تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: لو أذنت لي، أنتَ أشرت يا دكتور عبد الرَّحمن إلى أنّ الذُّنوب مراتب، وكذلك الإيمان مراتب وهذا يُستفاد من هذه الآية، فإذا كانت الذُّنوب مراتب، كبائر وصغائر، فأكيد أن الإيمان والطّاعات مراتب، والإيمان أيضاً درجات والنَّاس يَتفاضَلُون فيه ولذلك مذهب أهل السُّنة أنَّ الإيمان يزيد وينقُص، وهذا شيء نَلحَظُه من أنفسنا أنت في لحظة تعلم من نفسك أنَّ إيمانك ومحبَّتك لِرَبِّك ورغبتك في القُرب منه غير تلك اللَّحظة التي تجِد من نفسك فيها الثِّقل والابتعاد والرُّكون إلى الدُّنيا، بل والرُّكون أحياناً- نسأل الله العَافية- إلى المعصية في مَحبَّتها، وقُرب قَلبك منها أو قربك إليها فهذا يُستفاد من دلالة الآية، مفهوم المخالفة.

د. الشّهري: جميل جِدّاً، الآية التي بعدها في التَّمني (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) تُلاحظون الحديث في السُّورة سورة النِّساء، والنِّساء في الغالب – حتى قد سألت بعض الصّحابيات أظُنُّها أم سلمة أو غيرها النّبي صلى الله عليه وسلّم قالت يا رسول الله، الرِّجال يَحُجُّون، ويجاهدون ويفعلون فما لنا نحن النِّساء؟ فالمرأة تجِد أحياناً في نفسها رغبة أو تَمنّي أنّها كانت رَجُل. كثيراً منهُنّ تسمعها تقول لِيتني كُنت رَجلاً! لكُنتُ فعلتُ وفعلت وفعلت.

د. الخضيري: ما تدري!.

د. الشِّهري: ولذلك هذا الشُّعور، الله سبحانه وتعالى أشار إليه في مثل هذه الآية فقال (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) الآية فيها دِلالة على أنّ الله سبحانه وتعالى فعلاً فضَّلَ الرِّجال على النِّساء وقال (وللرِّجال عليهِنَّ درجة) وقال (الرِّجال قوَّامُونَ على النِّساء) وذَكَر أوجه تفضِيل لجنس الرِّجال.

د. الخضيري: وليس لأفرادهم

د. الشِّهري: وليس لأفرادهم. بعض النِّساء خيرٌ من كثيرٍ من الرِّجال

د. الخضيري: عائشة أمِّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها خيرٌ من ملايين من الرِّجال.

د. الشِّهري: السؤال هل هذا النّهي يدل على تحريم هذا الفعل؟ بمعنى أنّ المرأة التي تقول يا ليتني كُنتُ رجُلاً، هل نقول أنّتِ قولِك هذا حرام؟ هل يُفهم هذا من هذه الآية يا شيخ محمد؟

د. الخضيري: طبعاً الآية لو فصَّلنا في مدلولها (ولا تتمنَّوا ما فضَّل َ الله به بعضكم على بعض) لو قال (لا تتمنَّوا مثلَ) لكان هنا إشكال، بمعنى أن تمنّي المثل جَائِز أنا أتمنى أن يُعطِيَني الله علماً مثل علم فلان من العُلماء، أو مالًا مثل مال فلان، هذا لا إشكال فيه لأنّهَ ليس فيه تسَّخُط لِقَضاء الله، وفيه طلب لفضل الله.

د. الطيار: هذه الغبطة

د. الخضيري: نعم، لا تتمنّى ذاكَ الشَّيء الذّي عند فلان، من زوجة أو ولد أو علم أو مَال أو جَاه أو أيّ شيء من هذه الأشياء أن يكونَ هو هُو بذاته عندك، ولذلك قال في آخر الآية (واسألوا الله من فضله) يعني بدل ما تَحصُر نَفسِك وتقَصُرها على أن يكون هذا الشَّيء إمّا أن يكون لك أو له يا أخي إسأل الكريم من فضله.

د. الطيَّار: كأنّ يقول (ليتَ فلانة زوجتي) وهذا حكاه بعضُ السَّلف وهُو يُعيِّن فلانة، لكن لو قال (لَيتني يُعطِيني مثل فُلانة) هذا يختلف لاحظ الآن الفَرق!. لمّا تقول (ليت فُلانة زوجتي) وهي في عصمة رجل آخر هذا من تمنِّي ما فَضَّلَ الله به بعضهم على بعض.

د. الشِّهري: وهذا لا يجوز

د. الخضيري: هذا عين الحسد،

د. الطيار: أو المرأة تقول مثل ذلك تقول ليت فلانًا زوجي لكن قد تطلب شيئًا آخر.

د. الخضيري: وفي المسألة التي ذَكَرها الدُّكتور عبدالرَّحمن تنصيصاً يعني كَون المرأة تتمنى شيئاً لا يُمكن أن يَحصُل لها، هذا يدخل في باب التَّسخُط لِقَضَاء الله وقَدَره، ولِذلك نقول لكل إنسان ينبغي له أن يعمل في حُدود المُتَاح، ترى يمكن لو كُنت في غير هذه المنطقة، أو في غير هذا المكان، أو في غير هذا الوصف ما عَمِلت!. مثل ما قال ذاكَ الرَّجُل لحُذيفة بن اليَمَان لَيتنا كُنَّا مع رسول الله، ما تركناه يمشي على الأرض! قال اسكُت يا فُلان، فقد كُنّا مع رسول الله وذكر الموقف الذِّي كان في غزوة الأحزاب، وأنّ كثيراً من النَّاس في ذلك الموطن تردَّدوا وحصل عندهم إشكالات وكان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير