تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نوع من التَّبسيط للقرآن الكريم وفهمه، والحقيقة أنّ القرآن الكريم لا بد في فهمه من أصول ومن ضوابط ومن اعتبار أقوال السَّلف وفهم الصّحابة رضي الله عنهم وتطبيقهم لهذه الآيات التي نزلت على النّبي صلى الله عليه وسلّم، وهم مَوجُودون يشاهدون كيف كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يُفسِّر هذه الآيات ويُوضّحها، صحيح أنّ القرآن الكريم بيّن، ولكنّه يحتاج فعلاً إلى علماء به لكي يُبيّنوه للنّاس ويقرِّبوا معانيه.

د. الطيَّار: والعجيب أنّ من يدَّعي هذه الدّعوة يأتي بمنكرٍ من القول في تفسيراته وهو لا يدري، بل إنّه قد يُوقَّف على بعض أخطائه الفظيعة، وتجد أنّه يرتكب حماقة في أنّه يُكابِر، وعادةً مثل هؤلاء هم أصحاب مكابرة لأنّه من أوّل الطريق المنهج عندهم خلل فيه. لاحظ أنّه الأفعال (يريد، يهديكم، يتوب) أفعال فيها تجدّد لوازم هذه الأفعال.

لمّا قال (ويتوب عليكم) كأنّه فيه إشارة إلى أنّ مما سبق شيءٌ قد يقع في الخطأ فيحتاج إلى التّوبة

د. الخضيري: مثلًا أن تجمعوا بين الأختين

د. الطيار: كما في قوله (والله غفورٌ رحيم) إشارة إلى مثل هذا، فكونه الآن يُشير إلى التّوبة فيه إشارة إلى أنّه قد يقع فيما مضى شيٌ يحتاج إلى التّوبة.

د. الخضيري: في ترتيب هذه الأشياء الثلاثة، الحقيقة أنا أظنّ أنّ الترتيب مقصود أن يُنتبه له، (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) البيان أولاً، ثمّ يأتي من بعد البيان الهداية (ويهديكم سُنن الذّين من قبلكم)، بعد الهداية تأتي التَّوبة إذا اهتدى الإنسان وسلك الطّريق ولزِم الجّادة فإنّ الله سبحانه وتعالى يتوب عليه ويقبل منه التّوبة (وهو الذّي يقبل التّوبة عن عباده ويأخذُ الصّدقات) ونحن نقول أيضاً للدُّعاة عليكم بهذا الأمر، بيِّنُوا أولاً قبل أن تحكموا على النَّاس بأنّهم مُذنبون أو كُفّار أو خطّاؤون بيّنوا الحق للنَّاس ثمّ اُهدوهم ودُّلُوهم على الطَّريق ووضِّحُوا لهم المعالم سواء بالقُدوة بالفعل بالأمر والنّهي إلى آخره. ثمّ يأتي من بعد ذلك دعوتهم للتّوبة والرُّجوع إلى الحقّ.

د. الطيّار: جميل، إذاً تكَّرر عندنا المقطع للفاصلة (والله عليمٌ حكيم) وتكرار هذين الاسمين لا شك كما قلنا سابقاً أنّهما بحاجة إلى دراسة مستقلة في علاقة هذين الاسمين العلم والحكمة بهذه الأحكام. قال (والله يريد أن يتوب عليكم ويريدُ الذّين يتبّعون الشّهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) ثمّ قال في الآية بعدها (يريد الله أن يخفّف عنكم وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً). لو تأمَّلنا الآن أيضاً (واللهُ يريد أن يتوب عليكم) هذه الجملة اسمية دالّة على الثُّبوت، والأولى لمّا قال (ويتوب) جملة فعلية دالّة على التَّجدد كلما أحدثوا ذنبًا وأحدثوا توبةً تاب الله عليهم، وهنا قال (والله يريد أن يتوب عليكم) تنبيه على أنَّ هذه الصّفة من الصِّفات اللازمّة في حقّ الله سبحانه وتعالى.

د. الخضيري: فإن قيل لماذا كرّرها؟ يُقال من باب التوكيد؟

د. الطيّار: هذا لا شك أنّه من باب التأكيد.

د. الخضيري: شيء آخر

د: الطيّار: وهو؟

د: الخضيري: أن يقارن بين ما يريده الله بنا وما يريده هؤلاء، وهذا يكون من باب التَّوطئة (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذّين يتبّعون الشّهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)

د. الطيّار: مالوا يعني خرجوا عن التّوبة.

د. الخضيري: فقارنوا بين ما يريده الله بكم من الرّحمة والخير والإحسان والرِّفق والنَّعيم المقيم يوم القيامة، وما يريده بكم هؤلاء من الضّلال والميل العظيم والعذاب أيضاً نسأل الله العافية والسّلامة الذّي يُوصل إليه ما يقصدون إليه وما يدعون إليه

د. الطيّار: ولو تأمّلنا الآية ووزنّا ما أراده الله بنا في هذه الآيات من الأحكام بَدءاً بقضية اليتامى ثمّ تفصيل الفرائض ثم قضية الحُدود ثمّ بعد ذلك قضّية المحرّمات، وتأمّلنا ما يريده الذّين يتَّبعون الشّهوات في هذه الأمور هو مخالف لما يريده الله سبحانه وتعالى. ولهذا بالفعل هذا تنبيه إلهي إلى أنَّ هؤلاء الذّين يتبَّعون الشّهوات لا يقع منهم إلا ما يكرهه الله ويسخطه الله، ولهذا نجد مثل المؤتمرات العالمية التي قامت باسم المرأة إن لم نقل بنسبة 9.99 من عشرة مخالف لشرع الله سبحانه وتعالى. والعياذ بالله تقرير المثلية، وجواز نكاح المِثليين، الإجهاض، الزّنا غيرها من الأمور كلُّها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير