د. مساعد: لاحظ أن الحقوق تدرجت لو تأملت تدرجاً من حق الله إلى حق الوالدين ربما يكون بالأكثر لزوماً، لما جاء إلى هذه الحقوق كلها قال (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) الاختيال هو الكبر و العجب بالنفس، والفخور قريبة منه، وهو كما ذكرنا سابقاً أن يأتي لفظان متقاربان في المعنى المختال والفخور، ورد طبعاً كثيراً في القرآن في غير هذا الموطن.
د. الخضيري: هما طبعاً مؤدّاهما واحد لكن فيه فرق من ناحية الاختيال بالأفعال والفخر بالأقوال.
د. مساعد: هذا ممكن أن يكون.
د. عبد الرحمن: أنا عندي لفتة يا د. مساعد في ختم هذه الآية بهذا المعنى، أن هذه الحقوق تحتاج إلى شيء من التواضع وطهر النفس، يعني الآن الإحسان إلى الوالدين يحتاج منك إلى أن تتواضع لهما (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ (24) الإسراء) واضحة فيها، لأنه يترفع الإنسان عن هذه الحقوق لهذا السبب.
د. مساعد: حتى في عبودية الله.
د. الخضيري: لأنه ما يريد أن يستصغر نفسه.
د. عبد الرحمن: وفعلاً ترى عندما تريد أن تقوم بهذه الحقوق على وجهها وتحسن إلى الناس تحتاج إلى أنك تضع من نفسك وتتواضع للناس وتكرم الناس. أما أن تجلس هكذا وتظن نفسك شيخ الشيوخ وتقول والله أنا أحسنت إليهم، لا والله يا أخي!.
د. الخضيري: كثير من الناس بعد ما تتبعنا أسباب قطيعتهم وعدم قيامهم بهذا الخير والإحسان ومساعدة المخلوقين وجدنا أن السبب والسر يدور حول أن له حقٌ على الآخرين وأنه يجب أن يكرَم وأنه لا يمكن أن يهين نفسه في هذه الأمور، أنا أخدم مملوكاً؟! لماذا أصير عبداً عند ابن السبيل وأخدمه؟! وأشياء من هذا القبيل.
إذن نحن يا إخواني نقول ونوجه رسالتنا لإخواننا جميعاً: يا إخواننا لينوا وتواضعوا فإن الإنسان بالتواضع يكسب خيراً كثيراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما تواضع عبدٌ لله إلا رفعه الله " فالتواضع رفعة بين المخلوقين ورفعة عند الله سبحانه وتعالى، يقول الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ على صفحات الماء وهو كثير
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع
د. عبد الرحمن: هناك لفتة في الآية في قولة (لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) المختال هو في تصوير لهيئته وهو يمشي مشية الخيل متبختر، والفخور هو الذي دائماً يقول أنا فلان أنا أفعل فيرفع من نفسه ومن شهاداته ويقلل من شأن الآخرين.
د. الخضيري: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من القائمين بهذه الحقوق وأن يعيننا على أدائها و تكميلها وأن يرزقنا الإخلاص في كل ذلك. بهذا نصل وإياكم مشاهديّ الكرام إلى ختام هذه الحلقة، وإلى لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 20 رمضان 1431 هـ
ـ[حسن مطر العيسى]ــــــــ[19 Nov 2010, 06:07 م]ـ
لو وضعت في ملف ورود حتى تنسخ وتطبع لمن أرادها
وجزاك ربي كل خير سمر وسدد الله دربك لكل خير
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[19 Nov 2010, 06:10 م]ـ
جزااااااااااااااكم الله خيرا لو يعرض التفريغ المشايخ ثم تحذف منه المقدمة ثم ينزل في الملتقى.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Nov 2010, 03:28 م]ـ
شكر الله لكم. ستتم إضافة كل حلقة من الحلقات بصيغة وورد ثم الحلقات كلها في ملف واحد عند انتهائي من تنقيحها وقد تبقى لدي حلقتان بإذن الله تعالى فأبشروا بالخير وصبرًا جميلًا.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Dec 2010, 06:25 م]ـ
جزااااااااااااااكم الله خيرا لو يعرض التفريغ المشايخ ثم تحذف منه المقدمة ثم ينزل في الملتقى.
هلّا وضحت مقصدك أختي الكريمة إشراقة أمل فلم أفهم ماذا تقصدين بالضبط بارك الله فيك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Dec 2010, 08:55 ص]ـ
الحلقة الحادية والعشرون:
تأملات في سورة النساء (الآيات 37 – 39)
¥