تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)).

بعد أن استمعنا إلى تلاوة هذه الآيات، نعود إلى ما كُنّا قد وقفنا عليه في اللِّقاء السَّابق وكان الحديث عند الدُّكتور- عبد الرَّحمن- حفظه الله في تعليقه على قوله سبحانه وتعالى (وكان ذلك على الله يسيراً) فإن كان هناك إضافة؟

د. الشِّهري: طبعاً كُنّا نتحدّث عن نهي الله سبحانه وتعالى في الآية السَّابقة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا) ثمّ ختم الآية الثّانية فقال (وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)). وكنتُ أشَرت إلى قضيِّة أنّ هؤلاء الظَّلمة الذّين يبغون على النَّاس بغير الحق، فَيُبالغون في ثمن السِّلَع مثلاً، أو يظلِمون النَّاس بِغِشِّهم وأكل أموالهم بالباطل، في الغالب أنّهم لا يرتدعون ولا يردَعُهُم إلاّ السُّلطان أو من يقوم مقامَ السُّلطان، وعامَّةُ النّاس يُعانُون منهم الأَمَّرين من ظُلمِهِم ومِن أكلهم للأموال. وتُلاحِظون حتى في مجتمعاتنا اليوم بعض كِبار التُّجَار الذِّين لا يرقُبُونَ في المؤمنين إلاًّ ولا ذِمَّة، خَسَفُوا بأموال النَّاس خاصّة في أسواق الأسهُم وما يتعلَّق بها، فالله سبحانه وتعالى عقَّبَ في الآية الثّانية فقال (ومن يفعل ذلك عُدواناً وظُلماً فسوف نُصليه ناراً) فكأنَّ الله سبحانه وتعالى يُذَّكِر هؤلاء الظَّلَمَة بقوَّته سبحانه وتعالى وقُدرته عليهم وأنَّ عقابهم والاقتصاص منهم والانتصاف منهم سواءً في الدُّنيا أو في الآخرة فإنّه يسيرٌ على الله سبحانه وتعالى فقال (ومن يفعل ذلك عُدواناً وظُلماً فسوف نُصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً) وهذا تهديد لهؤلاء الذّين يبغُون بغير الحق، لأنَّ الله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن ينتصف منهم وأن يقتصّ منهم.

د. الخضيري: ننتقل بعدها إلى قول الله عزَّ وجل إلى قوله (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)) الحقيقة هذه الآية من آياتِ البَشائر العظيمة في هذه السُّورة وحُقَّ لِكُلِّ مؤمنٍ أن يفرحَ بها. وقد ثبت عن إبن مسعود وابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما في ذلك أنّهم كانوا يفرحون بآيات من سورة النِّساء منها هذه الآية، ومنها قول الله عزّ وجل (إنّ الله لا يغفِرُ أن يُشرِك به ويغفرُ ما دُونَ ذلك لمن يشاء) يجعلونها من آيات الرَّجاء. فَحُقَّ للمؤمن حقيقة أن يقرأ مثل هذه الآية فيستبشر بها ويحرص على العمل بها. طبعاً معناها أيُّها المؤمن إن اجتَنَبت الكبائر من الذُّنوب فإنَّ الله سبحانه وتعالى يتكفَّلُ لك بتكفيرِ الصَّغائر وعداً منهُ كريماً قد وعد به عباده المؤمنين وعفَا به عنهم هذه الصَّغائر واللَّمم الذِّي يُلابِسونه ولا يكادون ينفَكُّونَ عنه. هذا طبعاً يدعونا إلى أن كل مسلم يريد أن يتحقّق بهذه الآية لا بد أن يعرف ما هي الكبائر، حتى يجتَنِبها ويبتعد عنها يجعلها على جَنبٍ وهُو على جَنب. قال (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)) لاحِظُوا يا إخواني قاعدة القُرآن أنَّ المُدخَلَ الكريم هذا ما تأتي إليه إلاَّ بعد تكفير السَّيئات،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير