د. الخضيري: نعم وهم سيرثون ماله, المقصود أن هذا المال سيكون لهؤلاء الموالي الذين يلونه وهم ورثته (ولكل جعلنا موالي) أي ورثة (مما ترك الوالدان والأقربون) الذي تركه الوالدان والأقربون لهم ورثة سيأخذون ذلك المال (الوالدان والأقربون) فاعل لقوله (ترك) فيكونون موروثين هنا. على الوقف الآخر (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ) /وقف/ (الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ) الوالدان والأقربون: أي هم الذين يرثون هذا المال فهم الموالي
د. الطيار: لكن هذا أضعف
د. الخضيري: أضعف طبعًا, الأول أوْلى نعم
د. الشهري: أي الموالي هم الورثة
د. الخضيري: نعم الموالي هم الورثة، الموالي ترد في القرآن على معاني
د. الشهري: لكن في هذه الآية هم الورثة لأنهم هم الذين يلونه ثم الذين يلونه ثم الذين يلونه
د. الطيار: أنت أبو عبد الله قلت أمرين: الأمر الأول أن الإشكال بسبب عدم معرفة المراد بالموالي والأمر الثاني نظم الآية, كيف نظم الآية؟!
د. الخضيري: لما يقول ولكلٍ جعلنا (كلٍ) هذه هي (كل) تضاف
د. الشهري: تنوين العوض
د. الخضيري: وفيها تنوين يسمى تنوين العوض هي إذا أضيفت إلى الظاهر ظهر
د. الطيار: لكل واحد منكم
د. الخضيري: منكم، أما إذا جاءت (كلٍ) يقول (كلٍ) ماذا؟! يقال لكل إنسان موالي يرثونه، هذا المقصود
د. الطيار: (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ)؟
د. الخضيري: كلمة موالي يا أبا عبد الملك هي حقيقة ترد على عدد من المعاني على أساس أبينها لإخواننا
د. الطيار: هي تدخل في الوجوه
د. الخضيري: في الوجوه والنظائر تأتي بمعنى: النصير, كما في قول الله عز وجل: (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) وأيضًا تطلق على الذي يتولى على غيره, كما في قوله: (فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ). تطلق أيضًا على المعتق كما في السنة (إنما الولاء لمن أعتق) وتطلق أيضًا على العتيق مولى القوم من أنفسهم, وتطلق على متولي الأمور من ملك أو أمير أو وزير أو والي يسمى ولي الأمر, أيضًا ومن معنى المولى أيضًا المشايخ لأنهم يتولون أمور الناس بالعلم
د. الطيار: أنا كنت أفكر في هذه الفكرة لماذا ما يؤلف كتاب يجمع وجوه النظائر في الكتاب والسنة معًا؟ ما ورد في الكتاب بمعنى وما ورد في السنة بنفس المعنى فهذا يكون أوسع
د. الخضيري: (مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) وفي قراءة (عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) (فآتوهم نصيبهم) هذا طبعًا يشير إلى شيء كان موجودًا
د. الطيار: في أول الإسلام
د. الخضيري: نعم وهو المعاقدة التي تكون بين رجلين وكانت معروفة في الجاهلية. يتعاقد اثنان على أن يكون بينهما الدم الدم والهدم الهدم ويتوارثان حتى أنه يقول: أن ترثني أو أورّثك ثلث مالي وتورثني ثلث مالك, من شدة المعاقدة التي بينهما. فالله عز وجل أمر أن يوفى بهذه العقود وهذا الإسلام لا يأتي إلى شيء فيه خير إلا ويزيده شدة ويؤكد عليه. الآن يبقى قضية واحدة في هذه المعاقدات وهو ما يتصل بالميراث هذا نُسِخ بما شرعه الله عز وجل وبيّنه من أن المواريث إنما تكون للقرابات ولا تكون للولاء والمؤاخاة
د. الشهري: هذا ذكرني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) فيه إشارة إلى أن القرابة هي سبب وجيه أو سبب وثيق للإرث وأن حق الجار من كثرة ما وصى به جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم حتى ظن أنه ربما سيجعل له نصيبًا في الميراث من شدة التوصية به
د. الطيار: (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا) ما مناسبة الآية؟!
د. الشهري: كأنه يظهر لي أن الله سبحانه وتعالى يشير إلى أنه إذا وقعت المعاقدة بينك وبين أحد, طبعًا هذه كما تفضلت نُسِخت, وقد لا يعرف ولا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى وأنت والرجل هذا الذي وقع بينك وبينه المعاقدة والمحالفة فالله سبحانه وتعالى يدعو للوفاء بهذا العقد في هذه المعاقدة التي تمت بينك وبينه وأنه إن لم يكن هناك من يشهد على هذا فإن الله تعالى كان على كل شيء شهيدًا, هذا يظهر لي
¥