تزوّجت هذه الأمة ثم بعد نكاحها وقعت في الزِّنا، طبعاً إذا وقعت في الزِّنا يُشترط فيها أن يُستشهد على وقوعها في الزِّنا أربعة شهود. كما قال تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعةً منكم) أليس كذلك؟
د. الخضيري: والله لا أدري، لكن أليس الشُّهود في العبيد والجواري النِّصف؟ هذه محل إشكال. لعلَّنا نبحث فيه.
د. الشِّهري: نعم، فإذا ثبت عليها فاحشة الزِّنا سواءً قلنا انّها أربعة أم بنصف العدد، (فعليهنَّ) يعني الحَدَ الذي تُحدُّ به هذه الأمة (نصفُ ما على المحصنات من العذاب) يعني إذا كان حد الحُرّة مائة جلدة فالأمَة خمسين، طبعاً لا يمكن الرّجم لأنّه لا يتَنَصَّف لكنّه لما قال (نصفُ ما على المحصنات من العذاب) دل على أنّه الجلد فنقول خمسين، وسمّى الحدّ هنا عذاباً.
د. الخضيري: قال (ذلك لمن خَشِيَ العَنَت منكم) أيّ هذا الحُكم أُحِلّ لمن خشي العنت وهو الوقوع في الزِّنا.
ثم قال (وأن تصبروا خيرٌ لكم) يعني وأن تصبروا على التَّعفُف وترك الزّواج بالإماء خيرٌ لكم من الزّواج بهنّ، لما يؤول إليه من استرقاق الأبناء. ثُمَّ قال (واللّه غفور رحيم).
لعلَّنا بهذا الختام، ندعو الله سبحانه وتعالى في هذا السَّحَر الجميل أن يغفر الله عزّ وجل لنا ويرحمنا وأن يُبارك لنا في القرآن العظيم وينفعنا به، ويجعلنا جميعًا وإياكم ومشاهدينا الكِرام من أهل القرآن الذِّين هم أهل الله وخاصّته، نستودعكم الله على أمل اللِّقاء بكم والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 13 رمضان 1431 هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:46 ص]ـ
الحلقة 14
د. الطيّار:بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله. أيُّها الإخوة والأخوات من هذا المكان الطيّب نبتدئ حلقتنا لهذا اليوم. وقبل أن نبتدئ بهذه الحلقة لعلّنا نستمع لبعض آياتٍ من سورة النِّساء، ثم نبتدئ بتفسيرها إن شاء الله.
تلاوة للشيخ عبدالباسط محمد عبدالصّمد رحمه الله من الآية (26 - 28) من سورة النّساء.
(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ?26? وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ?27? يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ?28? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ
¥