تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد: نعم, أنا أذكر أني قابلت رجلًا كان قسيسًا كبيرًا من قسس أثيوبيا كان يتبعه خلق كثير, فالرجل لما طبعًا تعلّم حتى تعلم في إسرائيل تعلم العبرية, وكان يقرأ الكتاب المقدس بها.

د. عبد الرحمن: نصراني هو أم يهودي؟

د. محمد: لا, نصراني.

د. عبد الرحمن: سبحان الله! , هناك تعاون بين النصارى واليهود في الدراسة؟

د. محمد: طبعًا وعندهم معاهد هناك متخصصة, والنصارى كما تعلم يؤمنون بالعهد القديم والعهد الجديد. فهذا الرجل أنا سألته سؤالًا محددًا وكان ذلك في مسجدي لأنه زارني في المسجد جزاه الله خيرًا, فقلت له: هل تجدون في الكتاب المقدس عندكم ذكْرًا النبي صلى الله عليه وسلم؟ , فقال لي بالحرف الواحد: أنا وجدت في الكتاب المقدس أكثر من سبعين موضعًا لا يمكن أن تنطبق إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى لو استطعت أن تحرف واحدًا أو اثنين أو ثلاثًا منها لغيره فإنها منطبقة جميعًا, ومجتمعة لا يمكن على أحد من خلق الله أن تجتمع إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن القوم قوم بُهْت أنكروا وكتموا كما ذكر الله عز وجل في هذه الآية. وهذا الرجل لما أسلم بالمناسبة أسلم معه إثنا عشر ألف إنسان وقصته مشهودة وقد كتبت في جرائدنا نحن, لأنهم تقابلوا معه بعد مجيئه لمكة والمدينة.

د. عبد الرحمن: ما شاء الله! تلاحظون يا إخواني حتى في اليهود والنصارى حرفوا الكلم عن مواضعه, وتأولوا تأويلات هي تحريفات في الحقيقة, وكان هذا سببًا من أسباب الانحراف عندهم في اليهودية والنصرانية, أيضًا في الإسلام وقعت كثير من الطوائف في التأويل الذي هو بمعنى التحريف في الحقيقة فحرفوا معاني الصفات وحرفوا دلالاتها لمعاني باطلة, فكان هذا سببًا أيضا من أسباب انحرافهم وضلالهم وبُعدهم عن الحق, ولذلك ليس هناك مثل منهج أهل السنة والجماعة في إثبات ما أثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه من الأسماء ومن الصفات دون تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تشويه.

د. مساعد: إذا سمحت يا شيخ عبد الرحمن في قوله (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38)) , يعني أيضًا لاحظوا من يكن الشيطان قرينًا له, فهذا أيضًا فيه تقديم مع كثرة التقديم والتأخير, طبعًا القرين بمعنى ماذا؟

د. عبد الرحمن: المقارن المصاحب الملازم.

د. مساعد: من قرن الشيء بالشيء كأنه ربط شيئًا بشيء, ومنه أُخذ قرن الشاة وغيره, فمادة قَرَن كما نلاحظ أنها في الأصل تدل على ربط شيء بشيء, طبعًا الآن تستخدم المقارَن بمعنى الموازَن, نقول مثلًا: الفقه المقارن, الفقه الموازن, والمصححون اللغويون يقولون هذا خطأ, وإنما الصواب الفقه الموازَن, التفسير الموازَن, وهكذا, فلأن المقارن لا يؤدي مدلول الموازنة, والعمل الذي يقوم به من يقول الفقه المقارن, أو التفسير المقارن, هو عمل موازنة, موازنة بين أقوال أو بين مذاهب وغيرها, لكن كما يقولون, يقولون ماذا؟ خطأ مشهور خير من صواب .....

د. عبد الرحمن: هذا تصدق حتى من الدلالات اللغوية عند العرب أن القرين المقارِن عندما تقرن جمل بجمل, ونحن عندنا هنا في النماص عندما نستخدم البقر في الحرث عندما تأتي إلى الثورين اللذين تعمل عليهما تضع بينهما مِقْرنة, هذه الخشبة هذه تسمى مقرنة, فيقول الفرزدق:

وابن اللبون إذا ما لُزَّ بقَرَنٍ (هذا هو) لم يستطع صَولة البُزْل القناعيس

يعني جمل كبير بازل مع جمل صغير لا يستطيع أن يجاريه! , يعني أن المقارنة فعلًا فيها هذا المعنى الربط, ليست الموازنة, لكن كما تفضلت أصبحت كلمة شائعة الآن, دراسة مقارنة, فقه مقارن.

د. مساعد: أيضا في دلالات الأفعال أولًا قال "والذين ينفقون", فجاء بها بماذا؟

د. عبد الرحمن: بصيغة المضارع التي تدل على التجدد والحدوث.

د. مساعد: ثم في الآخر نفى قال: "ولا يؤمنون " للدلالة على الاستمرار, إذا نُفي الفعل دل على استمرار نفيه في الزمان لأنه أطلق قال: " ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ", طبعًا لما يقول: " بالله ولا باليوم الآخر ", هذا تكون ماذا؟ من باب ...

د. عبد الرحمن: أليس الإيمان بالله يشمل الإيمان باليوم الآخر؟.

د. مساعد: بلى.

د. عبد الرحمن: لماذا خصص اليوم الآخر؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير