تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وغُفران الذُّنوب، والتطهير أو التخلية التي تكون قبل التحلية.

د. الطيَّار: إذا دخلنا الآن في قضيِّة الكبائر، الآن لمّا قال (إِنْ تَجْتَنِبُوا) أي تتركوا جانبًا (كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) وقُرِئ (كبيرة ما تُنهَونَ عنه) الكبائر كما نعلم أنّه ورد أحاديث صريحة بالسَّبع الموبقات (اجتنبوا السَّبع الموبقات) فنقول إنَّ الكبائر يُمكن أن تُقسَم إلى قسمين: قسمٌ نصَّ عليه الشّارع صراحةً وهي المذكورة في السَّبع الموبقات

د. الخضيري: وفي حديث "ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر قال الشِّرك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكأً فجلس قال ألا وشهادة الزُّور ألا وقول الزُّور فما زال يُكَرِّرُها حتى قُلنا لَيته سَكَت."

د. الطيّار: نعم، فإذاً هناك كَبائر منصوص عليها، فالمنصوص عليه لا خِلاف فيه أنّه من الكبائر، لكن هل هي الكبائر فقط أم لا؟ أيضاً يكاد يقع اتّفَاق العلماء على أنّها ليست هي الكبائر فقط، بل هناك أيضاً كبائر وغيرها. يعني اختلف العُلماء في حدّ الكبيرة فبعضهم قاس على الكَبائر المذكورة السَّبع وبعضهم نظر إلى أمور أُخر مثل من قال الكبيرة كلُّ ما توعّد الله عليه بنارٍ، أو بلعنةٍ، أو بغضب.

د. الخضيري: أو بِحَدٍّ في الدُّنيا

د. الطيّار: أو حدٍّ هذا قيد آخر، عند آخرين أنه ما تُوِّعِدَ عليه بحدّ. فنقول كُلّ هذا الخلاف لا شك الذّي بين العُلماء يجعل الإنسان المسلم أيضاً يتخوَّف من الوُقوع في الذَّنب. ولهذا الماوردي أشَار إلى لفتة جميلة جِدّاً في هذا المقام في أنّ الكبائر التي لم يُنَصّ عليها كونُه لم يُنَصّ عليها لكي يتَّقِيَ المسلم الذُّنوب بعامّة وأنّها قد أُخفيت كما أُخفيت ليلة القدر، أو ساعة الإجابة من يوم الجُمعة أو غيرها فهو وازَنها بهذا. لكن نقول هذا ملحظ لَطيف، لكن يبقى أنَّ الكبيرة لا شك أنّه ما دام يوجد كبيرة فيوجد صغيرة ولذا الله سبحانه وتعالى قال في سورة النّجم (الذِّين يجتنبُون كبائر الإثمِ والفَواحشَ إلاّ اللّمم) فقَسَم الكَبَائر والفَواحش مع اللَّمم وهي الصَّغائر التِّي تُكَفِّرها الصَّلاة، تُكَفِّرها العُمرة بعد العُمرة، والحجّ بعد الحجّ، وتُكَفِّرها الأعمال الصّالحة. فما بَقِي منها فهو موكول إلى رَبِّ العالمين سُبحانه وتعالى.

د. الخضيري: طبعاً العُلماء لهم في هذا - مثل ما أشَرت يا دُكتُور مساعد- مَسلكان، منهُم من يَعُدُّها عَدّاً، ومنهم من يَحُدُّها – كما أسلفتم- حَدّاً، يجعل هُناك تعريفاً أو ضابطاً تُضبَط بِهِ الكَبائر فقالوا كُلُّ ذَنبٍ له حَدٌّ في الدُّنيا أو وعيدٌ في الآخرة فهُو من الكَبائر- هذا واحد هؤلاء الذَّين حَدُّوا- أمَّا الذِّين عَدُّوا لا جعلوها معدودة قالوا الشِّرك، السِّحر، قذف المُحصنات الغافلات، أكل مال اليتيم، قولُ الزُّور إلى آخره. إبن عبَّاس رضي الله عنهما لمّا سأله أحد النَّاس قال: أتُرَاها يا ابن عبّاس سبعاً؟ قال: هي إلى السَّبعين أقرب، يعني أنَّها كثيرة ولذلك أنا أقول الحقيقة أنّه ينبغي لكلِّ مؤمن أن يتعلّم ما الذّي قيل فيه أنّه كبيرةز فإذا تعلَّم ذلك وعَرَف أنّ هذه كبائر يحرص على اجتنابها ليظفر بهذا الوعد الكريم من الله سبحانه وتعالى. وبهذا الخُصُوص ممكن نذكر لإخواننا المُشاهدين بعض الكُتُب التّي عُنِيَت بذكر هذه الكبائر أشهرها طبعاً "كتاب الكبائر" للذّهبي، وهو كتاب مختصر وذَكَر فيه قُرَابة السَّبعين أو ثلاثة وسبعين كبيرة، وهُناك كتاب" الزَّواجر عن اقتراف الكبائر" لابن حجر الهيثمي رحمه الله فقد ذكر فيه ما يزيد على أربعمائة كبيرة، في كل كبيرة يذكرها يأتي بالدَّليل على انطباق الحدّ عليها، أنّه تُوُعِّدَ عليها بحدّ، أو لعنة، أو شيء من هذا القبيل ويذكر الأحاديث الواردة في ذلك – رحمه الله-

د. الشِّهري: طبعاً، هُناك فائدة في هذا دكتور محمّد، الآن عندما يقرأ المسلم هذه الكبائر ويطَّلع عليها لا شكّ أنّ المسلم ينبغي أن يأخذ نفسه بـ"خَلِّ الذُّنوبَ صغيرها وكبيرها ذاكَ التُّقى"

د. الخضيري: لكن من ذا الذي يستطيع أن يسْلَم؟!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير