تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قنَّنوها وأباحوها وهذا كله مخالف، وهذا مثالٌ للميل العظيم الذّي يُشير إليه الله سبحانه وتعالى في هذه الآية، فاتّباع هؤلاء لا شك أنّه بعُدٌ عن باب التّوبة الذّي فتحه الله سبحانه وتعالى بقوله (ويتوب عليكم) وهنا قال (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذّين يتبّعون الشّهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)

د. الخضيري: في قوله (والله يُريد أن يتوبَ عليكم ويريدُ الذِّين يتبّعون الشَّهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) إشارة عظيمة وتحذيرية للمؤمنين بأنَّ مُتَّبعي الشَّهوات هؤلاء لا تظُنُّوا أبداً أنَّ القضية عندهم هي قضية المناداة بمساواة المرأة وإعطائها حقوقها، هذا مظهر يريدون من ورائه الميل العظيم، والذِّي يدل على ذلك ما أورده أبو عبد الملك قبل قليل. يعني قبل مثلاً ثلاثين سنة كُنَّا نسمع حُقوق المرأة، حقوق المرأة، المناداة بها، مساواتها مع الرَّجل على أساس أنّ هذا حق يجب أن تأخذه وأن هؤلاء هم الذِّين سينتصرون للمرأة. الآن جاءت مثل ما ذكر الدُّكتور مساعد مؤتمرات المرأة التي تفضح الميل العظيم الذّي كانوا يُخطِّطون للوصول إليه نسأل الله العَافية والسَّلامة. وكل هؤلاء الذِّين يكتبون ويتكلّمون ويتحدَّثون في وسائل الإعلام بهذه النَّظرة وداعين إلى مثل هذه الشّهوات لا تظنُّوا ولا تنخدعوا أيُّها المؤمنون بما يقولونه لكم من ظاهر القول ومن ومعسول الكلام، أين حقوق المرأة؟ أين حقوق المرأة؟ لماذا المرأة لا تأخذ مثل ما يأخذ الرَّجل؟ هم لا يُريدون هذا والله، هم يريدون شيئاً آخر فانتبهوا له إنّه "الميل العظيم"

د. الطيّار: لاحظ سبحان الله قال ميل وزاد عليه أنّه عظيم

د. الخضيري: نكّره ثمّ وصفه بالعظيم.

د. الطيّار: وهذا لا بد أن ننتبه للقرآن أنّه يأتي بالشّيء مُنَّكَراً ثمّ يُتبعه بالوصف مثل عذاباً أليماً، عظيماً.

دكتور عبد الرحمن في قوله (يُريد الله أن يُخَفِفَّ عنكم) لاحظ طبعاً (يريد الله، يريد الله، والله يريد) تكّررت الآن عندنا ثلاث مرّات، (يريد الله) الأولى أن يُبيِّن لكم، (والله يريد) الثانية: أن يتوب عليكم، (يريد الله) الثالثة: يريد أن يُخفِّف عنكم. فتكرار هذه الإرادة مع اختلاف المراد، إذا كان في تعليق على هذا.؟

د. الشِّهري: فيها تعليق أولاً هي إرادة دينية كما تفضّل الدُّكتور محمد، وأنّ الله سبحانه وتعالى قد أراد بعباده الخير، أراد بهم أن يُبيِّن لهم الحقّ ولا شك أن بيان الحق من أهم ما يحرص عليه الإنسان في حياته، أن يحرص على بيان المنهج الذّي يسير عليه. فالله سبحانه وتعالى يُحبُّ أن يتوب عبده، ويحب أن يراه يتوب ومعناها أنّه ينبغي للمسلم أن يُكثر من التّوبة لأنَّ في هذا تحقيق لما يُحبُّه الله سبحانه وتعالى ويرضاه ويُكرِّر ذلك. ثمّ أنتم ذكرتم دكتور مساعد قبل قليل أنّه جاء التّعبير بالفعل المضارع والله يريد (أن يتوب) ويريد الذّين يتبعون الشّهوات (أن تميلوا) يريد الله (أن يُخفّف) بالفعل المضارع، إشارة إلى أن طبيعة الإنسان لا تنفَّك عن ارتكاب الأخطاء التي من شأنها أن تدفعه إلى التّوبة والله سبحانه وتعالى يُحبّ أن يرى عبده وهو يُكثر من التّوبة ويُكرِّر ويُكرِّر.

د. الخضيري: في قوله (ويريد الذّين يتبِّعون الشَّهوات) لاحظ أنّه عبَّر بقوله (يتبِّعون الشَّهوات) يعني لم يقل الذِّين مثلاً يشتهون لأنَّه ما منّا من أحد إلا وعنده هذه الشَّهوة قد جبلنا الله سبحانه وتعالى عليها وغرسها في نُفُوسِنا، لكن هؤلاء جعلوا الشَّهوات قائدة لهم فهُم يسعون وراءها، ولذلك أحياناً قد يُوافقون الحق لكن موافقة للحق ليس لأنّهم طلبوا الحق وإنّما جاءت في الطّريق. لذلك نحن نتلمَّس هذا من هؤلاء المتَّبعين للشَّهوات نعرف طريقهم، تجده في كُلّ مقالاته وفي كل برامجه وفي كل ما يُقَدِّمه للنَّاس يحوم حول هذه الشَّهوة. أنت الآن لمَّا تفتح بعض القنوات الذي يقول نحن إصلاحِيُّون مثلاً ونريد أن نُحقِّق رفاهية المجتمع وتنمية المجتمع العربي إلى آخره، تفتح القناة تنظر الشّهوة هي التي تُسَيِّر هذه القناة، النّاس تَتبع الشَّهوة حتى لو يريد أن يُقدِّم شيئاً جيِّداً يُقدِّمه عبر الشَّهوة، امرأة جميلة وسيمة رائعة الجَمال تُقدَّم عبر الشّاشة من أجل أن تُحدِّث النَّاس عن قضية اجتماعية أو قضيِّة دينية، انظر (ويريدُ الذِّين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير