تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الطيار: فيجعلون (فلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً) مقطوعًا عما قبلها فتكون هذه مفصولة هذا من المفصول وهكذا, فإذن المقصود أن الوقف هو أثر من آثار التفسير و بيان المعنى

د. الشهري: الحقيقة علم شريف أغفلناه وتهاونا فيه!

د. الخضيري: بل حتى في دروس التلاوة كثير من الطلاب وكثير من الأساتذة يهتم بتطبيق أحكام التجويد ولا يعلم الطلاب كيف يعتنون بهذه المواقف, وأنا أرى هذا يا دكتور مساعد الآن ونحن ندرِّس الطلاب يجب أن نتواصى على العناية بتعليم الطلاب والتأكيد عليهم خصوصًا إذا كان يقرأ نظرًا، يا أخي بين يديك لماذا لا تعتني بها؟! لماذا العلماء وضعوها واعتنوا بها وكتبوها في المصاحف وفرقوا بين علاماتها؟! لأجل أنت أن تفهم المعنى من خلالها

د. الطيار: وليسمح لي بعض المقرئين لأن بعض المقرئين لا يفهم المعاني, ليس عنده فهم للتفسير كي يبين للطلاب, ولهذا أيضًا أقول يجب أن يجتنب بعض الوقوف التي يعتبر الوقوف فيها غرابة أو شذوذ وكثرت الآن مع الأسف العناية بها (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ) / وقف/ (عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) ويعني هذا وقف صحيح أن المعنى قد يكون مليحًا لكن هذا ليس المراد. أحيانًا يأتي إلى آية ويفصلها عما قبلها أو ما بعدها بطريقة الوقف غير ناظر إلى نظم القران العربي مثلًا بعضهم يأتي إلى قول الله سبحانه وتعالى وذكرتها كثيرًا (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) ثم يقول: (المجيد فعال لِّمَا يُرِيدُ) فيجعل (المجيد) مبتدأ وخبره (فعال لما يريد) وبناء على قراءتك الآن جمعت بين معنيين مرة يكون (المجيد) خبرًا ومرة يكون (المجيد) مبتدأ فهل هذا يصح؟! هذا فيه إخلال بنظم القرآن

د. الشهري: ولو كان المعنى صحيحًا

د. الطيار: ولو كان المعنى صحيحًا لأن (ذو العرش) بناء على قراءتك الثانية انقطع عن المعنى (ذو العرش) ماذا؟! لاحظت فأحيانًا ألاحظ أن بعضهم يعتني بهذا الأسلوب

د. الخضيري: أنا اسمح لي أن أشير في هذا الموطن إلى أن بعض من يفعل ذلك وخصوصًا في الصلاة وفي صلاة التراويح يريدون بذلك الإغراب. والإغراب الحقيقة بوابة من بوابات الشيطان على النفس الإنسانية من أجل أن يُذكر الإنسان وان يُشهر وأن يقول الناس جاء بجديد! عرف شيئًا لم يعرفه أحد, نقول: لا عليك بالعتيق, عليك بالذي عليه الكبار تراه ٌ لك, ما لم يعلمه أولئك ترى لا خير لك في علمه, ولذلك نقول: انتبهوا إلى هذه المداخل مداخل النفوس في كون الإنسان يريد أن يلفت أنظار الناس, ونخشى أن يدخل صاحبه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلّم علمًا ليباهي به العلماء ويجاري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس فالنار النار) نخشى أن هذا يدخل فيه, فأنا أحذر طلاب العلم وأحذر القراء وأحذر أئمة المساجد من سلوك هذه الجادّة التي يكون للإنسان فيها مدخل أو للنفس فيها مدخل وهو لايتبينه

د. الطيار: وأنا أقول ليس وجود المعنى في نظرك هو كافٍ في أن تقف أو لا تقف

د. الخضيري: هل يليق هذا المعنى؟ هل هو فخم؟ جميل؟!

د. الطيار: انظر إلى ما قبله وما بعده

د. الشهري: من الأمثلة التي يذكرها أحدهم قال في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ)

د. الطيار: من القيلولة

د. الشهري: (فقال) من القيلولة مناسب للمعنى هو فعلًا تولى على الظل وقال

د. الطيار: حرّف المعنى

د. الشهري: ثم يقول: (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)

د. الخضيري: ثم يعيدها مره ثانية؟ (قال) يستعملها مرتين؟

د. الشهري: نعم طبعًا لأن مقول القول جملة (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) هذه مقول القول أصلًا ليس للقيلولة مدخل في هذا الموضوع مع إنها مستقيمة (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ)!

د. الخضيري: دعونا نرجع إلى معنى الآية، أرى أن هذه الآية تُشْكِل على من يقرأ لأنه قد لا يدرك معنى كلمة موالي ولا يدرك أيضًا النظم في الآية. يقول الله عز وجل: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ) يعني لكل أحد من الناس جعلنا ورثة، هذا المقصود

د. الشهري: يعني ما في أحد مقطوع من شجرة كما يقولون , يجب أن يكون له وارث

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير