تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: لكن السؤال هنا هل المقصود إنه إذا الإنسان لم يعقّ والديه فقط برئت ذمته؟ منطوق الآية يدل على أنه لا بد أن توصل إليهما إحساناً، ولذلك يكون محرّماً عليك شيئان: محرّمٌ العقوق والمحرّم أيضاً عدم الإحسان، لو أن إنساناً قال أنا والله الحمد لله ما سبق أن سببت والديّ ولا سبق أن ضربتهما ولا آذيتهما، نقول ولكنك آثِمٌ بترك الإحسان إليهما، الله أمرك بأن تحسن، ما أمرك بألا تعقّ فقط. دعنا ننتقل إلى من يُحسَن إليهما بعد الوالدين (وَبِذِي الْقُرْبَى) د. مساعد من هم ذوو القربى؟

د. مساعد: طبعاً القرابة كما سبق أن تكلمنا هناك أقربون وهناك قرابة، الإخوان والأعمام والأخوال وأبناء العمومة، عشيرة الرجل وكل من له بهم رحم يدخلون في القرابة، وهؤلاء أقرب من يرجع إليهم، عشيرته وعصبته التي تعصّب بها ثم يليهم من هم أبعد.

د. الخضيري: فلهم حق في الإحسان. يا شيخ ما هذا الإحسان بالنسبة لهم؟

د. مساعد: هو طبعاً مثلما ذكرنا في حق الوالدين الإحسان عام لكن لا شك أن الإحسان الأقرب لذي القربى ليس كالإحسان إلى الوالدين فمثلاً رعاية المحتاج منهم، إعانتهم بجاهه، السلام عليهم، التبسم، إجابة دعوتهم، أعمال كثيرة جداً.

د. الخضيري: السؤال عليهم، تفريج كرباتهم، زيارتهم إذا كان يستطيع الزيارة الآن بفضل الله عز وجلّ لما جاءت وسائل الاتصال الحديثة كانت فرصة كبيرة جداً لأن يصل الإنسان الكثير من أرحامه الذين لم يكن بإمكانه أن يصلهم على الوجه المطلوب، الآن ترفع السماعة وتسأل على عمك الذي في أمريكا أو في الصين وتسلم عليه ما الذي يمنعك؟ وتكون بذلك أديت حقاً عظيماً من حقوقه، ونحن الآن في زمن يا إخواني أصبحت المصالح هي التي تحكم تصرفات الناس، فما الذي يمنعني ويمنعك ويمنعك أخي المشاهد من أن تغير هذه النظرة؟! اتصل بابن عمي وأقول له إنما اتصلت لأجل السلام عليك فقط، قال النبي صلى الله عليه وسلم "بلّوا أرحامكم ولو بالسلام" يعني تبلّ الرحم ولو فقط ترفع السماعة وتقول أحببت أسلم عليك حتى تذهب هذه النظرة المادية البغيضة التي طغت على حياة الناس، إذا اتصلت على واحد يترقب أن تقول له لو سمحت خدمة أحضِر كذا، صلّح كذا، إشتر كذا.

د. مساعد: وأحياناً لغلبة هذا الأمر تجد إن يتصل عليك أحد أو تتصل على أحد من أجل السلام يقع في نفسي أو في نفسك استغراب لأنك اعتدت أن الناس يتصلون لحاجات حتى ولو كانوا الأقربينّ. أنا كان بودّي أن نقف حقيقةً في قوله (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) إلى جانب ذكرناه سابقاً وهو موازنة بين حال المسلمين في هذا الجانب وحال الغرب في هذا الجانب، وذكرت سابقاً قصة أو خبر عن أحد الأخوة ذكرت بعض العادات التي هي من غيرنا والتي كانت تؤثر أو أثّرت فيه، أنا أذكر من ذكر لي هو الأخ البرازيلي يقول تصور أنني أذهب أنا وأبي إلى محل القهوة فأبي ليس معه مال فيفتش ويقول يا ابني أنا أعتذر أنا سأشرب ماء، يقول وأنا أذهب وأشرب قهوة ولا يجرؤ أبي أن يطلب مني أن أشتري له – يقول لا يجرؤ- صدقني يقول هذا الكلام لا يجرؤ أن يقول لي يا ابني أعطني كوبًا من القهوة!.

د. الخضيري: ولذلك نعلّم الأبناء إذا كان المجلس فيه جماعة من الناس ولو من ذوي الجاه وكان فيهم أبوك أول ما تبدأ بأبيك، فإن وجّهك فذاك من حقه، وإن لم يوجّهك إلى أن تعطي أحداً غيره فهذا حقه، لو قدّمت عليه غيره لكان فيه غلظة عليه، يقولون مرة دخل أحد الملوك وأظنه من هنا على رجلٍ كان براً بأبيه ومعروفٌ ببره بأبيه وأراد أن يمتحنه في هذا الأمر عندما يصب القهوة من يعطيه فلما صبّ فنجان القهوة قدّمه لأبيه، فقال له ذاك: كيف تقدم أبيك على الملك أو المسؤول أو الأمير؟ قال ما أقدّم على أبي أحداً من خلق الله إلا إذا قال لي أبي رائي فلاناً، فأدوا هذا من مناكبه، لأنه وضع الإحسان في محله. حتى نتجاوز الآية يا إخواني نريد أن نستوعبها في هذه الحلقة (وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى).

د. مساعد: رجعنا مرة أخرى لليتامى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير