البيت ما كان يراها من قبل! فالمهم بدأت الإشكالات وارتفعت الأصوات وحصلت الخصومات وذهبوا إلى القاضي, القاضي سأل المرأة ما القصة؟ ما جوابك عمّا يقول هذا الرجل؟! قالت يا شيخ أنا كنت أفطّر أولادي ثمّ أروح أرتاح وبعد ما أستيقظ الساعة التاسعة التاسعة والنصف أقوم أضفّ العفش وأزيّن كل حاجة ثمّ أذهب إلى جيراني, قبل ما يأتي زوجي الساعة الثانية أو الثانية والنصف أكون أعددت الغداء وهيّأت البيت وزينّت كل حاجة, فهو عندما ذهب رأى خيرًا وعندما جاء رأى خيرًا, الآن بدأ يدخل هذه ما يدخل فيها وليست من شأنه, فالشيخ أدرك بفطنته أنّ المشكلة في فراغ الزوج وبقاءه في البيت بدأ يتدخل داخل هذه الجنّة يُريد أن يُديرها هي ليست من شأنه, إدارتها من شأن المرأة فحَكَم على الزوج بوجوب الخروج من البيت الساعة السابعة صباحًا قال يا شيخ أين أروح؟! قال له إذهب للحرم هو في المدينة قال إذهب للحرم أقرأ قرآن وانفع نفسك أنت الآن مقبل على الآخرة
د. الشهري: متقاعد؟!
د. الخضيري: نعم متقاعد مقبل على الآخرة انفع نفسك ولا تأتي إلا بعد صلاة الظهر قالت المرأة إذا كان الأمر كذلك فلن يرى مني إلا خيرًا لأن الفترة هذه أنا التي أتصرف
د. الشهري: عنيدة زوجته كانت رتبت السفرة وانتهت المشكلةَ
د. الخضيري: لا في شي آخر هو النوم هو يقولها قومي صلحي الغذاء، وزيني كذا واصنعي كذا بدأ يتدخل طبعًا عسكري حياته كلها قائمة على الأوامر
د. الشهري: جميل جدًا, نحن أطلنا في حقيقة القوامة كثيرا لكنها كانت مهمة الحقيقة لأنها من الأشياء التي تُفهم الآن فهماً خاطئاً والآن بدأت المؤتمرات التي تريد أنها تنتصف للمرأة كما يقولون, بدأت تُثير هذه القضية تقول يجب عليك أن تطالبي بحقك والرجل ينبغي أن يُوقف عند حدّه وفعلًا والله
د. الطيار: هي سمعت للرجل الآن هي في هذا القول سمعت للرجل الآن هو الذي يقول لها طالبي بحقك
د. الشهري: لا، المرأة نفسها النساء مجموعة من النساء يأتمرون
د. الطيار: الذي بدأها هو رجل
د. الشهري: ممكن. نعود إلى قوله: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) كأنّ هذه الآية تقسم النساء إلى قسمين: قسم من النساء صالحات يتقبلنّ هذه القوامة بصدر رحب ويرضينَ بهذه القوامة التي جعلها الله سبحانه وتعالى فطرة فطر الناس عليها لأنّ الله قال: (بما فضّل الله) فرضيت بهذا التفضيل الإلهي، (قانتات) والقانتات المقصود بها مطيعات هذا النوع الأول وسكت عن النوع الثاني
د. الخضيري: لا، ما سكت، بل جاء به
د. الشهري: في الآية التي بعدها
د. الخضيري: لا، (واللاتي تخافون نشوزهن)
د. الشهري: صح هذا النوع الثاني صحيح!
د. الخضيري: الآن تجد بعض النساء تؤذي زوجها مثلًا بكونها تصوم الاثنين والخميس أو تقوم من الليل ما قامت أو تتصدق أو تذهب للعمرة أو تعتكف أو غير ذلك, وما تدري إن صلاح المرأة في اجتهادها في أن تُطيع زوجها وتتحبّب إليه, كما في حديث أسماء بنت خارجة هي أليس كذلك؟! لمّا جاءت وقالت يا رسول الله فضّل الله الرجال بالجهاد والجمعة والجماعة وذكرت أشياء فما لنا نحن النساء ونحن قاعدات في بيوتكم طابخات طعامكم مغسلات ثيابكم ويعني حاضنات أطفالكم ما لنا نحن يا رسول الله؟! فقام الرسول صلى الله عليه وسلم مُتعجّباً من حسن السؤال, هل سمعتم سؤالاً أحسن من هذا السؤال؟! أو امرأة تفوّهت بمثل هذا؟! قالوا يا رسول الله ما سمعنا! , قال أبلغي مَنْ وراءك من النساء (أنّ حُسن تبعُّل إحداكن لزوجها يعدل ذلك كله) فنقول يا أختي المسلمة الصالحة هي التي ذكرها القرآن بهذا الوصف وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرّته وإن أمرها أطاعته وان غاب عنها حفظته في نفسها وماله) لاحظ، فحدد النبي صلى الله عليه وسلم من هي المرأة الصالحة. طبعًا نحن نقول أن هذه أسس صلاح في المرأة, ما جاء بعدها من حرص المرأة على التلاوة والتعلم والقيام والدعوة وغير ذلك هذا أمر تشكر عليه المرأة ولن يضيع عند الله لكن بشرط أن لا تُضيّع في الواجبات. وهنا قال (قانتات) دكتور مساعد قال قانتات: مطيعات لأزواجهن نحن نؤكدّ على هذا المعنى لماذا؟! لأنّ السياق يدلّ عليه, ماذا قال الله في أول الآية؟ قال: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء) لما يكونون قوامّين يحتاجون إلى نساء مطيعات هذا واحد
د. الطيار: لا ناشزات
د. الخضيري: ثم قال بعدها (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) إذن ضدّ الصالحات من تخافون نشوزهن, إذن القانتة هي التي تطيع, والسنة تؤيد هذا المعنى قال: ((الدنيا متاع وخير متاع المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرّته وان أمرها أطاعته) هل يمنع هذا أن يكون القنوت بمعناه العام؟! لا يمنع، وهو أن القانتة هي المطيعة لله والمطيعة لزوجها لا يمنع ذلك لكن هذا هو الأخصّ
د. الشهري: طبعا إنتهى الوقت, لكن قبل أن أختم اللقاء أشير إلى مفهوم خاطئ يتداوله الكثير من النساء يظنّون أنّ المرأة إذا كانت مطيعة لزوجها أنّها إنسانة ضعيفة الشخصية
د. الخضيري: وهذا غاية الخطأ
د. الشهري: مع أنّ الله سبحانه وتعالى أكدّ على هذا الوصف وجعل من صفات المرأة الصالحة أنّها قانتة مطيعة لزوجها وأنّ ليس ذلك لا من ضعف شخصيتها ولا من جهلها ولا من قلة حيلتها, ولعلّنا نفيض في هذا المعنى إن شاء الله ونُكمل الحديث حول هذه الآية في المجلس القادم بإذن الله تعالى. حتى نلقاكم أيّها الإخوة المشاهدون في اللقاء القادم من "بينات" نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 17 رمضان 1431 هـ
¥