تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الشهري: في قوله سبحانه وتعالى: (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا) هذه رواية حفص, ورواية قالون عن نافع: (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِرهَا) فأنت عندما يفسر المفسر هو معتمد على رواية قالون فيقول (ننشرها) من النشر وهو: البعث, وتأتي أنت تكتب مثل الآية بحفص ما يفهم هذا ما معنى (ننشزها) فيتهم المفسر ويقول بعضهم الشوكاني هذا يتجاوز عن بعض الكلمات الغريبة ولا يشرحها لماذا؟! يقول: (ننشزها) هذه ما نتبه لها مثلًا

د. الطيار: وهذه قيمة كتابة التفسير على حسب رواية المفسر

د. الخضيري: وأمر آخر يا أبا عبد الملك وهو أن يعطى كل علم إلى أهله لأنه إذا جاء المحدث مثلًا أو المؤرخ وبدأ يحقق في كتاب في التفسير سيقع في هذه المطبات بلا شك لكن المفسر المتمكن صاحب الشأن سيعلم هذا ويعرف من أين جاء الإشكال ويحله

د. الطيار: هذا صحيح، ننتقل إلى الآية التي بعدها

د. الخضيري: وهي أيضًا فيها قضية في الوقف قال الله عز وجل: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ) يعني ممكن أن تقرأ: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ) / (الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ) فيكون بدلًا أو استئنافًا

د. الطيار: لا تصلح استئناف يا شيخ

د. الخضيري: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ) ثم تقف (الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ) هم الموالي يعني هم وارثون وليس موروثين , الآن الوالدان ما إعرابها؟!

د. الطيار: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ) صار فاعلًا هنا على الوصل

د. الخضيري: ويمكن أن تُقرأ أيضًا ويكون لها معنى آخر وان كانا متلازمين في الجملة أو يؤديان نفس الغرض: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ) ترك الميت

د. الطيار: جعلنا موالي له مما تركه هو

د. الخضيري: نعم من هم الموالي؟! الوالدان والأقربون

د. الطيار: هم الوالدان والأقربون على سبيل التفصيل

د. الخضيري: قصدي هذا يتصل بموضوع الوقف وهذا قول للمفسرين ممكن تجد بعض المصاحف يقول (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ) - (علامة الوقف جيم) - (الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ)

د. الطيار: وهذا يدل على أهمية معرفة المعنى ومعرفة التفسير وأنا وجدت الداني له عناية كبيرة جدًا بالتفسير المكتفى

د. الشهري: المكتفى في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني هذا كتاب ممتاز

د. الطيار: يرتب عليه الوقف يقول: وجاء في التفسير ثم يقول, أو يقول: الوقف كذا وكذا جاء في التفسير, يعني يربط الوقف بالتفسير

د. الشهري: هل يا دكتور بحكم خبرتك في هذا, هل المفسرون تبع لمن وضع علامات الوقوف أو العكس برأيك؟!

د. الطيار: لا، هو الأصل العكس طبعًا, أنا رسالتي عنوانها "الوقف وأثره في التفسير" ونبهت في المقدمة أن الوقف هو في الحقيقة أثر من آثار المعنى

د. الخضيري: فرع عن التفسير

د. الطيار: فرع عن التفسير, يعني الذي وضع علامات الوقف يفهم المعنى يفسر ثم يضع وليس العكس. مثلًا على سبيل المثال: لما يأتي السجوندي عند آية المتشابه فيقول: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ) ثم يضع (ميم) يعني وقف لازم, لماذا وضعت لازم؟! يقول: لأنه لايعلم أحد المتشابه إلا الله سبحانه وتعالى, يعلِّل، فسّر، إذن هو فهم هذا المعنى ثم وضع العلامة وهذا هو الأصل. لكن نحن الآن ننطلق من الوقف الموجود في المصاحف لنفهم المعنى فهذا الحقيقة صار ماذا؟! بعد العمل. لكن المتقدمون ليس الأمر عندهم هكذا وإنما يفهمون ثم يفسرون, حتى السلف لما تكلموا عن بعض معاني الوقوف يقول: هذه مفصولة لما يقول هذه مفصولة فإنهم يريدون ماذا؟!

د. الشهري: وقف لازم

د. الطيار: يريدون الوقف اللازم المقصد أن هذه الآية أو هذه الجملة لا علاقة لها بالجملة مثل آية آدم: (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)

د. الخضيري: (فلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير