تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة المشاهدون الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ةحياكم الله في هذا اللقاء القرآني المتجدد برنامج بينات. ولا يزال الحديث متصلًا مع إخواني المشايخ الفضلاء الدكتور محمد الخضيري والدكتور مساعد الطيار ونحن في هذا المجلس في مدينة النماص في هذه الأجواء الجميلة الصباحية. وقد وقف بنا الحديث في المجلس السابق في الآية في سورة النساء التي تسمى آية الحقوق العشرة. وقد انتهينا من هذه الآية وهي قول الله سبحانه وتعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا (36)) وخصصنا الحلقة الماضية كلها في الحديث عن هذه الحقوق العشرة التي في هذه الآية العظيمة وكنا قلنا في بداية الحديث عن سورة النساء أنها كلها تسمى سورة الحقوق إلا أن هذه الآية هي آية الحقوق في سورة الحقوق فتميزت بهذه الميزة على سائر الآيات في هذه السورة العظيمة. ولعلنا في هذا اللقاء نبدأ الحديث عن الآية التي تليها وهي قوله سبحانه وتعالى (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)) ولعلنا قبل أن نبدأ في الحديث عن تفسيرها أن نستمع إليها مع الإخوة المشاهدين مرتلة ثم نعود للحديث عنها بإذن الله تعالى.

(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37) وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38) وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39))

وبعد أن استمعنا أيها الإخوة المشاهدون لهذه الآيات العظيمة من سورة النساء نبدأ الحديث معًا دكتور محمد وكنا تحدثنا في الآية التي قبلها عن سرّ ختم الآية السابقة بقول الله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36)) ولماذا ذكر الله سبحانه وتعالى صفة الخيلاء وصفة الفخر والكِبر في نهاية الحديث عن هذه الحقوق العشرة؟

د. محمد: الحقيقة أشرنا في الحلقة الماضية إلى أن سر ذلك -والعلم عند الله سبحانه وتعالى- أن هذه الحقوق لن يقوم بها من كان متصفًا بصفة الكِبر الذي تجتمع فيمن هو فخور بنفسه ومختال في تصرفاته ومشيته وأفعاله، فالكِبر مانع من القيام بالحقوق وكما أن الكِبر مانع من القيام بالحقوق فكذلك البخل ولذلك قرنهما الله سبحانه وتعالى معًا فجاء بالبخل بعد أن ذكر الكِبر لأن أعظم ما يمنع الإنسان من أداء الحقوق هو أن يتكبر على الآخرين وأن يمسك ما بيده وما آتاه الله من فضله علمًأ وجاهًا وقوة ومالًا فلا ينفقه عليهم فهذان أعظم أسباب منع الحقوق.

د. عبد الرحمن: هل هذه الآية يا دكتور مساعد (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا) السلف عندما حملوا هذه الآية على اليهود خاصة ما هو وجه هذا التفسير الذي ذهب إليه السلف؟

د. مساعد: إذا نظرنا للأوصاف في الآية عندنا ثلاثة أوصاف (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) هذه واحدة و (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) (وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) السلف توجه حديثهم في هذه الآية على أنه مقصود بها اليهود واختلفت محامل الآية عندهم بمعنى القول الأول والذي عليه جمهورهم أنهم الذين يبخلون بذكر صفة محمد صلى الله عليه وسلم ويأمرون قومهم بالبخل بالإخبار عن محمد صلى الله عليه وسلم ويكتمون صفة محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما آتاهم الله من فضله. والوجه الثاني الذين يبخلون بأموالهم ويأمرون الناس أن يبخلوا بأموالهم ويكتمون ما آتاهم الله من فضله من الأموال والأرزاق فلا يحدّثون بها على باب التحديث بالنِعَم. فهذان الآن وجهان وكلا الوجهين له من قال به

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير