تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: فهذه فائدة الاستجابة للموعظة, نحن نأمر الزوج ونشير عليه بأن يحسن عرض الموعظة, لكن لنفرض أن الزوج كان أحمقًا غير بصير بعرض الموعظة فنحن نخاطب الزوجة أن تكون أعقل منه, وأن تتقبل النصيحة على مرارتها, لكي تظفر بهذه النتائج التي ذكرها الله للموعظة.

د. محمد: لكن هناك أسلوب يحسنه كل أحد في الموعظة وهو أسلوب القصة, لما يجلس الزوج مع زوجته وهو يعلم أن عندها مشكلة في هذا الجاني نشوز أو ترفع فيستفيد من قصة حصلت مع أحد من جماعته فيقص هذه القصة، فلان كنا جالسن البارحة وقال حصل كذا وكذا, فالقصة بذاتها تؤثر بدون أن تضيف لها أي إضافة, خصوصًا إذا كان عند المرأة شيء من التعقل ستعرف أنها قد يؤول أمرها.

د. عبد الرحمن: هذا بما يتعلق بالمرتبة الأولى من مراتب إصلاح الزوجة الناشز, أولًا تلاحظون أنه بدأ بإصلاح الموضوع من الداخل. في الخلافات الزوجية إذا وقع الخلاف بين الزوج وزوجته فالأوْلى أن لا يخرج الموضوع عنهما, فلا يتدخل فيه لا والد الزوجة, ولا أم الزوجة ولا والدة الزوج ولا أخت الزوج, بينك وبين الزوجة وهي "فعظوهنّ" هذه المرحلة الأولى مما يدلك على أن الحياة الزوجية لها كما ذكرنا في الحلقة الماضية حصن يجمعك أنت وهذه الزوجة, المفترض أن تحافظ عليه, وعلى سريته وعلى صيانته, لأنه غالبًا عندما تستعين بشخص ليصلح بينك وبين زوجتك فأنت تضعف وتنزل مرتبة في عين هذا المصلح, لأنه سيعرف أنك وزوجتك لستم بأكفاء وعندكم مشاكل

د. محمد: وسينظر إلى المشكلة من زاوية ما أُملي عليه، مثلًا يقول طلبت منها كذا ولم تفعله والقصة ليست هنا وإنما طويلة جداً ولها ذيول ولم يُحكى لك كل شيء وإنما حكي لك حدث معين مجرد يراد منك أن تصلح بناء على هذا الفهم وهذا لا يمكن أن يُصلح. هناك قصة تتعلق بموضوع سرّية الحياة الزوجية رجل حصل بينه وبين زوجته خلاف, غضبت الزوجة وهربت إلى بيت أهلها فسأل الأب وكان حكيمًا هل جاءت زائرة؟ قالوا لا، بينها وبين زوجها خلاف, فاستدعى الأب الزوج فجاء، فلما جاء وكان الإخوة قد علموا بالموضوع لأن الزوجة ما صبرت فحكت لهم ما حصل من زوجها, وكان هذا هو نقطة الإشكال في الموضوع كيف تتحدث الزوجة عما يحدث بينها وبين زوجها أمام هؤلاء الذين لا يدرون ما هي ملابسات هذا الحدث ولا مقدماته ولا مسبباته؟! فلما اجتمعوا قال الأب في اختبار صعب جدًا لم يتوقعه أحد من الجالسين قال للبنت وكان زوجها موجودًا وإخوتها فكانوا منتفخين غضبًا يريدون أن ينتصروا لأختهم, المهم قال الأب لابنته الشاكية يا فلانة إخلعي عباءتك هذه, فخلعت عباءتها التي كانت عليها فقال لها الأب: إخلعي ثوبك الذي عليك الجميع استنكر، كيف تخلع ثوبها؟! فلما رآها مترددة صرخ في وجهها قال لها أقول لك إخلعي ثوبك! الناس بين مصدِّق ومكذِّب، وطبعًا من العادة خصوصًا في النساء تلبس ثوبًا فوق ثوب, ومن خوفها من أبيها وهيبة الموقف خلعت ثوبها, وهنا حصل أن بدى منها مما لا تحب أن يراه أحد إلا الزوج مثل الذراعين وغير ذلك من الأمور التي تحب أن تسترها عن أعينهم، فلما فعلت ذلك لاذت بالفرار خلف زوجها ليسترها, فقال الأب لأولاده: أرأيتم أختكم أين ذهبت؟ ذهبت خلف زوجها, حلّ الموضوع عند زوجها، ثم أمر الحميع بالانصراف, ثم قال للزوج: هذه ابنتنا وهي ضعيفة وقد وكلنا أمرها إليك, فلا يليق بك أن تفعل معها إلا الجميل, احتملها واستر عليها, ولا تخرج مشاكلكم من بيتكما, فأخذ الرجل بيد زوجته وعادا إلى بيتهما راشدين, ولم يعودوا بمشكلة بعد ذلك اليوم!.

د. عبد الرحمن: جميل جدًا! وكثير من الزوجات أنبه إلى هذا تخطئ خطأ فاحشاً عندما تنقل كل المشاكل الخاصة لأنها مباشرة، فبعض الزوجات بينها وبين أمها خط ساخن مباشر أربع وعشرون ساعة, تخبرها بكل ما يحدث مما هو خاص بينها وبين زوجها, قال لي، لم يقل، فعل، ما فعل، والأم من منطلق حرصها على ابنتها تؤجج النار وهي لا تدري, فتفسد حياة ابنتها, فكم من حياة زوجية ليس فيها مشاكل تدخلت أم الزوجة, أو أخت الزوجة, فتفسد حياة زوجية من أهنأ ما يكون بسبب خروج المشاكل عن الزوجين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير