تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد: والقوة البدنية البخل بها, داخل في هذا الأمر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ علي", مما يدل على أنه وسع معنى البخل حتى جعلها في الصلاة عليه, عليه الصلاة والسلام.

د عبد الرحمن: وإن كان تلاحظون أنه قال: "ينفقون أموالهم", فصرح بالمال, مما يشير إلى أن البخل الذي ذكر ينصب أول ما ينصب على البخل بالمال, لكنه أعم أيضًا, فالبخيل بجاهه أحيانًا يكون أشد إثمًا من البخيل بماله لحاجة الناس للجاه, والعلم.

د. محمد: بعد الانتهاء من البخل دعونا نتحدث يا أبا عبد الملك عن الكتمان (ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) , ما المقصود بهذه الصفة؟.

د. مساعد: طبعا إن كانت في اليهود فأكبر ما كتموه من الفضل هو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه, ولهذا كانوا هم يتوقعون أو كانوا يتمنون أن يخرج منهم, فلما خرج من العرب حسدوهم على ذلك وكتموا.

د. عبد الرحمن: الله سبحانه وتعالى اختص بني إسرائيل وأكرمهم بأن بيّن لهم صفات النبي المنتظر رجاء أن يكونوا أول الناس إسلامًا وإيمانًا به.

د مساعد: يعني يسّر لهم طريق الإيمان به.

د عبد الرحمن: وهذا من فضل الله عليهم ولكن كانت النتيجة أنهم كانوا أول من جحد به عليه الصلاة والسلام, ولذلك أذكر صفية رضي الله عنه عندما أخبرت أول ما دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاء اليهود وجاء شيوخ المدينة ينظرون في حال النبي صلى الله عليه وسلم تذكرون أيضًا قصة عبد الله بن سلام عندما نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة, وكان من زعماء اليهود ومن علمائهم, قال فلما رأيت وجهه علمت أن هذا ليس بوجه كذّاب, وهو عالم من علمائهم! فتذْكر عن حيي بن أخطب والدها أنها سمعته وهو يتحدث مع عمها مع أخيه فيسأله فيقول له: هل هذا الرجل هو هو؟ هل هذا هو النبي المنتظر؟ , قال: نعم إي وربي إنه هو هو. فقال: فماذا أعددت له, أو ماذا ترى؟ فقال: معاداته حتى الموت, أو عداوته ما بقيت, وأنكره وأصبح حتى مات على اليهودية.

د. مساعد: أعوذ بالله, بعض الناس قد يسأل: كيف كتم اليهود أمر محمد صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى قد نصّ (النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة) , (ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) , مكتوبًا عندهم, يجدونه.

د. عبد الرحمن: مكتوبا عندهم في النسخ الموجودة بين أيديهم.

د مساعد: ولهذا تجد أمر محمد صلى الله عليه وسلم مصرحًا باسمه ولكنهم حذفوه بطريقة طبعًا بطريقة وهذه طبعًا عبارات أخينا عبد الرحمن احترافية.

د. محمد: يذكر بعض الأناجيل التي وجد فيها التصريح مثل إنجيل برنابا ألغي من الأناجيل المعتمدة.

د. مساعد: ليس من الأناجيل عندهم المعتمدة, فيبدلونه بكلمة هم يعرفون المراد منها وغيرهم لا يعرف, مثل بدل كلمة محمد كتبوا مشتهيات في سفر إذا ما كنت واهمًا يعقوب, وكتبوا في بعض يعني حذفوا أخذوا اسمه ووضعوا إسمًا آخر يوافق إسمه بحساب الجمّل, وطبعا هذه لها قضية أخرى حساب الجمّل, ليس هذا طبعًا وقت عرضها, لكن من باب الفائدة أن حساب الجمّل المعتبر عند اليهود في علمهم وكتابهم فاستخدامه في كتبهم هو الموطن الصحيح أما استخدامه عندنا فليس كذلك لأنه ليس من علوم العرب فلا يصح استخدامه. أو أن يوجد صفته صلى الله عليه وسلم بحيث هذه الصفة لا تنطبق إلا عليه فقط وهذه كثيرة جدًا في التوراة والإنجيل. أو أن توجد ذكر أحوال أمته أحوال لأمته ولا تنطبق هذه الأحوال إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما ورد في سفر داوود يسمى المزامير وهو يتكلم عن الحُجّاج الحمّادون والحجاج الحمادون الذين يأتون إلى الأرض إلى وادي بكة طبعًا حرفوه إلى وادي البكاء, ليس هناك أمة فيها حجّاج وحمّادون ويأتون إلى وادي بكة إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

د. عبد الرحمن: صحيح.

د. مساعد: وأين الحمّادون؟ كثيرو الحمد لله؟ فإذا المقصود أنه له وجود واضح جدًا عندهم ولكنهم يحرفونه, إما بتحريف الاسم, أو بتحريف الدلالة فيتأولونه على غير المراد منه.

د. عبد الرحمن: سبحان الله حتى بعد تحريفهم وبعد حذفهم لدلالات النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم بقي فيه, وأذكر أنك ذكرت لي أحدًا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير