د. الشِّهري: نعم، أنا أستغرِب في أنّهم لا يُفّكِّرون بهذه الطَّريقة!، بطريقة حماية المجتمع. وأيضاً كَفّ هؤلاء اللُّصوص، يعني ليس في القَوانين الوَضعية قطع يد السّارق، وإنَّما يُعالجون قضية السَّرقة بطريقة لا تَدُل على أنّهم يعرفون نفسيّة هذا السّارق ولا كيف يُفَّكِر! لكنّ الله سبحانه وتعالى عندما أمر بقطع يد السَّارق ثمّ قال (والله عزيز حكيم) السَّارق نفسُه هذه العُقوبة تردعه وتبيّن من خلال التَّاريخ، ومن خلال التّنفيذ، وحتى علم النّفس أنّ هذه العقوبة هي أنسب عقوبة لهذه النَّفسية التي تعوَّدت على مدِّ يدها لأموال النّاس، بل إذا زاد شَرُّه فهو من المُفسدين في الأرض (إنّما جزاء الذّين يحاربون الله ورسوله ويَسعَونَ في الأرضِ فساداً)
د. الخضيري: العجيب أنّ بعض هؤلاء لضعفه، وضعف تفكيره يخلط خلطاً عجيباً فهُو ينظُر للمجتمع الذّي هو فيه، ثمّ لا يَتصوَّر كيف يكون المجتمع المؤمن، يقولون رجل – طبعاً المجتمع الغربي الذّي هو فيه السُّراق فيه كثير وأنّ النّاس ما حلّ بأيديهم فهو حلالٌ لهم- لما سمع أنّه تُطّبَق حدّ السَّرقة في بلادنا، فقال أكيد نصف النّاس هناك مُقَطّعة أيديهم، فيقال أنه جاء إلى هذه البلاد يريد أن يرى كيف تعيش النّاس بيد واحدة دون اليدين، يصوِّر عدد النّاس الذّين قُطِّعت أيديهم، فبحث ما وجد أحداً قُطِعت يده، سبحان الله! هو ما فهم الحِكمة تماماً، إقطع يد واحدة تَكُف مائة ألف يد عن أن تسرق وأن تمتد إلى السَّرقة. إرحم هذه اليد والله تمتد مائة ألف يد للسَّرقة كما هو في تلك المجتمعات.
د. الطيّار: في قوله (يا أيُّها الذّين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) الآن جاء النِّداء بالإيمان مرّة أخرى وجاء أيضا أكل المال، ولكن قال هنا (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلاّ أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم) لو عدنا إلى الآيات السّابقة كانت في النّهي عن أكل مال اليتيم، وهنا يقول (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلاّ أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم) يعني ما صُوَرة أكل المال بالباطل في هذه الآية؟.
د. الشِّهري: صُوَرُه كثيرة جِدّاً، يعني الآن بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الحقوق التي تقدّمت وهذه المُحرّمات، وهذه العَلاقات بين أفراد المجتمع جاء الآن إلى الحديث عن مسألة مهمّة جِدّاً، وتذكرون في أوّل الآيات التي سبقت تحدّثت عن التّركة وعن المال وأنّه يقع فيه مُشَّاحة بين النَّاس، جاء الآن ليتحدّث عن المال وكيف يصير إلى يدك وأنّه يحرُم على المسلم ان يأخذ مال أخيه إلا بِحَقِّه (كُلُّ المسلم على المسلم حرام، دمُه وماله، وعِرضه) فلا يحل للمسلم أن يأخذ من أخيه درهمًا إلا بِحقِّه. فقال الله (يا أيُّها الذِّين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) يدخل فيها السّرقة، ويدخل فيها الغِش، ويدخل فيها الاحتيال، ويدخُل فيها الرِّبا كلها ُّ هذه من أكل أموال النَّاس بالباطل قال (إلاّ ان تكون تِجارةً عن تراضٍ منكم) إلا على وجه المتاجرة فيما بينهم، أو الهِبة أو العطيّة وغيره.
د. الطيّار: نعتذر عن قطع الحديث لأنّ وقت الحلقة انتهى، ولعلّنا إن شاء الله نعود مرة أخرى في الحلقة القادمة لهذه الآية ونُكمل الحديث عنها بإذن الله. ونستأذن الإخوة المشاهدين بأن نُنهي هذه الحلقة، فسبحانك اللهمّ وبحمدك نشهد أنَّ لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
بُثّت الحلقة بتاريخ 14 رمضان 1431 هـ
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[29 Oct 2010, 07:11 ص]ـ
شكر الله لك ياأخت سمر ونفع بك وجعل ما تكتبينه في موازين حسناتك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 07:35 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة الفجر الباسم والشكر تستحقه الأخوات الفاضلات اللواتي ساهمن في هذا المشروع القيم نفع الله بهن وكتب أجرهن وجزاهن بما هو أهله سبحانه هو الجواد الكريم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2010, 09:48 ص]ـ
الحلقة الخامسة عشر:
د. الطَيَّار: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله والصّلاة والسّلام على رسول الله. أيُّها الإخوة والأخوات من هذا المكان الطيّب، نبتدئ حلقتنا لهذا اليوم. وقبل أن نبتدئ بهذه الحلقة لعلّنا نستمع لبعض آياتٍ من سورة النِّساء، ثم نبتدئ بتفسيرها إن شاء الله.
¥