تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: نعم، إذاً المسألة ليست مسألة علمية، ومسألة والله بالفعل وصول إلى حقّ لا، بل (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ?27?). وفي قوله (يريد الله أن يُخفّف عنكم) يا إخواني والله لاحِظُوا هذه الآية أنّها جاءت في غَاية الإحكام في هذا الموطن، أنّ هذا الذّي شرعَهُ الله لكم من هذه الأحكام المُتعلّقة بالنِّساء هو تخفيف وتيسير، بالله عليك لو ذهبت ابنتك إلى المدرسة، وفي الجَامعة تعرَّفَت على شاب، فراوَدَها عن نفسها فاعتدى عليها ثُمّ حَمَلت منه، ثمّ جاءتك ببطن قد امتلأ بالسِّفاح، هذا الابن ليس ابناً لك وليس له أبٌ معروف، بالله عليك أليس ثِقلاً عظيماً عليك؟! هل تُخرج ابنتك أو تُبقيها؟ إن أخرجتها مُصيبة، وإن أبقيتها مُصيبة!. هل ترضى بهذا الابن؟ أو تنفيه؟ إن أتيت به مصيبة، وإن نفَيته مُصيبة!. انظر كيف المشّقة تأتينا.!

الآن العالم الغربيّ يصيح، يقول لي أحد الدَّكاترة ذهبنا إلى إحدى أعظم الولايات في أمريكا، وزُرنا إدارة التّعليم فيها وسألناهم ما هي أعظم مشكلة الآن تمر بكم في التَّعليم، لم تستطيعوا أن تُوجِدوا لها حلاًّ؟ قالوا أبداً، مشكلة حمل القاصرات في الثَّانويات والمُتوَّسطات العامَّة. هذه ما استطعنا أن نجد لها حلاًّ، نحن الحلّ عندنا موجود ولله الحمد والمنّة لكن (ويريد الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (26) يريد الله أن يُخفف عنكم) الأُمّة تلك تعيش مأساة حقيقية، لأنّهم سنويّاً بمئآت الآلاف أنفُس تُقتل، وأولاد الزِّنا يدخلون العالم بلا آباء ولا أُمَّهات بالله عليك اُنظر إلى هذا الابن لا تُعرَف أُمُّه ولا يُعرَف أبوه ويعيش في دُور الرِّعاية، كيف سيكون حاله مع المجتمع؟! (يُريد الله أن يُخفّف عنكم) يعني هذه الأحكام التي شرعتُها لكم وأمرتكم بها هي في حقيقتها تخفيف. صحيح أنّ الحِجاب ثقيل، صحيح أنّ الحجاب فيه شِدَّة على نفس المرأة لأنَّه يَحجُبُهَا، لكنَّه في حقيقة الأمر تخفيفٌ عليكم أيُّها المؤمنون، وعليكُنّ أيُّتُها المؤمنات فإيّاكم إيّاكم أن تُسوِّل لكم أنفسكُم السَّماع والنَّظر إلى هؤلاء المُتَّبعين للشّهوات.

د. الشِّهري: والنِّساء ولله الحمد المؤمنات اللاَّتي يَلتِزمن بهذا يشعرون بهذا وكما قالت فاطمة رضي الله عنها: خيرٌ للمرأة ألاَّ ترى الرِّجال ولا يراها الرِّجال. فِعلاً المرأة التي تلتزم بأحكام الله تَرَى هذا تخفيفاً هي حتى تشعُر به. ولا يتذَّمَر من أحكام الله سبحانه وتعالى ومن هذه التَّكاليف إلاّ من خَفَّ إيمانُه ومن قَلَّ إيمانه. وإلاَّ لاحِظ كيف الله سبحانه وتعالى يخاطبنا الله بوصف الإيمان في آيات الأحكام هنا لاستنهاض فطرة الإيمان في نفوس النّاس. أمّا هؤلاء أصحاب الشّهوات فكما قال الله سبحانه وتعالى (ويريد الذِّين يتَّبِعُونَ الشَّهوات) يعني كأنَّ الشَّهوات هذه يتتبَّعونها تَتَبُّعاً في كل مكان، وهذا والله هُو أصدق وصف يُوصَفُ به أصحاب هذه المشروعات.

د. الخِضيري: إن أذنت لي يا أبا عبدالملك، عندي قصَّة تُؤيّد ما ذكره الدُّكتور عبدالرَّحمن قبل قليل في أنَّ هذا تخفيف من الله، رجل حَصَل له عَقد في المملكة العربية السُّعودية من إحدى الدُّول العربية، لكن امرأته لم تكن مُحَجَّبة كذلك بناته. فكانوا يقولون كيف سنعيش في هذه الدَّولة التي تُلزم النِّساء بالحِجاب؟!، نحن لا نُطيق الحجاب ولا نتحمّله، ولا نعرف كيف سنعيش في بلد ونحن ما نستطيع أن نخرج ولاندخل إلا بهذا الحجاب؟!. فكانُوا يظُنُّون أنّه سيعيشون آصاراً وأغلالاً، ولكن في سبيل طلب مزيد من الرِّزق جاؤوا. لمّا جاؤوا وبدأوا يلبسون العباءة ويَضعُون ما يستُر رؤوسهم ويتحجَّبون. اكتشفوا أمرًا لم يكونوا يفكِّرون فيه كانت الواحدة لكي تخرج في كل يوم مع زوجها تجلس ما لا يقل عن نصف ساعة أمام المرآة، ولا بد تُغيِّر الثيَّاب باستمرار حتى لا تُرى على ثياب مكرورة، الحجاب تبيّن أنّ من فوائده وتخفيفاته ورحمته بالمرأة المسلمة أنّه يُخفِّف عنها عبئاً كثيراً، هي الآن تخرج للسُّوق لقضاء حاجّة لمدة نصف ساعة ما تَحتاج إلاّ أنّها تلبس حجابها تخرج على شكلها الذّي هي فيه وعلى ثوبها وعلى قميصها التي تلبسه في بيتها. بينما لو كانت مُتبرِّجة قبل أن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير