تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: قد تكون مضطردة في القرآن الكريم سبحان الله!، ألحظ هنا أيضاً أنه لم يكتف بالأمر بالعبادة الذي هو يستلزم معه التوحيد (وَاعْبُدُواْ اللّهَ) ما وقف وإنما قال (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) ولذلك سبحان الله العظيم اجتناب الطاغوت واجتناب الشرك دائما يُقرن بالأمر بالتوحيد ولا يقتصر على الأمر بالتوحيد مثل قوله سبحانه وتعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ (256) البقرة) ما يدلك على أن الاستمساك بالعروة الوثقى لا يتم إلا بهذين الأمرين التحلية والتخلية.

د. الخضيري: وهو مقتضى (لا إله إلا الله)، ما قال أنا أعبد الله فقط، وإنما (لا إله) ينفي ثم يثبت.

د. مساعد: نقول أيضاً في قوله (وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) يمكن إضافة تنبيه أنه قد تقع عبادة الله لكن فيها شرك.

د. الخضيري: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106) يوسف).

د. مساعد: فيمكن أن يقال أن هذه أيضاً من فوائد عطف النهي على الأمر (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) إذاً المراد هو خلوص العبادة لله وحده وهو مقتضى (لا إله إلا الله).

د. الخضيري: قوله (شَيْئًا) في سياق النهي نكرة يدل على العموم، ولذلك قال الله في الحديث القدسي " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " وفي رواية " فهو للذي أشرك وليس لي منه شيء" ونحن ننبِّه أنفسنا وإخواننا على أن نجتهد في إخلاص العمل لله في ألا يكون فيه ذرة من حظ لأحدٍ سوى الله سبحانه وتعالى، من حظٍّ لنفسك أو للناس، ومنه وبالمناسبة من دقائق الشرك العُجْب وهو أن يعجب الإنسان بعمله ولو أنه ما اطلع عليه أحدٌ من خلق الله، تقوم في جوف الليل المظلم ما يراك أحد تتوضأ وتقوم تصلي ثم تشرك نفسك مع الله، تقول الآن من يصلي غيرى؟! أنا الوحيد من هؤلاء الذي يقوم وكلهم كسالى ونائمين! يصيبك العُجب، أشركت نفسك مع الله! ورأيت أن لنفسك شيء من الحظ في هذه العبادة، ولقد يحبط عملك.

د. مساعد: نرجع قليلاً، الآن لما نقول (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)) هذه محل للركوع، قوله (وَاعْبُدُواْ اللّهَ) جملة مساندة، يعني تسمى قصة جديدة قطعة جديدة، هي صحيح مرتبطة بالموضوع السابق لكنها قطعة جديدة، معناه أنه لو قرأنا (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) نلحظ أنها استئناف واضح جداً ولهذا ننبه على أن السورة فيها مقاطع وهذا يعتبر مقطع جديد، فيصلح أن يوضع على (خَبِيرًا) "ع" ركوع هنا لأنه قد تم المعنى.

د. عبد الرحمن: بمناسبة الركوع، في مركز التفسير إن شاء الله ننتج الآن مصحف هو من المصاحف الموجودة لكن نقطّع الصوت على حسب الركعات مثلما هو مكتوب في مصحف الباكستانى ومصحف الكويت الذي طُبع مؤخراً يضعون علامة الركوع وهذه تساعد الأئمة حيث أنه يستمع الإمام كل مقطع يصلح ركعة.

د. الخضيري: في قوله (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) أولاً دلالة هذا الاقتران بين (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) وبين الأمر بالإحسان للوالدين، هذا واحد، ثانياً معنى الإحسان يا أبا عبد الملك.

د. مساعد: أولاً سأجيب على الأول وأقف على الثاني. أما الأول فنلاحظ أنه لو تأملنا أنه طبعاً قَرَنَ الله تعالى الأمر بعبادته بالأمر بالإحسان إلى الوالدين مثل قوله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (23) الإسراء) هي نفس الآية التي عندنا في هذا المقطع.

د. الخضيري: وفي وصية لقمان أيضاً (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ (14) لقمان).

د. مساعد: وفي وصية لقمان، الآية الأولى في التوحيد، الله سبحانه وتعالى هو المنشئ والخالق لك ابتداءاً، والوالدان هما سببا الإيجاد، فهناك صار نوع من ماذا؟ من المشابهة، وبناءً على هذا جعل الله سبحانه وتعالى حق الوالدين بعد حقه أو أقرب لحقه سبحانه وتعالى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير