تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نبدأ بقوله: (الرجال قوامون على النساء) تقول: أنا أؤمن بهذا, لكن قد نختلف في مفهوم القوامة, يعني هل هذا من القوامة أو ليس من القوامة؟! ويجب أن نلفت النظر إلى أنه أحيانًا ليس الخلاف في كون هذا هو كتاب الله أو هذا من كلام الله, هو خلاف في الفهم. والله سبحانه لما قال (الرجال قوامون على النساء) يعني قوامون بالتوجيه وقوامون بالرعاية فهذا هو المراد بالقوامة, وليس المراد التسلّط الذي يخرج قوامة الرجل إلى أن يكون متسلطًا حتى يتسلط على المرأة بمالها ويتسلط على المرأة بأشياء أخرى ويدعي القوامة, فالقوامة مرتبطة بالشرع وليست مرتبطة بالعادات أو بما يراه الرجل أنه من سلطة القوامة

د. الشهري: كيف نعرف القوامة؟ أو ضوابط القوامة؟ أو كيف نعرف أن هذا من القوامة أو ليس من القوامة؟!

د. الخضيري: ننظر إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم, النظر إلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم في كيفيه تعامله مع زوجاته وأيضا الصحابة الكرام الذين كانوا في عصره فمن خلالهم يفسر ويعرف ما كان داخلًا في هذه القوامة ومعناها ومفهومها وما يمكن أن تفسر به وما يمكن أن يكون خارجًا عن حدها وضابطها الشرعي

د. الشهري: وطبعًا ينبغي أن يُعلم أن القوامة هي الهدف منها: قوامة الرعاية والصيانة والخدمة أيضًا والحفظ, يعني عندما نقول (الرجال قوامون على النساء) والله الحقيقة أنها أشبه ما تكون أنها الرجال خدم للنساء يقومون على خدمتهم ويرعونهم

د. الطيار: هذا أحد ما تدل عليه معنى القوامة

د. الشهري: الآن بعض الأخوات الذين يكتبون ويعارضون مفهوم القوامة هذا يعارضون مفهوم التسلط في القوامة يفهمون أو يحاربون أو يعارضون معنى التسلط من الرجل, يعني بعض الرجال يتعامل مع موضوع القوامة بنوع من العنجهية والجبروت على عماها يعني, ويرى أن الرجال قوامون على النساء يعني يضرب المرأة ويتصرف في المرأة على كيف كيفه

د. الطيار: أو يُدخل بعض العادات التي لا توافق الشرع يعتبرها من القوامة

د. الشهري: ويلغي شخصية المرأة تمامًا

د. الطيار: مثل ما ذكر دكتور محمد حقيقة الرجوع إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم والاحتكام إليها ومعرفة المرأة أنك إنما فعلت هذا تدينًا ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله هذا يجعل حتى المرأة تدين بهذه القوامة ما يكون عندها إشكال في القوامة, لكن أن تكون سلطة الرجل وقوامته فيما يدعيه هو ويزعمه أنه من الشرع وهو ليس من الشرع أو أن يستخدمها في ما ليس منها فلا شك أنه خير كبير جدًا في مفهوم القوامة, ولو كتب في هذا الموضوع كتابة مستقلة يعني مفهوم القوامة من خلال السنة فأنا أرى أنه سيحل مشكلات كثيرة جدًا جدًا في قضية مفهوم قوامة الرجل للمرأة, وكما ذكرت قبل قليل القضية مهم أيضًا أن نلتفت إليها وأن هذه القوامة ليست من باب التسلط وإنما هي نوع من الخدمة للمرأة ونوع من رعايتها ونوع من جبر كسرها مما خلق الله فيها من ضعف

د. الخضيري: أيضا إضافة إلى هذا وهذا الذي يدعو إليه العقل ويجتمع عليه البشر وكل مؤسسة أياً كانت لا بد من شخص يدير هذه المؤسسة ويكون له المرجعية في القيام عليها, في اتخاذ القرار النهائي وحل الإشكال عندما تلتبس الأمور والفصل في المنازعات وهذا لا يكون طبعًا ولا شرعًا إلا للرجل, ولذلك الله فصل هذا لكي ترضى المرأة ويرضى الناس وينتهي الإشكال في ذلك.

د. الطيار: ولعلنا إن شاء الله أيضًا نكمل هذا الحديث الماتع في اللقاء القادم بإذن الله لأن وقت الحلقة انتهى فنستميح الجميع عذرًا في أن نوقف هذه الحلقة. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

بُثّت الحلقة بتاريخ 16 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2010, 10:03 ص]ـ

الحلقة 17

تأملات في سورة النساء من الآية (34) إلى الآية (35)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير