د. محمد: أقول المرأة العاقلة هي التي تستطيع الوصول إلى ما تشتهيه وتطلبه وترغب فيه من زوجها من بوابته, تأتي البيت من بابه, وإتيانها لتحقيق مطالبها من بابه هو أن تلين وتخضع وتذل لزوجها وتطيعه فيكون زوجها أطوع ما يكون وأسرع ما يكون في تحقيق مرادها, وهذا يكاد يكون مضطردًا في الأزواج الذين يجدون من زوجاتهم مسارعة في تحقيق طلباتهم, وإسعادهم في بيوتهم, وتلمّس حاجاتهم, والتحببّ إليهم, كما تسمى المرأة عروبًا،
د. عبد الرحمن: العروب هي المتحببة إلى زوجها
د. محمد: تلك المرأة هي التي تستطيع أن تحصّل ما تشاء من زوجها بحسن تبعُّلها وطيب كلامها ووصولها إلى ما يرغبه زوجها, ولذلك لا يعتبر هذا ضعف شخصية بل يعتبر حُسن سياسة وذكاء في الوصول إلى المراد بالأسلوب المناسب. يمكن للمرأة أن تصل إلى مرادها بطريقين: طريق القوة والعناد, مثلًا: المرأة تقول لزوجها: أريد الذهاب إلى أهلي, الزوج: لا، أنا مشغول وتعبان, الزوجة: أنت ظالمني, فتزنّ عليه وتتكلم وفي النهاية الزوج يضجر ويوصلها إلى بيت أهلها وعندما تصل تخرج من السيارة ونزلت بدون سلام ولا كلام وتزاعلوا وفي الليل تريد المرأة العودة إلى بيتها فيقول الرجل أنا مشغول ويتركها عدة أيام فتتعبه ويتعب معها والسبب هو طريقة الطلب لكن لو أنها قدّمت له وجبة جميلة وتجمّلت له وقالت له إذا لم يكن عندك شغل ولا عندك ارتباط ولا يؤذيك أريد أن أزور أهلي، ماذا تتوقع أن يقول لها؟! يقول لها من عيوني، واحدة غطاء وواحدة فراش. ولذلك نحن نقول بالعكس كون المرأة تتحبب لزوجها, وتلين له وتسمع كلامه وتعاشره المعاشرة الحسنة هذا أقرب الطرق لكونها تسعد في حياتها وتصل إلى مطالبها.
د. مساعد: هذا صحيح.
د. عبد الرحمن: جميل جدًا. إذاً هذا جواب على قولنا أن من يتهم المرأة المطيعة لزوجها أنها ضعيفة الشخصية هذا غير صحيح بل إنها الإنسانة القوية الشخصية فعلًا.
د. مساعد: حديث أم زرع في هذا المقام أيضًا يُنصح النساء بمراجعة هذا الحديث وشروحه,
د. عبد الرحمن: الذي روته عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم
د. مساعد: الذي روته عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: " فتذاكرن أزواجهن ..... فقال لها كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك", حديث رائع, وفيه معاني كثيرة جدًا. (1)
د. عبد الرحمن: هذا الباب الأول. والباب الثاني: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ). النشوز في اللغة هو الارتفاع, ومنه قوله تعالى (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (259) البقرة).
د. مساعد: (وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا (11) المجادلة) , إي غرتفعوا عن المكان.
د. عبد الرحمن: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا علا نشز أي مكان مرتفع, وهنا معنى جميل فالمرأة لا يكفي أنها تعصي زوجها, وإنما تترفع عليه, وتتعالى عليه وهذا من أشد ما يكون إيلامًا للزوج احتقارًا له, أو تمردًا عليه. قال (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) والسؤال هنا هل مجرد أنك تخاف النشوز أو أنها تنشز فعلًا فتبدأ في اتباع هذه التوجيهات؟
د. مساعد: كما سبق في أننا ذكرنا أن الخوف يأتي بمعنى العلم وسبق في هذه السورة, (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) أي تعلمون نشوزهن بمعنى أن النشوز قد وقع فهذا احتمال, والاحتمال الثاني بوادر النشوز, لكن التيقن منه أو وقوعه هو الذي يأتي عليه هذا الترتيب (فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) , فهذا الأقرب أن يكون النشوز قد حدث ووقع. قال: "فعظوهن" أي واللاتي تخافون نشوزهن, أي علوهن وارتفاعهن عليكم, وعدم استجابتهن لكم فعظوهن، فهذا هو الأمر الأول. ولاحظ أن التربية كيف تبدأ بالأقل فالأغلظ, والوعظ كما هو معلوم أن يذكّرها بالله سبحانه وتعالى, ويذكّرها بمنزلة الزوج, وأن طاعة الزوجة عبادة, ويذكّرها بأن المرأة التي تعصي زوجها وتبات وزوجها غضبان عليها تلعنها الملائكة حتى تصبح, يذكرها بهذه الأمور الشرعية فإذا هي رجعت فلا يتعدى إلى ما بعد ذلك, ولذا قال (فعظوهن) فهذه هي المرحلة الأولى.
¥