تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رَحِيمًا ?29? وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ?30?)

بعد أن استمعنا إلى هذه الآيات، لعلِّي أبتدأ مع أخويَّ الكريمين: الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري، والدكتور عبدالرّحمن الشِّهري، بتفسير قوله سبحانه وتعالى (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ?26?). في قوله سبحانه وتعالى (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) هذا البيان الإلهي أشار إليه الله سبحانه وتعالى في هذه يجري على الأحكام السَّابقة، ويبدو أن قوله سبحانه وتعالى (وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) أنّ هناك أحكام تتوافق مع شَرائع الأنبياء السَّابقين، ولكن لا يلزم أن تكون نفسها تفصيلاً لأننَّا نعلم أنّه من شريعة يعقوب كما ورد أنّه كان من شريعته جواز الجمع بين الأختين هكذا حُكِيَ في شريعته.

د. الشِّهري: أنا أقول هذه علّة ممتازة جِدّاً وواضحة، لكن لاحظ أنّه إذا كان في شريعة بعض الأنبياء السَّابقين كان يجوز الجمع بين الأختين، مع أنَّ الفطرة البشرية واحدة، والغيرة وكما هو معلوم من شأن سارّة زوجة إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام كيف غارت من هاجر، أليس كذلك؟ فأقول مهما حاولنا أن نلتمس الأعذار أو العلل من تحريم الجمع بين الأختين أو كذا إلا أنّه يبقى الأمر الأساسي في تحريم الجمع بين الأختين هو أمر الله سبحانه وتعالى، أمر تعبُّدي لأنّ الله قد حرَّم الجمع (وأن تجمعوا بين الأختين) هذه هي العلّة الحقيقية. لكنّنا نريد أن نلتمس بعض الحِكَم فنقول من الحِكَم: أنّه قد يؤدّي إلى قطيعة رحم أو إلى آخره، وإلا إذا أجازه الله سبحانه وتعالى وأحلَّه فإنّه يُغتفر هذه الغيرة وما يتعلّق بقطيعة الرّحم، أليس هذا مقبولاً؟.

د. الطيّار: هذا صحيح، أيضاً هناك فائدة في قوله (وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) وهي فائدة مهمّ أن يُنتبه لها، وهي اتصّال الرِّسالات بعضها ببعض وأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلّم ما جاء به ليس شيئاً بِدْعاً لم يقل به من كان قبله، ولهذا اتّفاق الشَّرائع في بعض الأمور من الأمور التي احتَّج الله بها على بني إسرائيل في أنّهم كيف لا يؤمنون وما جاءهم في هذه الشّريعة هو عين ما جاءهم في الشَّريعة السّابقة كما في سورة البيّنة (وما أُمِروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدِّين حُنفاء ويُقيموا الصّلاة ويُؤتوا الزَّكاة) كل هذه المأمورات يعرفونها فلو كان النَّبي صلى الله عليه وسلّم جاءَ بخلاف ذلك لاحتَّجُوا ولكن الله سبحانه وتعالى احتَّجَ عليهم بأنّ ما جاءكم به هذا النّبي صلى الله عليه وسلم هو عين ما كان قد أمركم الله به في شرائِعكم.

د. الشّهري: وخاصّة الأشياء التي اتّفقت عليها شرائع الأنبياء مثل الإيمان بالله والملائكة والكُتب

د. الطيّار: نعم، المباني الخمسة التي هي التوحيد، والصّلاة، والزّكاة، و الصوّم والحج هذه كانت متفق عليها.

د. الشّهري: فالله يقول هنا (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) يعني يبيّن لكم الحقّ، ويبيّن لكم الهدى، ويبيّن لكم الصّواب في هذه المسائل. تخيّل قبل أن تنزل هذه الآيات كيف كان وضع المجتمع، كانت هذه الأشياء من الأشياء الملتبسة على النّاس البعض يجمع بين الأخت وأختها والبعض ينكح زوجة أبيه، وكان المجتمع فيه مخالفات كثيرة فلمَّا نزلت هذه الآيات ووضّحت للنّاس وأعادت الأمور إلى نصابها ختمها الله فقال (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ). والبعض قد يستدل بهذه الآية ويقول إنّ آيات القرآن الكريم بيّنةٌ بنفسها، ولا تحتاج إلى هذه التّفاسير الموجودة الآن، الكتب التي معك شيخ محمّد وهذه التي على الطّاولة لا داعي لها، وأنّه يمكن أنّني أفهم القرآن الكريم دون أن أرجع إلى فُهوم المفسِّرين وإلى فُهوم الصَّحابة وإلى فهوم غيرهم لأنّ القرآن الكريم بيِّن بنفسّه، والله يقول (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) فلماذا يأتي الطَّبري أو يأتي ابن كثير أو يأتي القرطبي فيحول بيني وبين القرآن الكريم وبين فهمه فيكون وصيِّاً عليَّ في فهم كلام الله سبحانه وتعالى؟، وهذا الحقيقة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير