البكورية كان لها شأن عندهم، فهم أرادوا أن يسلبوا حق الأمة العظيمة التي أخبر عنها الله –سبحانه وتعالى -وهي أمة محمد بالتحريفات الكثيرة منها هذا التحريف "إذبح بِكْرك إسحاق" مع أننا نعلم أن البكر من هو؟
د. عبد الرحمن الشهري: هو إسماعيل
د. مساعد الطيار: إسماعيل بلا ريب، مما يدل على أنه وقع هنا تحريف وإنما أدخلوا إسحاق لكي يسلبوا ما يتعلق بالبكورية في اصطلاحاتهم. فإذن الآن لما أخبر الله سبحانه وتعالى في قوله (وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) ويخبر عن آل إبراهيم، وأنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله مما حسدوا به هذا النبي الكريم هو هذا الملك العظيم الذي هو أعظم ملك أوتيه آل إبراهيم. يعني أعظم ملك أوتيه آل إبراهيم هو الملك الذي جاء لمحمد –صلى الله عليه وسلم –. ولهذا كل ما ورد في التوراة أو في أسفار بني إسرائيل بعدها عن هذا الملك العظيم وعن هذه الأمة العظيمة لايمكن أن تنطبق إلا على أمة محمد –صلى الله عليه وسلم –
د. عبد الرحمن الشهري: بالمناسبة ذكر الشيخ عبد الحميد الفراهي –رحمه الله – في كتاب له قيم جدًا الذي هو" القول الصحيح في تعيين الذبيح" وهو مطبوع في دار القلم ما أدري هل أطلعت عليه يا دكتور محمد؟
د. محمد الخضيري: لا، والله
د. عبد الرحمن الشهري: هذا الكتاب قيم جدًا تحدث فيه عن أوجه إثبات أن إسماعيل -عليه السلام – هو الذبيح من القرآن، ومن السنة، ومن كتب أهل الكتاب، ومن العقل فذكر مسألة مهمة جدًا قال: إن مسألة تحريف من هو الذبيح في التوراة والإنجيل هي أشد المسائل التي حرص اليهود على تحريفها، لأنهم يعلمون أن إثبات أن الذبيح هو إسماعيل يخرِّب عليهم كل عملهم
د. مساعد الطيار: وهذا صحيح ومنها هذه
د. عبد الرحمن الشهري: ولذلك يعني أنا كنت تنبهت في جلسة أذكرها في بينات ربما فكرت في قوله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ) في سورة آل عمران لماذا جاءت هذه الآية بعد قوله –سبحانه وتعالى- (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)
د. محمد الخضيري: سورة البقرة
د. عبد الرحمن الشهري: سورة البقرة، سورة البقرة نعم. فربط الفراهي هذه الكلمة هذا الموضوع بشكل رائع جدًاوقال إن الله سبحانه ذكر قال (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ) الصفا والمروة مرتبطة بمن؟
د. مساعد الطيار: بإسماعيل
د. عبد الرحمن الشهري: بإسماعيل، بإسماعيل وجاء بعدها (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ) فيه إشارة إلى اليهود لأن هذه المسألة وهي مسألة الذبيح من أشد المسائل التي حرصوا على طمسها من كتبهم لأنها هي التي تلخبط كل دراساتهم.
د. محمد الخضيري: عجيب والله.
د. عبد الرحمن الشهري: كلام رائع جدًا.
د. محمد الخضيري: استنباط بديع.
د. مساعد الطيار: لا، واضح في كتبهم، واضح جدًا جدًا وصف إسماعيل بأن الله ينميه وأنه يبعث له أمة عظيمة وهذا موجود عندهم لكنه كما ذكرت فكرة البكورية عندهم كانت لها أثر، وما أدري هل الفراهي إلتفت إلى هذه أم لا؟
د. عبد الرحمن الشهري: لا ما أذكر، فكرة البكورية.
د. محمد الخضيري: بعدما انتهى من ذكر هذه الأخلاق لليهود، كأن الآن انتهت فأنا أريد الحقيقة أن نحصيها إن رأيتم ذلك.
د. مساعد الطيار: لو فقط نكمل (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) ثم بعد ذلك نرجع لها، لأنه حتى ما ندري عن الوقت
د. محمد الخضيري: أنت الآن يعني مدير الحلقة فنحن يعني
د. مساعد الطيار: والله حتى ننتهي على مقطع أحسن من أن نعيد في الحلقة القادمة فأعطنا يا أبا عبد الله في الآية
د. عبد الرحمن الشهري: طبعًا ذكر الله أنه آتى آل إبراهيم الملك والكتاب والحكم والنبوة، ثم انقسم الناس إلى فريقين منهم من آمن به وصدّق بما جاء به إبراهيم ومن جاء بعده مصدقًا له من الأنبياء، ومنهم من كفر به كما صنع هؤلاء اليهود المكذبون بالنبي –صلى الله عليه وسلم- وتلاحظ أنه قال (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ) ولاحظوا يا إخواني سبحان الله العظيم في القرآن الكريم قضية الإيمان والتسليم مسألة أساسية في حياة المؤمن، أليس كذلك؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا) (الَّذِينَ آمَنُوا) (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) (قَدْ أَفْلَحَ
¥