د. الخضيري: نعم هذا هو، في جانب الوفاء الله شاهد عليها ومطّلع فإياكم أن تخيسوا بالعهد وتنقضوه!
د. الشهري: تلاحظون إخواني سبحان الله إلى الآن ونحن تكلمنا عن 33 آية فيها الكثير من الحقوق المالية والحقوق التركات والحقوق العلاقات وفي كل آية يؤكد الله سبحانه وتعالى على مراعاة الوازع الديني -إن صح التعبير- يعني وهذا حقيقة جانب تربوي نحن غفلنا عنه اليوم كثيرًا والذين يسنّون العقوبات الآن والغرامات وإلى آخره لكي يلزموا الناس بتنفيذ الأنظمة وما يتعلق بها ويغفلون عن جانب تربية الوازع الديني عند المسلمين وعند المرء بحيث أنه يكون الإنسان على نفسه بصيرًا وأيضًا قائم على نفسه
د. الطيار: تحتاج هنا على تربية مجتمع
د. الشهري: تلاحظ هنا: (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا) , (إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) , (إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) يعني يربي في الإنسان هذه المعاني أعمال القلوب مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية سواء في الحقوق التي بينك وبين الخلق أو بينك وبين الله تعالى, والحقيقة أنها تصل بالمسلم إلى درجة من الشفافية وأنه يصبح هو وضميره القائم عليه أشد محاسبة له من الدولة أو من أي نظام
د. الطيار: بالفعل الأكثر قد نزعت منه هذه الجوانب جوانب المراقبة والتقوى فيقع منه ما يقع ولهذا قلّ أن تعرف إنسانا أمينًا, يعني الأمانة هي مطلب عظيم جدًا ولهذا تربية أو إعادة المجتمع إلى هذه التربية مطلب, وأنت لما ذكرت قضية سنّ القوانين سبق أن نبهنا كثيرًا على أن هل هي مشكلة أو ان الجانب العلمي كان هو السبب والأثر فيها يعني كتب الفقه كانت تخلوا من هذا الجانب
د. الشهري: بمناسبة نظام المرور الجديد
د. الطيار: ساهر
د. الشهري: ساهر هذا هو نظام ساهر أن يكون فعلًا الرقيب هنا داخلي الرقيب داخلي ساهر أن يراقب الإنسان نفسه في السر والعلانية
د. الخضيري: ولذلك أنا أقول أن الدولة النبوية نجحت في أنها جعلت ليس شرطي المرور عند الإشارة, جعلت شرطي المرور في القلب, الجندي في داخله, ولذلك لما نزل قول الله عزو جل (فهل انتم منتهون) يقول امتلأت شوارع المدينة بالخمر! لماذا ما أخفوها الصحابة؟! لماذا ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم تفتيش على البيوت وجرد لكل الزقاق والدنان والأواني والأوعية التي كانت فيها الخمر؟! تجرد بالكامل وإحصاء والى آخره؟!
لأنه ما في داعي، الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ وأعظم مما يفعله الناس. ولذلك نقول الآن أن ما تفعله كثير من الدول من إضعاف الوازع الإيماني والتأكيد على سنّ النظم والقوانين والتخويف بالسجون والأموال وغيرها أن هذا مهما بلغوا فيه من القوة لن يزيدهم إلا ضلالًا, فالآن أمريكا هي من أبلغ الدول في هذا الجانب رقابة وكاميرات وأنظمة والى آخره وكل هذه لها أثر في تنظيم الناس لكن يستطيع الناس أن يتجاوزوها يعني إذا انقطعت الكهرباء تصبح الدنيا فوضى!
د. الشهري: يعني مفترض القائمون على الأنظمة في العالم الإسلامي يعني في دولنا الإسلامية وهم ينظرون إلى هذه الجوانب والأنظمة والقوانين أنهم يكثفون جانب التوعية الدينية والإسلامية والروحية وتعزيزها, يعني الآن لماذا لا تشارك المرور في دعم حلقات القران الكريم وتدبره وفهمه حتى تخفف من الحوادث بدل أن تركز على جانب أنظمة مثل أنظمة ساهر وغيرها التي هي في الحقيقة تدعوا الناس إلى العناد أحيانًا؟ يعني يصبح الآن ينظر هل كاميرا ساهر هذه موجودة الآن أو لا؟! إن كانت موجودة مشى على مهله وان كانت غير موجودة بالغ في المخالفة!
د. الخضيري: أنا كنت في المجر فأمشي مع أحد الإخوة في طريق في سفر بين مدينتين المهم ونحن نمشي السيارة التي أمامنا يصنع إشارة معينة إذا قابلناه، فالرجل يضحك يعني السائق فأقول ما يضحكك؟! يقول: هذه إشارة بيننا في الطرقات, ترى قدامك هناك سيارة رصد إنتبه فيخفف السرعة إلى أن يتجاوز سيارة الرصد ثم يعود إلى ما كان عليه
د. الشهري: ما استفدنا شيئًا!
د. الخضيري: والناس تعودوا عليها والإشارة تُفهم بسهولة يعني لما يقولك مثلًا كذا وهو مثلًا يسير في الطريق خلاص يفهم كل إنسان مرّ به ترى في سيارة قدام انتبه لها
¥