الْمُؤْمِنُونَ) سواء في عهد النبي إذا كان الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم-وأمته أو كان الحديث عن الأنبياء السابقين وأممهم كيف أن وصف الإيمان ومعناه التسليم أليس كذلك؟ والانقياد والطاعة لله سبحانه وتعالى صفة مدح، لاحظ، قال (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) وأن الكفر هو صدود عن الحق وصد عن الباطل ويصدون عن سبيل الله، قال (وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا)
د. مساعد الطيار: قدّم أهل الإيمان يا شيخ محمد، هل في ملحظ في سبب تقديم أهل الإيمان؟
د. محمد الخضيري: لا شك أن التقديم تشريف في هذا المكان وأنه أراد أن يكرمهم وأن يعلي قدرهم ويبين أنهم هم الأحق فقال (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ) خصوصًا مع وضوح ذلك الحق وظهوره وأن الدلائل قائمة عليه. (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) حتى أيضًا فيها فائدة أخرى وهي حتى يصح عود الضمائر لما يقول (آمَنَ بِهِ) (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) أي عن الإيمان أيضًا
د. مساعد الطيار: في فائدة أعرض
د. محمد الخضيري: أعرض
د. عبد الرحمن الشهري: في فائدة يا فضيلة الشيخ في قوله سبحانه وتعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) ثم أراد الله –سبحانه وتعالى-أن يذكر شيئًا من الفضل الذي آتاه آل إبراهيم فقال (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) سبحان الله العظيم يا إخواني فضل الله إذا فتحه ليس له حد، انظر إلى إبراهيم –عليه الصلاة والسلام-كان مطرودًا طرده والده أليس كذلك؟ فخرج على وجهه-عليه الصلاة والسلام- ثم انظر كيف كانت ذريته إلى اليوم هي التي آتاها الله الكتاب وقدّمه، الكتاب يا أخي تخيل!
د. مساعد الطيار: كلنا ننتسب إلى إبراهيم، أيّ مسلم من أي جنس كان في النهاية ينتسب لإبراهيم.
د. عبد الرحمن الشهري: وأجمعت عليه اليهود يعتبرونه ويؤمنون به، والنصارى يؤمنون به، لكن لاحظ فضل الله إذا اختص به (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ) يعني آتيناه (الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) الملك يعني ماذا وراء ذلك؟!
د. مساعد الطيار: والعجيب-وهذا لعله يفيدنا- في عدم تعجل النتائج إبراهيم لما وُعد هذه الوعود لم يرها–عليه الصلاة والسلام- في وقته وقد مات-عليه الصلاة والسلام- وأبناؤه كانوا قِلّة لم يذكر له –طبعًا على حسب ما عندنا -إلا إسماعيل وإسحاق، واليهود يذكرون في كتبهم أبناء آخرون لكن لم يرد إلا إسماعيل وإسحاق.
د. عبد الرحمن الشهري: ومتى جاؤوه؟! على كِبَر ومشقة
د. مساعد الطيار: وهذا والله نحتاج أن نتأمل ونعتبر في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وأن الإنسان ليس مربوطًا بهذه الدنيا نحن مع الأسف ارتبطنا بالدنيا ارتباطًا كبيرًا جدًا وإنما الإنسان ينظر إلى ما سيأتي بعد. إعمل لكي يبقى عملك بعدك فهو الثمرة العظيمة وهو الذي يبقى بإذن الله في تمام الإخلاص لأنه خلاص انقطعت أنت عن كل شيء ويأتيك من جراء عملك، وكل فضل وفضيلة في هذه الأمة فهي ترجع إلى محمد –صلى الله عليه وسلم-وكذلك ترجع إلى إبراهيم -عليه الصلاة والسلام -. ولعلنا نقف عند هذه الآية ونبتدئ إن شاء الله مع الدكتور محمد-بإذن الله- في اللقاء القادم بذكر هذه الصفات التي ذكرت في بني إسرائيل، وأستميح أخوي الكريمين وأستميحكم أيها الإخوة والأخوات المشاهدون جميعًا أن نقف. فسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لاإله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
بُثّت الحلقة بتاريخ 26 رمضان 1431 هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Dec 2010, 09:03 ص]ـ
الحلقة 27
تأملات في سورة النساء من الآية (56) إلى الآية (57)
د. الطيار: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أحيّيكم أيّها الإخوة والأخوات في هذا المجلس المبارك إن شاء الله مع أخويّ الفاضلين الدكتور محمد الخضيري والدكتور عبد الرحمن الشهري حفظهم الله, نأخذ بعض آياتٍ من كتاب الله من سورة النساء وننظر ما فيها من المعاني والعِبَر. وقبل أن نبتدئَ بهذا المجلس نستمع إلى الآيات الكريمات:
¥