تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتبِّعون الشَّهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)

الحقيقة الدُّكتور عبد الرَّحمن أيضاً أشار إلى أمر آخر مُهمّ جِدّاً وهو أنّ َإرادة هؤلاء المُتَّبعين للشَّهوات لا تُدافَع إلا بتحقيق إرادة الله من بيان الحقّ وهداية النَّاس إلى السبيل، وقيام العلماء والدُّعاة بواجبهم وبهذا تندحر إرادة هؤلاء، فإذا تاب النّاس وعادُوا إلى الله عزّ وجل إندحر هؤلاء وذَهَب ما عندهم من الباطل.

د. الشِّهري: أيضاً لو تأذن لي دكتور مساعد، في بيان نقطة مهمّة في هذه الآية.

د. الطيّار: تفضَّل.

د. الشِّهري: لاحِظُوا يا إخواني في سورة النِّساء، مشروعات دائماً المفسدين يتخِذُّون المرأة وسيلةً لتحقيق أهدافهم في الميل بالمجتمعات إلى الضَّلال وإلى الغِواية سبحان الله العَظيم، وكثير من النَّجاحات التي حقَّقُوها في تحقيق هذا الأمر بواسطة المرأة. ولذلك تُعجِبُني كلمة يقولها أحدُهم عندما قال أنَّ مشروعات اللِّيبراليين تبدأ بالمرأة وتنتهي بالمرأة وتَمُر بالمرأة. الآن نحن نتحدّث في سورة النِّساء والله سبحانه وتعالى ذكر أحكامًا كثيرة تخُصّ النِّساء ذكر النِّكاح، ذكر المحرَّمات، ذكر لماذا إذا أصابك العَنَت ولم تستطع أن تنكِحَ الحُرّة فيبُاح لك أن تنكح الأمّة مع ما يترتّب على ذلك من استرقاق أبنائك ولكن كلّ هذا حفظ للمجتمع. ثمّ جاء فلّخص الحقيقة في هذه الآيات الثلاث عندما قال (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ?26? وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ?27? يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ?28?). لاحظ لماذا قال (وخُلِقَ الإنسان ضعيفاً) مع ذكر النّساء وما يتعلّق بها؟ السُّورة كلّها أصلاً حول النّساء. الحقيقة هذا حقيقة لا يُنكرها أحد أنّ فتنة النِّساء فتنة عظيمة على الرِّجال على المجتمعات.

د. الخضيري: ولا يكادون الرِّجال يَضعُفُونَ عند شيء مثل ما يضعفون عند النِّساء

د. الشِّهري: نعم، هذه واحدة. الأمر الثَّاني قوله (يتبِّعون الشَّهوات) ما رأيت أجمل من هذا الوصف لهؤلاء. لأنّ هؤلاء يا إخواني يقومون بأبحاث ودراسات فتَظهر للنَّاس آراؤهم وما يدعون إليه على أنّها آراء علميّة مبنيّة على دراسات علمية. في حقيقة الأمر لا فيها لا دراسة علمية ولا يحزنون، وإنّما هي اتِّباعٌ للشَّهوات واتِّباع للأهواء. ولذلك العُلماء من السَّلف رحمهم الله كانوا مُصيبين وموَّفَقين في تسمية الفِرق المنحرفة عن السُنّة والجماعة أهل الأهواء، ما يتَّبِعون دليلًا وإنَّما يتبِّعون الهوى. فهؤلاء أصدق ما يُوصفون به هؤلاء الذِّين يَدعُون إلى ما يُسَّمى بتحرير المرأة هدفهم في النِّهاية مُضادّة إرادة الله سبحانه وتعالى (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ?27?) فكأنّهم يُضَّادُّون إرادة الله سبحانه وتعالى بهذه المشروعات.

د. الخضيري: والذّي يَدلّك لذلك با أبا عبدالله أنَّ هؤلاء الذِّين يريدون يتَّبعون الشَّهوات أنّهم يستدلون بأدلة مثلاً العالم الغربي يفعل وإلى آخره، فإذا جئت لهم بأنَّ العالم الغَربي قد تراجع عن هذا الأمر الذّي يَدعُونَ إليه وصار مخالفًا لاتِّباع الشّهوات ما كأنّهم يسمعون ولا كأنّهم يقرأون ولا ينقلون هذا في صُحُفِهم ولا في قنواتهم!. أُنظر مثلاً مشروع الاختلاط في التّعليم الذّي الآن تُدفَع الأمّة إليه دفعاً هذا المشروع الآثم الذّي يُريد به الذّين يتَّبِعون الشَّهوات أن نميل ميلاً عظيماً. نحن نقول لهم تعالَوا العالم الغربيّ ماذا يقول؟ الدِّراسات ماذا تقول؟ ليست دراسات المسلمين، دراسات غربية مُحَكَّمة من جامعات وتُجرى على أعلى المستويات حتى لا يَتفضَّلون علينا بأن ينقلوها لنا في الجرائد والمجلات.!

د. الشّهري: لأنّها تخالف هواهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير