أيُّهما أعظم الوقوع في الفاحشة أو الشِّرك بالله عزَّ وجل؟! فقال لهم: أعيدوا قراءة الكتاب، ما بعد فهمتم التَّوحيد فهماً صحيحاً.
د. الشِّهري: نعم، اُنظُر والله كتاب التّوحيد يا إخواني مع أنّه كتاب بسيط وسهل، من أعظم وأروع الكُتُب التَّي مرَّت على الإطلاق، يوجد شَريط كَاسِيت بِصَوت الأخ / حَمَد الدِّريهم – جزاه الله خير- (كتابُ التَّوحيد) عِندي في السّيَارة من سنوات أُكَرِّر سماعه، وأقول في نفسي لقد وُفِّق الشِّيخ محمد بن عبدالوهاب في تأليف هَذا الكتاب توفيقًا، وفيه إبداع -من وجهة نظري- أكثر من صحيح البخاري من جهة أنَّه يذكر البَاب ثمّ يذكر الفوائد: "بابٌ من الشِّرك الذّبحُ لغير الله)
د. الطيار: هذا غلوّ! لو قلت فيه إبداع ليس موجودًا في صحيح البخاري أما أكثر!
د. الشهري: بالله! على كل حال صحيح البخاري مؤلف على منهجية في جمع الأحاديث والآثار وأما كتاب التوحيد في جانب من الجوانب لكن فيه إبداع الحقيقة لم يُسبَق إليه في أنَّه جعل الآيات والأحاديث وما يُستَنبَط بِدون إضافات ولا تطويل. ولذلك هذا الكتاب جَدِير والله أنَّه يُحفظ، وأن يُكَرَّر لأنَّه الحقيقة يُناقش هذه الآية (إنّ الله لا يَغفر أن يُشرك به) ويأتيك بمظاهر الشِّرك والآيات والأحاديث والاستنباطات الدّقيقة في ذلك.
د. الخضيري: هذه الآية ستأتينا مرة أخرى – إن شاء الله - قبل خِتامِ السُّورة ولذلك نعيد ونكرر– إن شاء الله- بيان وتحليل هذه القضيّة كما كرر القرآن. (إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ به ويَغفِرُ ما دُونَ ذلك لمن يشاء) شيخ الإسلام ابن تيمية، له وقفة في هذه الآية الحقيقة مُهم ان نُذَّكِر بها إخواننا المشاهدين، قال إنَّ هذه الآية عامَّة تشمل الشِّرك الأَكبَر والأَصغَر، بمعنى لا يغفر أنّ يُشرَك به الشرِّكين الشِّرك الأكبر والأصغر، فإن قيل إذا أشرك المسلم شركاً أصغر، لن يغفره الله؟ نقول: لن يغفره الله، وسيُعاقب العبد عليه حتى يُطَّهره منه، ليس واقعاً تحت المشيئة. ولذلك الشِّرك خطيرٌ كله، فهو أكبر من سائر الكبائر ولو كان من النُّوع الأصغر.
د. الشِّهري: يكفيه قُبحاً أنَّه يُسَّمى شِركاً!
د. الخضيري: وهذا رأيٌ لشيخ الإسلام، وَيَظهر أنَّ جماعة من أهل العلم يَرَون لا، أنَّ الشِّرك الأصغر مثل سائر الكبائر – هو واقِعٌ تحت المشيئة-.
د. الشِّهري: مثل الرِّياء.
د. الطيَّار: نصَّ الآية (ويغفِرُ ما دون ذلك لمن يشاء)
د. الخضيري: نعم، ولكن لما يقول (إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به) الشِّرك الأكبر والأصغر، كُلّ ما سُمِّيَ شركاً فإنه ليس داخلاً تحت المشيئة.
د. الطيّار: لكن الآية الآن واضحة جِدَّاً، لما ساق الآية لما قال (إنّ الله لا يغفر ان يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) لو قال (إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به) وسَكَت لكان الأكبر والأصغر. لكن لما قال (إنّ الله لا يغفر ان يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) دلّ على أنّه قَصِد نوعين من الشِّرك، (إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به) الشِّرك الأكبر، (ويغفر ما دُون ذلك) الشِّرك الأصغر. لمن يشاء.
المشايخ: ما دون ذلك أيّ ما دون الشِّرك من المعاصي، والذُّنوب، واللّمم.
د. الطيّار: إذاً صار المعطوف ليس من جنس المعطوف عليه
د. الشّهري: لماذا؟ أين المستثنى؟
د. الخضيري: جنس الشِّرك أكبر من كلّ المعاصي
د. الطيّار: (إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به) سواءً الشِّرك الأكبر والشِّرك الأصغر، (ويغفرُ ما دون ذلك) ما سوى الشِّرك من الذُّنوب والمعاصي.
د. الشِّهري: معذرةً، الشِّرك الأكبر والأصغر من الذّي قَسَّمهما؟.
د. الخضيري: الحديث النّبوي، النَّبي صلى الله عليه وسلّم قال: أخوف ما أخاف عليكم الشِّرك الأصغر. لمَا ذكر الأصغر عرفنا أنّ الشِّرك نوعان. ونحن عندنا قاعدة كل هذه الأشياء أصلاً تنقسم إلى أصغر وأكبر، الكفر، والنِّفاق، والشِّرك، والفسق، والظُّلم، كلُّها أصغر وأكبر.
¥