تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تخرج حتى لمدة ربع ساعة لا بد أن تتشيَّك بالكامل، الشّعر مُسَّرح، المكياج كامل، الثُّوب من نوع مُعَيِّن، الحذاء إلى آخره. قالوا فاكتشَفنا فِي الحجاب فائدة ما كُنّا نتوّقع هذا الحجاب، والله إنّ الحجاب كُنّا نظُنّ أنّه عذاب فتبيَّن أنَّه رحمة من الله عزَّ وجل لنا (يُريدُ الله أن يُخَفِّف عنكم)

د. الطيّار: وفي قوله (وخُلِق الإنسان ضعيفا) طبعاً هذه قاعدة عامّة، سواء كان الضَّعف من جهة الجسد.

د. الشِّهري: أو حتى من العقل، والتّفكير، ومعرفة مآلات الأمُور.

د. الخضيري: وأيضاً في قوله (ويريد الذّين يتَّبِعُونَ الشَّهوات) أنَّ هؤلاء المتَّبعين للشَّهوات بيان لحقيقتهم (وخُلِق الإنسان ضعيفاً) لكن إيَّاك أن تتبِّع هذه الشهوات، اتَّبع هُدى الله لتعلم أنّ الله لتعلم أنّ الله بقوّته وعلمه قد هداك الطريق الأقوم.

د. الشِّهري: وهذه الآيات فيها من الإشارة إلى كمال رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده لاحظ (والله يريد أن يتوب عليكم) (يريد الله أن يُخَفّف عنكم) وبالرَّغم من ذلك كيف يُحادّ كثيرٌ من النَّاس ربَّهُ سبحانه وتعالى بالمعاصي وبالذُّنوب، وبالإِصرار على مخالفة هذه الإرادة الدِّينية التي يُريدها الله سبحانه وتعالى من عباده.

د. الطيَّار: في قوله (يُريد الله أن يُخَفِّف عنكم) طلب التَّخفيف والتَّيسير، نشاهد الآن بعض الانحرافات فيه. إذا لم يكن من الله و لا من شرعه فهو ليس تيسيرًا ولا تخفيفًا في الحقيقة، ولذلك قال الله (يريد الله أن يُخفِّفَ عنكم) فالتَّخفيف مرتبط به سبحانه وتعالى فهو الذّي يُشَّرِع، أحياناً بعض النّاس لما ينظر إلى شرع من الشَّرائع يرى أنّ فيه نوع من التَّكليف فيتخفَّف منه بعقله أو بفعله، مثل من تترك الحِجاب.

د. الخضيري: لو أذنت لي أيضاً، لو سُئِلنا الآن قبل آيات تحدّثنا عن حُكم الزَّانية، اللّه عزَّ وجل قال (فأمسِكُوهُنّ في البيُوت حتى يتَّوفَاهُنّ الموت) قد جاء الله لهن السَّبيل وهُو أن تُرجم الثَّيب، وأن تُجلد البِّكر وكذلك في الرَّجل، أين هو التَّخفيف في هذا، أبو عبد الله؟

د. الشِّهري: والله إنّه واضح وظاهر، لأنّك إذا نظرت أنت للأمر أوَّلاً من جِهة الفَرد ومن جِهة المجتمع، أوّلاً من جهة الفرد أنَّه تخفيف عليه من الذُّنوب وتطهير له من الذَّنب الذي وقع فيه. ويَصدُق على ذلك المرأة التي وقعت في حَدِّ الزِّنا فرُجِمت في عهد النّبي صلى الله عليه وسلّم، فبعض الصّحابة شتمها فقال النّبي صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبةٌ لو وُزَّعَت على أهل المدينة لوسِعَتهم. وهذا واضح أنَّ فيه تخفيف، أليس كذلك؟!

الأمر الثّاني بالنِّسبة للمجتمع، أنّ المجتمع عندما تُقام هذه الحُدود، وهذه العُقوبات فإنَّها تحفظ للمجتمع طهارته وأمنه ونَقاءه ويُصبح الإنسان يأمن على عِرضه ويأمن على أبنائه و على بناته في هذا المجتمع النَّظيف، لأنّه مجتمع يطرُد مثل هذا، وهذا من التَّخفيف أيضاً.

د. الخضيري: اُنظر مثلاً يا أبا عبد الله، مثلاً السَّارق لمّا تُقطع يده لا شكّ أنّ هذا شيء ثقيل جِدّاً، كيف يُقطع عُضو مهُم جِدّاً للإنسان في مُقابل دِرهمين أو ثلاثة دراهم سَرَقها؟! هو لمّا تتأمّل عاقبته هو تخفيف. كيف تُحفَظ أموال المجتمع هذه ويأمن النّاس على أموالهم وعلى حُقوقِهم إلاّ عندما تُقطَع هذه اليد؟! صحيح نحن ضحِّينا بيد الإنسان لكن أمن النَّاس كُلُّهم وهذا والله هو عين التّخفيف. لكن لو قيل للمجتمع كلُّهم ترى انتظروا السَّرقة في كل دقيقة، فالمجتمع كلّه مستنفر ولن يستطيع، لذلك نحن نقول هذا كُلُّه تخفيف مع أنَّه قد يظهر لمن لا بصيرة له أنّه تشديد وتثقيل وهذا غير صحيح.

د. الشِّهري: أنا أستغرب الحقيقة من التَّشريعات البشرية عندما تُشَّرِّع للعقوبات، وأنا اطّلعت على بعض القوانين

د. الطيّار: تُراعي حق الظَّالم، ولا تُراعي حقّ المظلوم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير