تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الطيار: والله أعرف حتى عندنا التكنيس. إذن الوازع إذا كان من ذات الإنسان إذ لا شك أن أمور كثيرة جدًا ستصلح. لما قال (إن الله كان على كل شيء) لاحظوا في الأولى قال: (إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) والآن قال: (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا) يعني لاحظ المعنى, طبعًا العلم والشهادة متداخلان، العلم قد يكون أوسع من الشهادة في جانب والشهادة أوسع من العلم في جانب

د. الخضيري العلم يصل إلى البواطن والشهادة تكون على الظواهر يظهر لي والله أعلم, فلذلك آثر هناك أن يقول (كان بكل شيء عليمًا) العلم داخل في كل شيء والشهادة هنا يعني ما يتصل بالرؤية والنظر والاطلاع والرقابة

د. الطيار: وأيضًا لاحظ (عقدت أيمانكم) العقد يحتاج إلى ماذا؟! إلى شهادة, فإيثار لفظ الشهادة أيضًا هذه أحد مناسباتها. لكن نقول أن هذا العموم في الآيتين الحقيقة من الأشياء التي يجب المسلم أن يتربى عليها أن الله سبحانه وتعالى مطّلع على كل الأمور كبيرها وصغيرها ولهذا بعض علماء الإسلام - نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنا وعنهم - لما قال: "إن الله لا يعلم بالجزيئات" طبعًا أثر من آثار الفلسفة يعني وقع في مزلق خطير وهو أحد أسباب الأخذ بعلم الكلام المبني على علوم هؤلاء الأوائل فوقع في مثل هذا, طبعًا هو رجع عنه, وإلا لو نحن أردنا أن نقول أن من يقول بهذا لا شك وأنه يكفر لأن نفي علم الله بكل شيء هذا مخالف لنص القرآن

د. الشهري: لاحظوا يا إخواني كلام الله سبحانه وتعالى كيف يكون فيه ثقة وإطلاق ولا يمكن أبدًا أن يقول هذا الكلام بشر! من الذي يستطيع أن يقول إن الله كان بكل شيء عليمًا؟ إن الله كان على كل شيء شهيدًا؟ , هذا ليس في طاقة البشر. والنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يأتي بهذا الكلام من عنده, ومثل هذه الآيات التي فيها تحدي وفيها إطلاق لا يمكن أبدًا إلا أن تكون من العليم الخبير كما في قوله سبحانه وتعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)

د. الخضيري: قمة التحدي, تحدي حتى لو اجتمع الناس من قديم الزمان أو حديثه والجن والإنس, طيب وهل وقع ما يخالف هذا التحدي؟!

د. الشهري: لا أبدًا

د. الخضيري: يعني الواقع جاء مطابقًا لما

د. الشهري: لم يقع ولن يقع، لاحظ أي كتاب بشري تجد فيه تردد في موضع من المواضع يتردد المؤلف في حكم أو في نتيجة أليس كذلك؟! حتى في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح تجد النبي صلى الله عليه وسلم يتردد بين أمرين: إما يختار احدهما, إما يتبين أنه صلى الله عليه وسلم اختار أمرًا وأتى الله له بما ينسخه, أليس كذلك؟! في القرآن الكريم ليس فيه تردد

د. الخضيري: مقدمات الكتب شاهدة على هذا الأمر يقول وهذا جهدي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان, يعني انظر في المقدمة يعلن بأنه يعني ما أنا إلا مجتهد وبحثت عن الصواب

د. الشهري: ولو كتب رجل كتابًا وتحدى في مقدمته أنه لن يأتي أحد مثله سيكون هذا من علامات المؤاخذات على الكتاب من أعظم المؤاخذات

د. الخضيري: المزني لما كتب المختصر للأم قرأه مع تلاميذه سبعين مره من أجل أن يصححه ويحرره ويدعه بلا خطأ

د. الشهري: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)

د. الطيار: الله أكبر!. لعلنا ننتقل للآية الأخرى وهي مرتبطة وآية قد تكون مشكلة, فهمها مُشكِل على بعض الناس في قوله: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير