تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفُلك (دَعَوُا الله مُخلصين لهُ الدِّين فَلمَّا نجّاهم إلى البَرّ إذا هُم يُشرِكُون) هؤلاء إذا نَزَل الضُّر أشركوا، يا عليّ، يا حَسن، يا حُسين، يا بدوي أنقذني أعوذ بالله، أين رَبُّك؟! هذا والله هو عين ُ الشِّرك وهذا وَقَع في الأمَّة الإسلامية نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتُوب عَلى هَذِه الأُمَّة وأن يُوقِظها من هذه الغفلة ومن هذه الغَلطة العظيمة في باب التَّوحيد والشِّرك.

د. الشِّهري: جميل، الحقيقة هذه الآية على أنّها آية قصيرة إلاَّ أنَّ المُتأَمِّل في أحوال الأُمَّة يَرَى أنَنَّا ما زِلنا بحاجة إلى نشر مثل هذه الآية، وإلى العِناية بها وإلى أنَّه ينبغي عدم التَّساهل فيها. يعني الآن نحن أحياناً نستنكِر على من يُبالغ في التَّحذير من ألفاظ شِركية، أو تصَّرُفات شِركية، أو أشياء قد تُفضي إلى الشِّرك، ونرى أنّ في هذا شيءٌ من التَشَّدُد، مع أنَّ هذه الآية أصلٌ في التَّشَدُد في باب التَّوحيد، وفي نفي الشِّرك، وفي محاربته بأيِّ صُورة من الصُّوَر، أو التِّي قد تُفضي إليه على سبيل المثال: مثل الآثار الموجودة الآن، التِّي يُشرِك النَّاس عندها في المدينة أو في مكّة. لا يحتاج إلى مُناقشة أصلاً، إلاّ أنَّهُ ينبغي سدِّ الذَّريعة بدون مُنَاقشة، لأنَّ الله يقول (إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به) وعُمر رضي الله عنه كانت المسألة واضحة بالنِّسبة له لمَّا رأى بعضهم يطوف حول شجرة بيعة الرِّضوان التِّي كانت من الآثار النَّبوية – لها مكانة وعظيمة- فما توَقَّف – رضي الله عنه- ولم يُناقِش الموضوع أصلاً وأمر بِقَطعِها مباشرة، فلذلك ينبغي عدم التَّساهُل في الموضوع، وعدم الفَلسَفة من بعض الذِّين يُعارِضون هذا، لأنَّ المسألة لَسنَا نحن الآن نُنَاقِش حضارة أو بقاء حَضَارة نحن نناقش دين وشرك وعقيدة واضحة في آية سورة النِّساء (إنَّ الله لا يَغفِرُ أن يُشرَك به) بأيِّ شَكل من الأشكال، أو بأيِّ طَريقة من الطُرُق، أو بأيِّ وسيلة من الوسائل، فينبغي تجَاوُز هذه الخِلافات، والتَّحذير بِشكل واضح. وأيضاً القنوات الإسلامية ينبغي عليها أيضاً أن تُرَكِّز على هذا الجانب لأنَّني أَنَا رأيت الحقيقة أنا شخصيِّاً وَلَعلّكُم رأيتُم أكثر منّي مظاهر شِركية في العالم الإسلامي، ليس هناك نِقاش في كونها من الشِّرك بالله سبحانه وتعالى، رأيتُ من يسجُد للسيِّد من دون الله سبحانه وتعالى!، ورأيت من يسجد للقبر!، والنَّاس يضحكُون أحيانًا يقولون أنتم تُبالغون أنَّ النَّاس يسجُدُون للقبور، النَّاس يتَعبَّدون فِي مَساجد فيها قُبُور!.

د. الخضيري: أنا رأيت ذلك بنفسي والله، دَخَلت أحد الضَّرائح في إحدى الدُّول الإسلامية، فوجدت النَّاس حول القبر من كل جِهاته، قد سجدوا باتجاهه، قلت: هؤلاء ماذا يفعلون! والقُبَّة التِّي على هذا القبر – أُقسم بالله- أنَّني رفعت رأسي حتى كادت طاقيَّتي تسقط- لأنّي كُنت لابس طاقية دون شماغ – من عِظَمِهَا تقريبا طولها أزيد من يمكن ثلاثين أو خمس وثلاثين مترًا في السّماء القُبَّة!

د. الشِّهري: أليس هذا من الشِّرك؟! إذا لم يكن هذا من الشِّرك، إذن ما هو الشِّرك؟! يعني أنا أستغرب من بعض الزُّملاء وبعض الإخوان في بعض الدُّول الإسلامية عندما يُهَوِّنُون من شأن مثل هذه المظاهر، وكأنّ مسألة الشرك هذه مسألة خلافية بسيطة ممكن أن نتجاوزها ولا نُثير هذه القضايا، أجل إذا لم نُثير مثل هذه القضايا، فماذا إذاً سَنُثير؟!.

د. الخضيري: يقولون أنّ الإمام محمد بن عبدالوَّهاب – رحمه الله- لمَّا كان يُدَّرِس كتابه التَّوحيد لِطُلاَّبه فانتهى من الكِتاب، واستشار الطُّلاب هل نُعيد قراءة الكتاب؟ فقالوا: خلاص، إنتهينا من الكتاب – ولا داعي- اتضَّحت لنا معالم الشِّرك بشكل جَليّ وبّيِّن بحيث لا نحتاج إلى أن يُعاد قراءة الكتاب. فالشِّيخ أراد أن يمتَحِنَهُم فقَصَّ عَليهم في نهاية الدَّرس قصَّة، وقال إنّه البارحة بلغني أنّ رجُلاً وَقَع على أُمِّهِ، فقالوا أعوذ بالله! هل هناك أَحَد يفعل ذلك؟! أو يُمكن أن يحصل مثل هذا في هذه المنطقة المسلمة؟!. فَمِن الغَد الشِّيخ قَال لهم الخَبَر الذّي قُلت لكم ليس على ما ذَكَرت، الشَّخص لم يقع على أُمّه وإنَّما ذَبَح ديكاً عند قبر، فقالوا هذا أهون. قال الشِّيخ: إذاً وقعتم في الخطأ،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير