تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن الشهري: ولعل هذا يناسب أيضًا ما تقدم معنا من قضية تقسيم الميراث عندما قال الله -سبحانه وتعالى- (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) هذا مقتضى العدل أليس كذلك؟

د. محمد الخضيري: بلى

د. عبد الرحمن الشهري: أن للذكر مثل حظ الأنثيين في الآيات وحسب التفصيل الذي مر معنا أن هذا مقتضى العدل وأن الأولى هو استخدام هذه المفردة القرآنية بدل كلمة المساواة التي كثر تردادها اليوم!

د. مساعد الطيار: أيضًا لفظ الجلالة كما نلاحظ يتكرر (إِنَّ اللَّهَ)

د. عبد الرحمن الشهري: أحسنت (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) ما معناها يادكتور؟

د. مساعد الطيار: يعني إن الله نعم ما يعظكم به فأدغمت الميم

د. عبد الرحمن الشهري: (نِعِمَّا) يعني أصلها نعم ما يعظكم به ثم قال (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ)

د. مساعد الطيار: أريد أن نقف أولًا على هذه التريبة الإلهية، لاحظ أن المربي هو الله –سبحانه وتعالى – ولاحظ القرآن كلها أن الذي يربينا هو الله –سبحانه وتعالى – وهذه منزلة عظيمة للإنسان أن يتولى تربيته ربه –سبحانه وتعالى - وخالقه لذا تجد دائمًا الأوامر تأتي إما بالرب، أو بلفظ الجلالة وإن كان الأكثر بلفظ الجلالة. (يَعِظُكُمْ بِهِ) الوعظ بمعنى التذكير وكأنه يريد أن يقول إن الله –سبحانه وتعالى –لا يعظكم إلا بما هو خير لكم، مآله القريب والبعيد هو خير لكم، ولهذا لاحظ أنت لما قال (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) دائمًا إجعل نفسك في الطرف الثاني ماذا تحب أن يكون؟

د. عبد الرحمن الشهري: أن يؤدّى إليك

د. مساعد الطيار: إي (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) أيضًا اجعل نفسك في الطرف الثاني ماذا تحب أن يكون؟ لا شك أن كل إنسان يحب أن يجر الأمر إليه لكن هل هذا هو الصواب؟! نقول لا، الله – سبحانه وتعالى – أمر بالعدل فإن كان العدل أن يقضى لك فإننا جميعًا نرضى بذلك، وإن كان العدل أن يقضى عليك فإنا أيضًا جميعًا نرضى بذلك، فإذن المسألة نبحث عن العدل وليس نبحث عن حظوظ النفس.

د. عبد الرحمن الشهري: وهذا مقتضى التسليم والإيمان بالله سبحانه وتعالى أنك تقبل بحكم الله-سبحانه وتعالى – سواء كان لك أو عليك.

د. مساعد الطيار: نعم، ولهذا أنا أذكر أحد الأقارب دخل في قضية بين أخوين كان بينهم خصومة وأراد هو أن يحلها وجعلوه حكمًا بينهم، فذكّرهم بالله وذكّرهم أيضًا بأن الحَكَم إذا حكم ما يعترض عليه، وأنه يجتهد ويقضي بما يمن الله عليه فالمهم عرضت القضية يقول: بعد ما عرضت، يقول هو كان يتكلم عن بعض النفوس تحتاج إلى شد معها، وبعض النفوس لا، تحتاج إلى الرفق واللين، يقول: لما قضيت القضية وانتهيت قلت: أنه قسمت الموضوع في المزرعة الفلانية كذا المهم قسمت الأموال بينهم الأكبر منهم كأنه اعترض قال: ياشيخ كيف هذا؟ وأنا كذا، يقول مباشرة أول ما قال الكلام هذا قلت له:يا فلان ألا تتقي الله أنا قدمت لك بمقدمة وذكرت لك أني جئت حاكمًا والحاكم إذا قضى انتهى الأمر، وأنت

د. محمد الخضيري: ورضيت بحكومتي

د. مساعد الطيار: ورضيت بحكومتي، وبدل أن تقول الحمد لله الذي فصل الأمور على هذا فإن كان شيء من حقي فأنا متنازل عنه وأنت يا أخي إن كان من شيء أصابني من حقك فليتك تتنازل عنه وتنتهي القضية إلى المحبة والمودة أفضل، يقول سبحان الله ما تعداها، قال: لا والله آسف خلاص، ويقول: الحمد لله استمرت أمورهم بعد ذلك وانقضى

د. محمد الخضيري: ماشاء الله وفق

د. مساعد الطيار: نعم

د. عبد الرحمن الشهري: في قوله (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) أنتم تلاحظون في سورة النساء تكرر ذكر الوعظ مر معنا الوعظ في قوله –سبحانه وتعالى – (واللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ) وهنا قال (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) وسوف يأتي معنا (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)) في الحقيقة هذه الفوائد التي رتبها الله على الاستجابة للوعظ فوائد ينبغي أن يتذكرها كل من يستمع إلى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير