تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد: أنا بفضل الله عز وجل إستنصحني عدد كبير من الشباب قبل زواجهم يقولون انصحنا بما ترى أنه يصلحنا في زواجنا، فنصحتهم بأمور كثيرة تقوى الله وغير ذلك, ثم نصحتهم بأن يعاهد زوجته من أول زواجكما بأن تكون مشاكلهما بينهما, فإن تدخّل أي أطراف أخرى في المشاكل المعهودة المعروفة التي لا يخلو منها بيت, حتى بيت النبوة ما خلا منها, ينبغي أن تحلوها أنتم بأنفسكم، يا زوجتي خلافاتنا ما تصل إلى أمك ولا إلى أبيك ولا إخوتك ولا أخواتك ولك عليّ أن لا أوصل شيئًا مما أراه منك أو مما يقع بيننا لا لأمي ولا لأبي ولا لأخواني ولا إخواتي وبهذا تنسجم الحياة, وكثير منهم قالوا أن هذه النصيحة عادت عليهم بالخير الكثير.

د. عبد الرحمن: طبعًا أنت قضيت بذلك على 60% من الإشكالات, وهذا كله يدخل تحت قوله تعالى "فعظوهن", نريد أن نفصّل في معنى الوعظ, لأنها ليست مجرد كلمة تقول أنا وعظتها, بعضهم يلقي كلمة الوعظ والعصا في يده من أجل مراعاة الترتيب!.

د. محمد: كأنه يستحلّ بالموعظة الضرب,

د. عبد الرحمن: بالمناسبة الموعظة تحتاج إلى وقت

د. محمد: فالموعظة ليست تعليمًا فهي ليست معلومات, المعلومات تكون للجاهل, أما الموعظة فهي التذكير,

د. مساعد: لأن أصل العلم موجود

د. محمد: العلم موجود، المرأة تعرف هذه الأمور كلها والرجل أيضًا يعرفها, فالمقصود إعادة الذكرى للإنسان, لأن الإنسان من طبعه أن ينسى ويغفل فالزوج يقوم بهذه الذكرى (فعظوهنّ).

د. عبد الرحمن: (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) ما المقصود بالهجر يا شيخ مساعد؟

د. مساعد: لاحظ أنه خصص الهجر بالمضاجع, أي قيّده به.

د. عبد الرحمن: يعني ليس المقصود واهجروهن مطلقًا.

د. مساعد: معم وإنما الهجر في المضاجع، لذا قال ابن عباس رضي الله عنه: أي يجامعها ولا يكلمها فذلك أقسى ما يكون على المرأة, وهذا أحد أنواع الهجر.

د. عبد الرحمن: أو أن يستدبرها بظهره في فراشه,

د. عبد الرحمن: أي يبيت معها في فراش واحد ولكن لا يكلمها.

د. محمد: وقد يضطر إلى أن لا يبيت معها في فراشها ولا في حجرتها, ففمنهم من يرى أن هذا مما يحق للرجل, على أن لا يتجاوز بذلك ثلاثة أيام. ويقولون هذا من أشد ما يكون على المرأة وأقساه

د. عبد الرحمن: والسبب؟

د. محمد: لأن المرأة ما تتحمل هذا سبحان الله! المرأة ملاذها وحصنها هو الرجل, فإذا رأت أن هذا الحصن صدّ عنها شعرت بالخطر, هذا إذا كان لها عقل, ولم يكن الشيطان قد ركبها ولا صويحبات السوء قد أججن نار الحقد في قلبها. فإن هذا يؤذيها ويردها إلى جادة الطاعة ولكن لا ينبغي للإنسان أن يستعمل أسلوب الهجر القاسي بترك البيت أو بترك الحجرة, إلا عندما يضطر لذلك الأصل كما قال الدكتور مساعد.

د. عبد الرحمن: جميل جدًا, إذا هذه المرحلة الثانية (واهجروهن في المضاجع) , والمقصود بهذه المعاني هو تأديبها في المضجع بهجرانها وإبداء شيء من الصدود عنها, لعلها تلين وتعود. ثم ذكر الحل الأخير "آخر الدواء الكيّ" كما يقولون قال (واضربوهنّ).

د. مساعد: من الذي أمر بالضرب؟!

د. عبد الرحمن: الله سبحانه وتعالى.

د. مساعد: نعم، هذه قضية مهمة جدًا, أنا أذكر أول سنة درّست في كلية المعلمين, كنا ندرّس من معهم بكالوريوس, ففي أحد الدروس درس التلاوة كنا نقرأ هذه الآية, فلما جئنا عند "واضربوهن", قال أحد الطلاب وكان كبيرًا في السن: والله ما أرفع يدي على زوجتي, قلت له: هذا أمر إلهي إذا أنت لم تعمل به هذه قضيتك أنت! قال: لا يمكن, قلت: يا أخي فرّق بين أمرين: أولًا إعرف ما معنى الضرب, ثم كونه أمر إلهي يجب علينا الالتزام به, لا يلزم تنفيذه لكني لست أنا من أمرت بهذا ولا من غيري, إنما هو من أمر الله، الله سبحانه وتعالى يقول: (فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) , إذا كانت زوجتك يكفيها الوعظ فالحمد لله وإذا ما كفى انتقلت إلى الهجر, فإن لم يكفها انتقلت إلى الضرب وإنما ضرب غير مبرِّح, بل ضرب فيه إشارة إلى عدم رضا الزوج عن زوجته وليس كما يفعل بعض الناس.

د. محمد: أما بالسياط والكسر وشق الجلد والجرح فلا يجوز!.

د. مساعد: وكأنه محمد علي كلاي! والشيطان سبحان الله في مثل هذا يحضر, تجد المسكينة تبكي وهو يزيد في إيلامها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير