تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2010, 09:51 ص]ـ

الحلقة 16

تأملات في سورة النساء من الآية (32) إلى الآية (34)

د. الطيار: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, نعود إليكم مرة أخرى أيها الإخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات في هذا اللقاء في سورة النساء, ولعلنا نبتدئ بقراءة الآيات قبل أن ندلف إلى ما فيها من المعاني فإلى التلاوة:

(وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُل بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32) وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33) الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34))

بعد أن استمعنا لهذه الآيات الكريمات لعلنا نعود إلى ما وقفنا عليه في اللقاء السابق وكان الدكتور عبد الرحمن حفظه الله وقف عند علامة الوقف أو اختلاف علامة الوقف بين الطبعة الأولى والطبعة الثانية لمصحف المدينة النبوية.

د. الخضيري: في أي آية؟!

د. الطيار: في قوله سبحانه تعالى: (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ) في الطبعة القديمة وضعوا علامة الوقف الأوْلى, وفي الطبعة الجديدة وضعوا علامة الوقف الجائز. طبعًا الوقف الأوْلى يفهم منه أنّ الوقف أوْلى من الوصل وإن كان الوصل لا بأس به ولكن درجته أقل من الوقف, بمعنى أنّ علة الوقف مقدمة على علة الوصل, وهنا قالوا الوقف جائز ومعناه: استواء الطرفين, فعلة الوقف وعلة الوصل سواء. وإذا وضعوا الوصل أوْلى فأيضًا إنّ علة الوصل مقدمة على علة الوقف فكأن الوصل يكون أوْلى, وهنا عندنا الآن صار خلاف بين الطبعتين وكان الدكتور عبد الرحمن يتكلم حول هذا الاختلاف فلعلنا نعيد نفس الحديث مرة أخرى.

د. الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم, أنت كنت أشرت إلى أنّ (إنّ) إذا كانت في مثل هذا الموضع في قوله: (إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) فإنها تحتمل معنيين: إما أن تكون للاستئناف, وإما أن تكون للتعليل, فتأملت فوجدت أنها إذا كانت للاستئناف فإن الأفضل أن يكون علامة الوقف الأوْلى "قلي" وهي موجودة في الطبعة الأولى, واذا كانت للتعليل فإنها الأوْلى أن تكون علامة الوقف الجائز.

د. الطيار: أو نقول "صلي"

د. الشهري: أو "صلي" ما المكتوب عندك؟

د. الطيار: مكتوب جائز

د. الشهري: مكتوب جيم

د. الطيار: لكن إن قلنا إنها للتعليل فقط يكون الوصل أوْلى, وإذا قلنا أن (إنّ) تحتمل التعليل والوصل سواء لا التعليل والاستئناف سواء "جيم" , فأنا جاءتني فكرة طرحتها ذلك الوقت وهي فكرة: هل يراعي الآن التفسير الميسر على هامش المصحف؟! هل روعي في بيان المعنى اختلاف اجتهاد لجنة المصحف نفسها يعني الذين وضعوا علامة الوقف الأوْلى كانوا يرجحون معنى, أليس كذلك؟!

د. الخضيري: بلى

د. الشهري: فهل اتبعه الذين كتبوا التفسير الميسر والذين رأوا أنه علامة الوقف الجائز هل روعيت أيضًا هذه في التفسير؟!

د. الطيار: جميل كيف تراعى؟!

د. الشهري: تراعى في صياغة المعنى

د. الطيار: أو في علامة الوقف أو في علامة الترقيم؟!

د. الشهري: ممكن في علامة الترقيم لكن أتصور أنه لو يعبر في صياغة المعنى

د. الطيار: في صياغة المعنى قالوا: واسألوا الله الكريم الوهاب يعطكم من فضله بدلًا من التمني إن الله كان بكل شيء عليمًا

د. الشهري: نفس هذا بالضبط

د. الطيار: فمعنى هذا أنه

د. الشهري: ما انتبهوا للنقطة هذه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير